في تصعيد خطير ، الدولة تبعث برسالة مشفرة لحركة 20 فبراير : موازين لن يلغى ، فاشربوا البحر .
حسن الخباز – هبة بريس
بدعوى عدم اكتمال النصاب القانوني للبرنامج ، تم إلغاء حلقة كانت خاصة عن برنامج موازين كان يفترض أن تبث مساء الأربعاء 11 ماي 2011 .
وقد اتفقت معدة البرنامج مع كل من رضا بنخلدون عن حزب العدالة والتنمية ورشيد البلغيتي عن منسقية إلغاء مهرجان موازين و الحسين الشعبي صحافي "بيان اليوم" وممثل عن الائتلاف المغربي من أجل الفنون بالإضافة إلى ممثل عن إدارة مهرجان موازين في شخص عزيز
داكي، المدير الفني لمهرجان "موازين". حيث كان من المتوقع إسهامهم في تفعيل النقاش .
جدير بالذكر أن معدة برنامج " ملف للنقاش" نفسها لم تعلم بخبر الإلغاء إلا مساء يوم الثلاثاء ، في الوقت الذي كان مقررا بدء التسجيل مساء يوم الأربعاء 11 ماي 2011 .
اعتذار المدير الفني للمهرجان قلب الموازين فاضطر قناة " ميدي 1 تي في " لإلغاء البرنامج المذكور ، لأن الضيف الرئيسي الذي من المفترض أن يجيب عن أسئلة المحاورين اعتذر لسبب في نفسه .
عزيز داكي إذن تهرب لأنه لا يملك أجوبة شافية وكافية عن الأسئلة التي أعدتها معدة البرنامج وباقي المشاركين في الحلقة الملغاة .
وقد اعتبر رشيد البلغيتي أحد المدعوين للبرنامج عن التنسيقية الوطنية لإلغاء مهرجان موازين في تصريح ل «التجديد» إن اعتذار منظمي المهرجان هو تهرب من النقاش العمومي وأكثر من ذلك هو تعبير عن افتقادهم لآليات الإقناع والحوار لأطروحتهم وأن آليات إقناعهم هو ما عبروا عنه من خلال القمع الذي عبروا عنه باستخدام أجهزة الدولة يوم السبت الماضي.
وأبدى تخوفه من أن تكون جهات معينة تدخلت للضغط على هذه القناة من أجل إلغاء المهرجان في الوقت الذي لا يوجد ولا منبر واحد إعلامي اليوم مرئي أو مسموع يتحدث عن الموضوع باستثناء قلة قليلة أيضا من الإعلام المكتوب. وهو ما يفسر يقول البلغيتي بآلية الترهيب والترغيب التي يمارسها المنظمون عبر مسألة الإشهار في الوقت الذي يلقى ذلك المهرجان الفضيحة رفضا شعبيا واسعا.رغم هروب مديره محمد منير الماجدي لأمريكا ، ورغم تهرب مديره الفني عزيز داكي عن الإجابة وإقناع المغاربة بجدوى مهرجانه ، دون أن ننسى الرفض الشعبي لهذه التظاهرة ، فإن المنظمين مصرين على تنظيمه رغما عن أنف المغاربة .
هذه رسالة واضحة لحركة 20 فبراير الذين يعتزمون رجم شاكيرا و عمرو دياب بالبيض والطماطم إن اعتليا منصة المهرجان ، لذلك فقد ارتأت الدولة أن تستبق الأحداث ،عبر توجيه رسالة مشفرة لهذه الحركة الفتية ، وذلك حين أمرت البوليس بالهجوم الهمجي على المحتجين على موازين بإحدى المدن المغربية .
تأتي هذه الرسالة لكي يرتدع شباب هذه الحركة ، ويتأكدوا أن المهرجان سينظم ، شاء من شاء وكره من كره ، واللي ما عجبو حال يشرب لبحر ، أو ينطح راسو مع الحيط ، لكنها نسيت أو تناست أن العنف لا يولد إلا العنف ، وخير دليل على ذلك ، الثورات العربية الأخيرة .