هنية:استحقاق أيلول "عبث سياسي" ومعاكس للنهضة العربية
وصف رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة إسماعيل هنية خطوة الرئيس محمود عباس بالذهاب إلى مجلس الأمن لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية بـ"العبث السياسي" و"المغامرات والتي لا تعبر عن إرادة فلسطينية عربية"، مؤكدًا أنها تسير باتجاه "معاكس للنهضة العربية"، معتبرًا تلك الخطوة عودة إلى سياسية العهد البائد.
وشدد هنية في كلمة له خلال جلسة للمجلس التشريعي عقدت في غزة الأحد بشأن ذات الموضوع على أنه "لا تفويض لأي قيادة تريد أن تعبث بالحق الفلسطيني، وأي شخص يقدم تنازلات".وقال "نحن مع إقامة دولة على أي جزء محرر من الأرض الفلسطينية يتوافق عليه
الشعب الفلسطيني دون الاعتراف بالكيان الإسرائيلي والتنازل عن أي شبر من الأرض".
وأضاف" نحن أمام واقع لا يحتمل المغامرات السياسية، ويستوجب حالة من الوعي وعدم السير في سياسة العهد البائد".
وشدد على أن "المصالحة مع التفرد في القرار خطان متوازيات لا يلتقيان، وأن خطوة الأمم المتحدة بعيدة عن روح المصالحة والمصالحات المجتمعية".
ودعا هنية إلى العودة للشعب الفلسطيني من أجل الاتفاق على استراتيجية فلسطينية تنطلق من الربيع العربي، مؤكدًا أن المصالحة الفلسطينية في مأزق من خلال الاتجاهات المعاكسة البعيدة عن روحها.
وأعتبر الذهاب إلى الأمم المتحدة "طوق نجاة للكيان الإسرائيلي وأميركا بعد الثورات العربية، وأضاف" كان علينا أن ننتظر الثورة العربية، واستثمار حركة الشعوب العربية بما يقوي الموقف الفلسطيني ويحمي الحقوق الفلسطينية".
وشدد على أن الدولة هي مطلب فلسطيني، وقال "لا نقف حجر عثرة أمام إقامة دولة سيادة كاملة دون تقديم تنازلات".
وأكد أن هناك مسافة واسعة بين موقف حماس والمقاومة وبين الموقف الأميركي الاسرائيلي، وقال :" موقفنا مستند إلى الإستراتيجية والثوابت القطعية".
وأضاف "الأميركيون يريدون أن يستفردوا بالمفاوض الفلسطيني، لأنهم يريدوا أن يحيدوا الأمم المتحدة وحتى بالهيمنة التي تعاني منها، لو بجزء بسيط، فموقفنا بعيد كل البعد عن ذلك" وأكد وجود تهديدات حقيقية نابعة من رغبة أميركية بالبقاء بالهيمنة على هذه القضية.
وكان الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة طاهر النونو أكد أن استحقاق المصالحة الفلسطينية "هو أولى من استحقاق أيلول/سبتمبر في المرحلة الحالية"، مشددًا على ضرورة تطبيق اتفاق المصالحة وتشكيل القيادة المشتركة قبل التوجه للأمم المتحدة "بشكل فردي".
وقال النونو، في اتصال مع "العرب اليوم"، أن الخطاب الأخير للرئيس محمود عباس "يحمل العديد من النقاط الغامضة ومنها قضية اللاجئين وحق العودة"، مؤكدًا على أن حكومته تتحفظ على أي مشروع ينتقص من الحقوق الفلسطينية الثابتة، مشيرًا إلى أن موقف "حماس" أنها مع أي جهد أو حراك سياسي يحقق تأييدًا ودعمًا دوليًّا لحق الشعب الفلسطيني في التحرر "على ألا يكون هذا الحراك السياسي على حساب أيٍّ من حقوقنا الوطنية".
وحذّر النونو من الرهان على دولة في انتظارها "الفيتو" الأميركي، منبهًا إلى مخاطر عديدة يحملها هذا التوجه.
وأكد النونو جدية حركة حماس في تطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية، وفق البنود التي تم الاتفاق عليها في ورقة المصالحة المصرية في القاهرة والتي وقعت عليها جميع الفصائل.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أكدت أنها مع أي جهد أو حراك سياسي يحقق تأييدًا ودعمًا دوليًّا لحق الشعب الفلسطيني في التحرر وتقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة، وإنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية، ويؤدي إلى إدانة الكيان الصهيوني الرافض للشعب الفلسطينبي، ويكشف موقفه الحقيقي، "على ألا يكون هذا الحراك السياسي على حساب أيٍّ من حقوقنا الوطنية".
وقالت الحركة في بيان لها السبت "إن تقدم الإخوة في السلطة الفلسطينية في رام الله بطلب عضوية فلسطين كدولةٍ في الأمم المتحدة يأتي بصورةٍ منفردةٍ –للأسف– بعيدًا عن التوافق الوطني الفلسطيني، كما أنه لا يأتي ضمن إستراتيجية وطنية نضالية متكاملة متفق عليها، وإنما كامتدادٍ لمسيرة التسوية، وفي سياق الإصرار على نهج المفاوضات بعيدًا عن خيار المقاومة وامتلاك أوراق القوة".
وشددت "حماس" على قناعتها الراسخة بأن المقاومة بشكل أساسي، وإلى جانبها كل أشكال العمل والنضال السياسي والجماهيري، هي "الطريق الحقيقي لتحرير أرضنا، وانتزاع حقوقنا، وإقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة الحقيقية".
وأضافت أن "حاجة شعبنا الملحّة هي تحرير أرضه فعليًّا، ليقيم عليها دولة فلسطين ذات السيادة والاستقلال الحقيقي، وليس استمرار الحديث عن دولة لا وجود لها على الأرض، واستمرار الانشغال بخطوات رمزية محدودة التأثير، بل ملتبسة ببعض المخاطر".
ودعت الحركة، قيادة السلطة في رام الله، وحركة "فتح" والقوى والفصائل الفلسطينية كافة، إلى حوار ومراجعة سياسية معمقة، بهدف الوصول إلى إستراتيجية وطنية فلسطينية نضالية يتم التوافق عليها وطنيًّا، واستجماع كل أوراق القوة على أرضيتها، وعلى رأسها المقاومة، "لنكون بالفعل قادرين على إنجاز حق تقرير المصير، وانتزاع أرضنا وحقوقنا الوطنية من الاحتلال الصهيوني".
إلى ذلك، أكد الدكتور أحمد يوسف القيادي في حركة حماس، الأحد, أن حركتة ستراقب وتنتظر توجه القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية كاملة في مجلس الأمن الدولي للدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967.
وقال يوسف في تصريح صحافي الأحد " القضية وضحت قبل أسبوع من التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة, وذلك من خلال خطاب الرئيس محمود عباس ", موضحًا أنه من حق حركة حماس أن تعترض على الخطوة لأنها خطوة انفرادية قد سادها على مدار الأسابيع الماضية حالة من الضبابية.
وأضاف " سنراقب التوجه وإذا جرى التصويت وحصلت فلسطين على العضوية الكاملة فإن ذلك خير وبركة للقضية, وإذا لم يجري ذلك ستكون خطوة رمزية أعادت القضية مجددًا للمشهد الدولي, حيث أن الذهب للأمم المتحدة سيضع فلسطين في عمق المشهد الدولي في ظل الثورات العربية القائمة.
وحول توقعاته من التوجه إلى الأمم المتحدة قال يوسف "أميركا ستستخدم الفيتو في مجلس الأمن لإفشال التوجه الفلسطيني, بينما في الجمعية العامة فإنها ستضمن تصويت 130 دولة لصالح القرار, حيث حصلت السلطة على تطمينات من قبل تلك الدول, لافتًا إلى أن تلك الخطوة جيدة وسترفع من معنوية الفلسطينيين.
وعما إذا استخدمت أميركا الفيتو، قال يوسف " إن استخدام الفيتو سيكشف المستور بأن أميركا دولة غير جادة وهذا بمثابة تعرية للموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل, وغير صادق بالنسبة للقضية الفلسطينية.