المستوطنون يُعدّون لتحركات مضادة والرصاص لمن يقترب من مغتصباتهم
إسرائيل تواجه المظاهرات الضفاوية الداعمة لاستحقاق أيلول بـ"قوانين الطوارئ
رام الله ـ نظير طه/سونا الديك
تفكر إسرائيل جديًا في تطبيق قوانين الطوارئ لمواجهة المظاهرات المتوقعة في الضفة الغربية، الثلاثاء المقبل، والتي ستنطلق دعمًا لنية القيادة الفلسطينية التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، لانتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الأمم المتحدة. في وقت يتأهب للخروج بمظاهرات مضادة، في ظل إعلانهم أنهم لن يترددوا في إطلاق الرصاص على الفلسطينيين، في حال الاقتراب من المستوطنات.
وكشفت صحيفة "هارتس" العبرية، أن تل أبيب تدرس إمكانية تطبيق قوانين الطوارئ لمواجهة إمكانية اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية، قد تواكب توجه الفلسطينيين إلى مجلس الأمن الدولي لطلب منح دولة فلسطين عضوية في الأمم المتحدة.
ونشرت الصحيفة، الأحد، أن "وزارة الشؤون الأمنية في إسرائيل أعدت مسودة لوضع لوائح قوانين الطوارئ موضع التنفيذ، للتعامل مع الاحتجاجات المحتملة في الضفة، وإمكانية تعطل النظام هناك، في ظل الإعلان المتوقع عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وأضافت الصحيفة أن "هذه الخطة التي يمكن أن يمس تطبيقها بحقوق الأشخاص الذين يجري اعتقالهم أو ممن يمكن أن يوضعوا تحت الإقامة الجبرية، تسببت في خلافات بالرأي بين مسؤولين في وزارة العدل الإسرائيلية"؛ مشيرة إلى أن وثيقة خاصة بهذا الاقتراح وزعت، الأسبوع الماضي، على الخبراء في الوزارة، وعلى النائب العام الإسرائيلي، يهودا فاينشتاين، الذي طُلِبَ منه إعطاء رأيه لوزارة الشؤون الأمنية في هذا الأمر.
وأوضحت الصحيفة أن وزارة العدل في إطار تحضيراتها لإمكانية وقوع اضطرابات في الشهر الجاري، فإنها تدرس إمكانية تطبيق قوانين الطوارئ، من أجل منح قوات الشرطة الوسائل المناسبة للسيطرة على المنطقة، كاشفة عن أن الإدارة الأميركية تبذل جهودًا لحشد أكبر معارضة بين أعضاء مجلس الأمن الدولي ضد محاولة الفلسطينيين طلب الاعتراف بدولتهم.
وذكرت الصحيفة أن "الإدارة الأميركية تتجنب إجبارها على استخدام حق النقض (فيتو) ضد مشروع القرار، الذي يمكن أن يقدمه الفلسطينيون للمجلس لقبول طلبهم".
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما وعدد من المسؤولين الأميركيين أعلنوا صراحة رفضهم لما اعتبروه "التحرك الفلسطيني أحادي الجانب" نحو الأمم المتحدة على حساب استمرار المفاوضات الثنائية مع إسرائيل. وقال أوباما قبل أيام معلقًا على إمكانية عرض الطلب الفلسطيني للحصول على عضوية في الأمم المتحدة: "إذا ما وصل الطلب إلى مجلس الأمن فإننا سنعترض عليه بقوة لأننا نعتقد أنه ستكون له نتائج عكسية".
وذكرت "هآارتس" أن "مسؤولين أميركيين وإسرائيليين في واشنطن أكدوا أن الولايات المتحدة تعمل في وضع يبدو صعبًا لمنع الإحراج الذي قد تواجهه إذا ما أجبرت على التصويت باستخدام ‘فيتو’ (حق النقد) لمنع الاعتراف بعضوية دولة فلسطين في الأمم المتحدة".
مظاهرات للمستوطنين
وعود على بدء، كشف موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المستوطنين سينظمون مظاهرات، الثلاثاء المقبل، على مشارف المدن الفلسطينية، وأنهم لن يترددوا في إطلاق الرصاص على الفلسطينيين، في حال اعتراضهم أو الاقتراب من المستوطنات.
وأضافت الصحيفة أن المستوطنين سيقومون بتنظيم مسيرة "السيطرة" على الأرض الفلسطينية، والوصول إلى مكاتب الارتباط التابعة لجيش الاحتلال، كما سينظمون مسيرة مماثلة في تل أبيب، وسيقوم نشطاء اليمين بالتوجه إلى المدن الفلسطينية من أجل نقل الصراع داخل مناطق السلطة الفلسطينية.
وأوضحت أن قادة المستوطنين سينظمون، الثلاثاء، مسيراتٍ في ثلاث مناطق، من "بيت أيل" إلى مكتب الارتباط والتنسيق القريب، ومن "كريات أربع" إلى "هار منوح"، وسيقومون بتوزيع الأعلام الإسرائيلية، ورفعها على مركباتهم.
وقال أحد ضباط الأمن في المستوطنات لموقع الصحيفة: إن "الأوامر العسكرية غير واضحة، وإذا حاول الفلسطينيون الوصول إلى المستوطنات لن نتردد في إطلاق الرصاص الحي باتجاههم".
من جانبه، قال مئير برتل، من قادة المتطرفين "شبان التلال": "على إسرائيل ضم الكتل الاستيطانية إليها كردٍ على قرار التوجه إلى الأمم المتحدة، وسننظم المسيرات لنوضح للعالم أن هذه الأرض هي أرضٌ "لشعب إسرائيل".
كما أعلن جيش الاحتلال حالة الطوارئ، وقام بمضاعفة قواته في الضفة، وسيتمركز في مناطق الاحتكاك، مثل قلنديا، والخليل، ومنطقة "قبر راحيل" ببيت لحم.
غرفة عمليات لرصد الانتهاكات
وفي سياق آخر، أعلن ناشطون في تجمع "شباب ضد الاستيطان" عن تشكيل غرفة عمليات تعمل على مدار الـ24 ساعة لرصد ومتابعة أي انتهاك يقوم به المستوطنون، ضد سكان مدينة الخليل، كخطوات انتقامية من الاحتلال ضد توجه القيادة الفلسطينية لانتزاع الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الأمم المتحدة.
وقال منسق تجمع "شباب ضد الاستيطان"، المهندس عيسى عمرو: إن هذه الخطوة تأتي بعد تخوفات أهالي المناطق المستهدفة من قبل المستوطنين من هجمات منظمة مثل الهجمات التي حدثت في العام 2008، بعد إخلاء بيت الرجبي في محيط مستوطنة "كربات أربع"، حيث كان حينها نشطاء التجمع بالمرصاد لجميع اعتداءات المستوطنين، وتم الحد منها، وتوثيق وفضح معظم الاعتداءات على وسائل الإعلام العالمية والمحلية.
وتتكون غرفة العمليات من عدد كبير من المتطوعين الفلسطينيين والأجانب، ومن نشطاء مؤسسات ومنظمات حقوق الإنسان، ومحاميين من عرب الداخل، وإعلاميين ومدونين وكُتَّاب وطلاب جامعات من التخصصات المختلفة.
وطمأن عمرو المواطنين بأن التجمع يراقب جميع مواقع المستوطنين الإخبارية، وسوف يتم إرسال المتطوعين والصحفيين إلى العائلات المتوقع استهدافها للوقوف معها، ولن يسمح لهم بالانفراد بأي عائلة مهما كان قربها من سياج المستوطنات.
وأوضح عمرو أن التجمع يراقب خطة المستوطنين المتوقع تنفيذها على النحو التالي: احتلال منزل الناظر في منطقة باب الخان في البلدة القديمة والمسمى (بيت شبيرا)، وإعادة احتلال منزل الرجبي بالقرب من مستوطنة كريات أربع والمسمى (بيت هشلوم)، واستخدام الطريق القديم بين مستوطنة كريات أربع وخارصينا (مربع قيزون )، ومهاجمة أرض البوطي في منطقة واد الحصين والنصارى.
وتابع: بناء نقطة استيطانية على القطعة رقم 26 في منطقة البويرة (الإسكان القديم)، وتعزيز النقطة الاستيطانية في جبل جالس ( جفعات جال)، سوق الخضار المركزي في البلدة القديمة (6 محلات تم إخلاؤها من المستوطنين بقرار من المحكمة الإسرائيلية في العام 2006)، وتوسيع مستوطنة تل الرميدة باتجاه بيت البكري المحتل.
وأشار عمرو إلى أن التجمع سيقوم بتنظيم عدة لقاءات في التجمعات السكانية القريبة من المستوطنات، منها واد الحصين، واد النصارى، واد الغروس، البويرة، البقعة، حارة جابر والجعبري، والبلدة القديمة، سكان شارع الشهداء و تل الرميدة.
وأضاف أن التجمع يجمع معلومات حول آليات ووسائل التصدي لكلاب المستوطنين، التي تم تدريبها للهجوم على السكان الفلسطينيين، علمًا بأن التجمع خاطب أكثر من طبيب بيطري لإعداد نشرة توعية للمواطنين حول كيفية التصدي لكلاب المستوطنين المسعورة، وسيتم نشرها في الأيام القادمة.
يذكر أن تجمع شباب ضد الاستيطان، هو تجمع شبابي وطني، غير حزبي، يتبنى وسائل العمل الشعبي في رصد ومقاومة التجاوزات الإسرائيلية والاستيطانية في الخليل