مخاوف من صدامات عرقية في أسوأ شغب وسلب تشهدهما بريطانيا
تصاعد الغضب في برمنغهام بين الجالية الآسيوية بعد مقتل 3 شبان منها
لندن ـ كارين إليان
سادت حالة من الغضب الشديد بين الجالية الآسيوية في لندن بعد وفاة ثلاثة شبان من أصل آسيوي إثر صدمهم بسيارة ضمن أعمال الشغب التي تشهدها المدينة. وألقت شرطة وست ميدلاندز القبض على رجل بالقرب من مكان الحادث، كما عثرت على سيارة يعمل خبراء الطب الشرعي على فحصها، إذ يُرجح أن تكون الأداة في الحادث . وحذرت مجموعة من سكان منطقة وينسون غرين، وهي المنطقة التي قتل فيها الشبان الثلاثة بينما كانوا يحاولون حماية أرزاقهم وأحياءهم في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، من تصاعد أعمال العنف العرقي إذا فشلت التحقيقات في الوصول إلى نتائج سريعة. بينما يعمل قادة المجتمع في برمنغهام على تهدئة الأوضاع، لاسيما بعدما امتد الغضب إلى النائب العمالي المحلي عن لادي وود، محمود شبانة، وأسقف أستون، القس أندرو واطسون، اللذين انضما لاجتماع في مسجد "دودلي رود"، والذي قال السكان المحليون إنه على قائمة الأهداف المعرضة للنهب، حيث من الممكن أن يجد اللصوص مبالغ مالية بداخله. وكان الضحايا، الأخوان شازاد علي، وعبد المظفر، 32، و30 عامًا، وهارون جاهان، 19 عامًا، ضمن 80 شابًا واجهوا عصابة حاولت نهب محطة مجاورة للوقود ليلة الاثنين.
وحذر الأسقف في حديث له من أعمال انتقامية محتملة "تحمل بعدًا طائفيًا"، وبعد حديثه بفترة وجيزة سُمع صراخ سيدة من أصل أفريقي- كاريبي تهاجم مجموعة من البريطانيين من أصل آسيوي في شارع جانبي من دودلي رود قائلة "إن ما تقومون به هو بداية أعمال الشغب"، قبل أن يأخذها صديق في سيارة وينطلقا. وقالت مجموعة أخرى من البريطانيين من أصل آسيوي، إنهم شاهدو الحادث المميت والذي انتهى في ثوان معدودة وشاهدوا تطاير الضحايا بعد دهسهم بسيارة أودي سوداء، وقال أحدهم، والذي رفض ذكر اسمه، "إن ما حدث كان متعمدًا، فقد قام سائق سيارة أودي سوداء بدهسهم وهم يسيرون على الرصيف، لقد كان واعيًا لما يفعله". وأضاف "لقد شاهدت أربعة شبان من أصل أفريقي- كاريبي يسيرون تجاه دودلي رود، ومن السهل معرفة ما كانوا يخططون له، وقد قدمت ما لدي من أدلة للشرطة". وتابع "كان الأخوان شازاد علي وعبد المظفر يعملان في غسيل السيارات في محطة الوقود التي استهدفها اللصوص، وكان هارون يعمل ميكانيكي في مرآب لتصليح السيارات، وكلهم معرفون في المنطقة، وقد تزوج أحدهم في آذار/مارس الماضي وستضع زوجته مولدها الأول بعد أربعة أشهر". وقال الأسقف، الذي قابل عم هارون وأخاه الأكبر، إن عائلات الشبان الثلاثة جزء أصيل من المجتمع، وظهر والد هارون هادئًا وهو يحمل صورة لابنه قائلا "لقد كان يحاول مساعدة مجتمعه فقتلوه". وأضاف "كان هارون محبوبًا للغاية، ولا أستطيع أن أصف لأي شخص شعور أن أفقده، لقد كان ابني الأصغر، بعد يوم أو يومين سينسى الجميع ما حدث ولن يهتم أحد". وقال، داعيًا إلى الهدوء وعدم الانتقام، "أنا لا ألوم الحكومة، ولا ألوم الشرطة، أنا لا ألوم أحدًا. هذا هو قدره ومصيره، وهو الآن قد رحل".
واصطفت الطوابير الطويلة من الأصدقاء والأقارب خارج المنزل لتقديم العزاء بينما وقف آخرون من أفراد العائلة يتحدثون عن الفاجعة. وتزايدت الأعداد من بعد الظهيرة، على الرغم من هطول الأمطار، والتي كانت الشرطة تعول عليها لوقف العنف الذي يدخل ليلته الثالثة.
وقال أحد أقارب الشقيقين الراحلين سوربيا نازيا "لقد كانوا بمثابة الأخوة للجميع، كانوا يعتنون بكل من حولهم. كانوا أبطالا. كل من كان بالكاد يعرفهما لم ينم الليل. كانت صدمة كبيرة، أكبر مما كنا نتصور". واحتضن مشيع آخر سوبيا والشقيقة الصغرى للضحيتين والذي رحب بالمعزين في البيت، وقال باللغة الأردية "لقد ماتا شهيدين". وكانت الشقيقة الصغرى حزينة وعاجزة عن الكلام، لكن سوربيا قال بحزم "لا نريد يحدث أي شئ أكثر مما حدث، فقط يقدم الجناة إلى العدالة. لا نريد لعائلات أخرى أن تعاني ما نعانيه. إن الشباب، هم من ليس لديهم معرفة، أو عمل، ويشعرون بالملل من حياتهم". وتزايد الغضب في النفوس نتيجة تأخر سيارة الإسعاف وقت الحادث لمدة 20 دقيقة، في حين قال سكان آخرون إن سيارات شرطة مكافحة الشغب كانت تعوق الطريق. وقد فشلت الجهود المحمومة لإنعاش الرجلين وتوفيا في موقع الحادث. بينما توفي الثالث بعدهما بوقت قصير في مستشفى المدينة القريبة. وذكر آخرون إن الشرطة أبلغتهم أن يحموا ممتلكاتهم بأنفسهم. "فهم مشغولون جدًا بحماية الأماكن الكبرى في وسط المدينة، ومطاردة الغوغاء طوال الليل".
ولليوم التالي على التوالي، خضعت الشركات الآسيوية البريطانية، في مناطق مثل سوهو رود والبازارات الممتدة على طول ميل في هانزوورث، لحراسة عدد كبير من الرجال. وأَدخَلت تلك الحادثة المدينة الثانية في إنكلترا في توتر جديد، بعد ليلة شهدت هجمات متفرقة على المحال التجارية ولكن بمستوى أقل بكثير من عنف ليلة الأثنين. كما تم سريعًا إحباط محاولة لاقتحام مركز "بول رينغ" عن طريق 200 لص، ويعود بعض الفضل في ذلك إلى الأسوار المحيطة بالمركز وأربع فرق من كلاب الحراسة استأجرها السكان. ووصل حجم الأضرار التي وقعت يوم الاثنين في "إمبوريو أرماني" في مركز التسوق "ميل بوكس" إلى 500 ألف استرليني، حيث استخدم رجال الأمن طفايات الحريق لإبعاد اللصوص عن متجر "هارفي نيكولز". وألقي يوم الثلاثاء القبض على 80 شخصًا، ومثل 19 منهم أمام محكمة المدينة صباح الأربعاء.