حقوقيون:16 قتيلاً في حمص نتيجة قصف سبق الإفطار
القوات السورية تقضي على مظاهر المعارضة في حماة وتنظم جولة للصحافيين فيها
دمشق ـ وكالات
قال ناشطون، في مدينة حمص، وسط سورية، إن 16 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن قبل ساعة من موعد الإفطار قبيل غروب الأربعاء، فيما خلت شوارع مدينة حماة السورية مساء اليوم نفسه من أي مظاهرات معارضة بعدما تمكنت القوات الحكومية من إحكام السيطرة على المدينة، التي أعلن الناشطون مقتل نحو 250 مدنياً ، خلال الهجوم العنيف عليها، والذي بدأ قبل يوم واحد من بداية شهر رمضان الكريم. وفي شرق سورية، تم إحكام السيطرة أيضًا على مدينة دير الزور بعد أربعة أيام من القصف المكثف.
ففي حمص، فقد أكد ناشطون في مدينة حمص مقتل 16 شخصاً الأربعاء في المدينة الواقعة وسط سوريا برصاص قوات الأمن قبل ساعة من موعد الإفطار. وقال أحد الناشطين في اتصال مع فرانس برس إن "قوات الأمن أطلقت النار بشكل عشوائي على الناس في حي بابا عمرو فسقط 11 قتيلا وأصيب آخرون بجروح".
وأضاف الناشط في اتصال لاحق أن "عدد القتلى ارتفع الى 16 قتيلا، والجثث ملقاة في الشارع ولا يمكن انتشالها بسبب إطلاق النار"، وأضاف "هناك حوالي 20 جريحاً ممددين على الأرض". وأضاف الناشط "لقد بدأوا حملة اعتقالات في المنازل وفتحوا النار على كل من يحاول الهرب".
وقال ناشط آخر "لقد فوجئنا بإطلاق النار، فلم تكن هناك تظاهرة في المدينة مع استعداد الناس للعودة الى منازلهم لتناول الإفطار".
أما بشأن حماة، فقد قامت السلطات بأخذ الصحافيين في جولة نادرة لمشاهدة الهدوء في شوارع حماة، التي شهدت أكبر مظاهرات معارضة للرئيس الأسد خلال الانتفاضة المستمرة منذ خمسة أشهر، حتى تمكنت الهجمات الحكومية التي قيل إنها تهدف إلى "اقتلاع الإرهابيين" من إخمادها. وبدأ الجنود في إزالة الحواجز الإسمنتية والمعدنية التي أقامها المعارضون لحماية المدينة، بينما تناثرت أكوام من القمامة، التي لم يتم جمعها من الشوارع، وظهر مركز الشرطة عند المدخل الجنوبي للمدينة محترقًا بالكامل. وأكد أحد ضباط الجيش أن القوات قد انهت "العملية الدقيقة للقضاء على مخابئ الإرهابيين". وهي العملية التي روى الشهود خلالها حكايات مختلفة عن قصف المناطق السكنية وانتشار القناصة على أسطح المنازل مما أسفر عن مقتل 250 شخصًا على الأقل، بما يذكر سكان المدينة بالمذبحة التي قامت بها قوات الرئيس السابق حافظ الأسد في العام 1982.
ومنعت الحكومة السورية الوجود الإعلامي الأجنبي طوال الفترة الماضية، وحصرت النقل بالإعلام المحلي، ولا سيما الرسمي. وتقول الجماعات الحقوقية إن عدد الضحايا منذ بدء الأحداث قد تخطى 1700 شخص، منهم مئات منذ بدء الهجوم على حماة عشية شهر رمضان. ووصف ناشط ما حدث في دير الزور بأن الوضع "رهيب"، حيث يعاني الناس من نقص المواد الغذائية وحليب الأطفال، وتطلق القوات النار على "أي شيء يتحرك".
وقد بدأت القوات عمليات هجومية جديدة على ثلاثة من أحياء العاصمة دمشق وعلى بلدة سرمين شمال غرب البلاد على الحدود التركية، حيث قتلت سيدة وأصيب ثلاثة أشخاص على الأقل. كما قتل ناشط آخر في مدينة تفتناز التي تقوم فيها القوات الحكومية بعملية عسكرية. وتتزايد الضغوط الخارجية على حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، بعدما طالبه وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو بالتوقف عن قتل المتظاهرين، بينما يقول مسؤولون أميركيون إن الرئيس أوباما يستعد للمطالبة صراحة برحيل الرئيس الأسد. وهي الدعاوى التي رفضها الأسد مؤكدًا أن حكومته ستواصل عملها للقضاء على "الجماعات الإرهابية" والحفاظ على أمن واستقرار البلاد. واجتمع وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع مبعوثين من الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا ليوضح لهم أن دخول الجيش لبعض المدن كان "بعد أن نفذت الجماعات المسلحة أعمال قتل وتخريب".