مفكرة الاسلام: عبَّرت قوى إسلامية لبنانية عن رفضها لزيارة محتملة لمفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون إلى لبنان، للقاء مع مرجعيات دينية وسياسية لبنانية، وتهنئة البطريرك الماروني بشارة الراعي على مواقفه الأخيرة التي حذر فيها من تداعيات سقوط النظام في سوريا.
وتبدي الأوساط الإسلامية اللبنانية عدم ترحيبها بالزيارة المرتقبة، خاصة في أعقاب تصريحات للمفتي اعتبر فيها أن "استهداف النظام في سوريا هو استهداف للإسلام".
وقال رئيس جمعية "اقرأ" السلفية الشيخ بلال دقماق: إن "كل الحركات والجمعيات الإسلامية، والقوى الشعبية بدأت تدرس جديًّا كيفية التعاطي مع زيارة مفتي سوريا إلى لبنان إذا ما حصلت فعليًّا".
ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في عددها الصادر الثلاثاء عن دقماق أن "زيارة المفتي حسون إذا ما حصلت ستواجه بحملة إعلامية وشعارات ولافتات رافضة لها، وتعلن أن هذا الرجل غير مرحب به في لبنان أقلُّه من قبل أهل السنَّة، بسبب مواقفه المؤيدة للنظام السوري والتي تشكِّل غطاءً شرعيًّا لهذا النظام للمضي في قتل المسلمين السنَّة في سوريا، وانتهاك الحرمات والاعتداء على المساجد ودور العبادة".
وقال: "إن هناك مشاورات بدأت وتشمل اليوم الجماعة الإسلامية والتيار السلفي والعلماء والمرجعيات السنية في طرابلس وبيروت وصيدا والبقاع الغربي، ونواب منطقة الشمال، وأبناء الجالية السورية المناهضين لنظام (الرئيس السوري) بشار الأسد، والنازحين السوريين المقيمين في قسرا في شمال لبنان، لوضع خطة للتعاطي مع هذه الزيارة إذا ما تمت بالفعل". وأضاف: "لا يظن (الشيخ) أحمد بدر الدين حسون أنه مرحب به، وزيارته لن تكون رحلة استجمام، بل سيواجه بمواقف حادة جدًّا، وبمظاهرات شعبية من المكونات الدينية والسياسية والشعبية المذكورة، التي ستنتظره على طريق بكركي (مقر الصرح البطريركي)، لرشق موكبه بالبيض والبندورة حتى يصله الدرس الذي يجب أن يسمعه".
وحذَّر دقماق مفتيَ لبنان الشيخ محمد رشيد قباني من "استقبال مفتي النظام السوري، كي لا يعرِّض نفسه ودار الفتوى إلى مواقف هو بالأصل بغنى عنها".
وحتى في حال تعرضه لتهديد يدفعه إلى الوقوف أقلُّه في العلن إلى جانب النظام السوري، فإن دقماق لا يرى أن ذلك مبرر لاتخاذه موقفًا مناصرًا للنظام السوري الذي يشن حملة قمع دموية أسقطت أكثر من 2700 قتيل حتى الآن.
وتابع: "لا عذر له بذلك، فهو يعرف تمامًا الحديث النبوي الذي يقول: (أول من تسعَّر به النار يوم القيامة عالم)، فإذا كان بالفعل مهددًا فزيارته للبنان مناسبة له لإعلان توبته والاعتراف بأخطائه وخطاياه ومصارحة الشعب السوري بذلك، عندها نرحب به ونحمله على رؤوسنا، أما إذا كان آتيًا ليكرر ما يقوله في سوريا فلن يكون موضع ترحيب وسنلاقيه بما يستحقه".