النيجر ترفض تسليم الساعدي وخليل إبراهيم يعود إلى دارفور موسى إبراهيم: القذافي يقود المعركة في ليبيا ونملك عتادًا يكفي شهورًا

النيجر ترفض تسليم الساعدي وخليل إبراهيم يعود إلى دارفور
موسى إبراهيم: القذافي يقود المعركة في ليبيا ونملك عتادًا يكفي شهورًا


طرابلس ـ عماد عجاج ووكالات
أعلن موسى إبراهيم، الناطق باسم العقيد المخلوع معمر القذافي، أن كتائب الأخير تملك ما يكفي من العتاد العسكري للقتال لأشهر عدة، مشيرًا إلى أن القذافي موجود في ليبيا، ويوجه كل عناصر القتال ضد الحكومة الموقتة، في وقت أكدت الحكومة النيجرية أنها لن تعيد الساعدي القذافي نجل العقيد المخلوع إلى سلطات الثوار في الوقت الراهن، بحجة أنه قد يتعرض لعقوبة الإعدام.
وقال إبراهيم، في تصريح أذاعته قناة الرأي- التي تبث من سوريا- إن ضربات حلف الأطلسي الجوية قصفت مباني سكنية في سرت، وأدت إلى مقتل 354 مدنيًا. وأطلقت كتائب القذافي وابلا من الصواريخ وقذائف المورتر، لصد هجوم شنه مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي، على بنى وليد أحد آخر معاقلهم في الصحراء الليبية، وأوقفوا أيضًا تقدمًا لقوات الانتقالي داخل مدينة سرت مسقط رأس القذافي.
وأجبرت قوة مدججة بالسلاح، ومتحصنة بشكل جيد، طوابير من المقاتلين، على التراجع من بلدة بني وليد في شاحنات صغيرة مساء الجمعة، بعد يومٍ بدأ بالحديث عن إنهاء الحصار واعتقال شخصيات رفيعة من النخبة الحاكمة القديمة.
وفي سرت في وسط ساحل ليبيا المطل على البحر المتوسط، استولت قوات المجلس الوطني الانتقالي على المطار الواقع في أطراف المدينة مسقط رأس القذافي، وتحركت صوب جيوب المقاومة المتناثرة عبر مناطق مكتظة بالمباني. لكن مع حلول الليل ظل المقاتلون الموالون للقذافي يقاومون بقوة في سرت ولا يوجد ما يشير إلى نهاية سريعة لحصار استمر أسابيع.
النيجر لن تعيد الساعدي!
وفي سياق آخر؛ أكدت الحكومة النيجرية أنها لن تعيد الساعدي القذافي نجل العقيد المخلوع معمر القذافي إلى ليبيا في الوقت الراهن، بحجة أنه قد يتعرض لعقوبة الإعدام. وكان وزير العدل النيجري أعلن، الأحد الماضي، أن الساعدي دخل البلاد، وأن دورية للجيش اعترضت موكبه. ضم موكب الساعدي 12 سيارة، وسبقه في الوصول إلى النيجر بعدة أيام 3 ضباط ليبيين مقربين من القذافي، بينهم القائد السابق للقوات الجوية، ووضعوا قيد المراقبة العسكرية.
وأكدت النيجر، في وقت سابق، أنها ستفي بالتزاماتها أمام القضاء الدولي في ما يتعلق بالمقربين من القذافي الذين دخلوا أراضيها، ويخضعون للملاحقة القضائية الدولية. وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة باعتقال القذافي وابنه سيف الإسلام، لكنها لم تتعرض على الإطلاق للساعدي البالغ من العمر (38 عاماً)، والذي كان يمارس رياضة كرة القدم، ثم تخلى عنها، وتولى قيادة إحدى وحدات النخبة في الجيش الليبي.
وعلى صعيد آخر، حذّرت حكومة النيجر من أن الأزمة في ليبيا من شأنها دعم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأن انتشار الأسلحة الليبية يعرض منطقة الساحل للخطر.
اعتراف المخابرات البريطانية!
وفي سياق آخر، أقرت الحكومة البريطانية بالعلاقات الاستخباراتية مع نظام القذافي، بما في ذلك تسليمه معارضين له، يُعْرَف أنهم سيتعرضون للتعذيب، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، استند إلى ما قاله ريتشارد ديرلوف، رئيس المخابرات الخارجية البريطانية "إم أي 6" وقت إرسال معارضين للقذافي إلى ليبيا حيث يتعرضوا للتعذيب، بأن تعاون المخابرات البريطانية مع سجلات حقوق الإنسان الفقيرة تم إقرارها من قبل الوزراء.
ورغم التأكيد على إقرار الحكومة لذلك التعاون، حاول سياسيو حزب العمال البريطاني مثل توني بلير رئيس الوزراء السابق، وجاك سترو، وزير الخارجية السابق، إبعاد أنفسهم عن الأمر، إلا أن ديرلوف قال إن كل حالة تم إقرارها من قبل وزراء الحكومة.
ووصف رئيس المخابرات البريطانية الأسبق التعاون مع نظام القذافي بأنه لم يكن "مريحًا"، لكنه كان أمرًا "براغماتيًا"، على حد تعبيره، فيما قالت "الغارديان" إن وثائقَ تم العثورُ عليها في مكاتب موسى كوسا، رئيس المخابرات الليبية، ووزير الخارجية السابق، في العاصمة طرابلس توضح كيف كانت "إم أي 6" ضالعة في إعادة المتطرفين المشتبه بهم إلى ليبيا.
وأوضحت الوثائق أن من بين هؤلاء المشتبه بهم عبد الحكيم بلحاج، العضو البارز سابقًا في الجماعة الإسلامية المسلحة الليبية، وهو القائد العسكري الآن للعاصمة الليبية. وعن رأيه حول مواجهة بلاده لتنظيم القاعدة قال: "أعتقد أن هذه المواجهة كانت الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، على الرغم من المخاطر، لمواجهة التهديد العسكري للقاعدة".
خليل إبراهيم.. إلى دارفور!
وكان زعيم حركة "العدل والمساواة" خليل إبراهيم، وصل إلى دار فور، الأحد الماضي، بعد أن فقد صديقه معمر القذافي سيطرته على ليبيا، محملا بآخر ما استطاع أن يحصل عليه من أموال كثيرة وسلاح من ليبيا، ربما تكون ثمن مشاركة أعضائه في الحرب على الثوار الليبيين.
وقال خليل إبراهيم، في اتصال هاتفي، مع صحيفة "سودان تربيون" الإنجليزية، إنه وصل إلى دارفور سالمًا، وإنه وسط قواته، غير عابئ بالضغوط المفروضة عليه من الداخل والخارج، لقبول اتفاق الدوحة الذي يفضي إلى وقف العنف في الإقليم المضطرب، والمصالحة مع حكومة المؤتمر الوطني، كما أنه غير مهتم بفقدان أحد أهم مصادر تمويله بعد شبه سقوط نظام القذافي!.