نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف
أعلنت حركة "25 فبراير" عودتها للنضال وتبني استراتجية جديدة من أجل إقامة دولة ديمقراطية مؤسسية "تكون فيها السلطة للشعب، ويتخلّى الجنرالات عن الوصاية التي فرضوها منذ عقود على السلطة، مؤكدين أنهم يسعون من خلال نضالهم إلى أن يحصل المواطن على حقوقه دون الحاجة لوساطة ولا محسوبية ولا جهوية".
وجاء موقف الحركة في بيان، تلقى "العرب اليوم" نسخة منه، وقالت فيه إن "البلاد تعيش منذ فترة ظروفا سياسية واقتصادية واجتماعية مزرية نتيجة الأحكام العسكرية المتعاقبة والتي كانت في محصلتها مريرة للغاية وكانت وبالا على البلد وأهله".
وأضافت أنه "رفضا لهذا الواقع وطلبا لتغييره خرج الشباب الموريتاني في 25 فبراير الماضي بطريقة حضارية، رافعين شعارات سلمية، مطالبين بإصلاحات اجتماعية واقتصادية وسياسية، فلم يستجب النظام العسكري الحاكم لأي من هذه المطالب بل رد على الشباب العزل بالقمع الوحشي والاعتقال التعسفي وكافة أنواع التنكيل".
وتابعت "في ظل هذه الظروف، وتفاعلا معها، وشعورا من الشباب بمسؤوليتهم تجاهها، ودورهم في إحداث التغيير المنشود والتسريع بعجلته، اجتمعت مجموعة من الشباب التي آمنت بربها وبوطنها، والتي أصرت أن تواصل المشوار الذي خرجت من أجله، وقررت بلورة خطاب ورؤية موحدة والاجتماع تحت إطار منظم فولد اللقاء" حركة 25 فبراير" التي تضم شبابا من مختلف الشرائح والطبقات والتوجهات الفكرية والسياسية، واختارت النهج السلمي لتحقيق اهدافها التي يطمح لها كل مواطن موريتاني.
ولخصت الحركة أهدافها فيما يلي:
-إقامة دولة ديمقراطية مؤسسية تكون فيها السلطة للشعب ولا وصاية فيها للعسكر ويحصل فيها المواطن على حقوقه دون الحاجة للوساطة، إضافة إلي تعزيز الوحدة الوطنية وخلق لحمة حقيقية بين مختلف مكونات الشعب من خلال محاربة كافة أشكال العنصرية والتهميش والقضاء التام على الرق ومخلفاته وإيجاد تمييز إيجابي لصالح الفئات الأكثر هشاشة، وكذلك السعي لتخفيض الأسعار بحيث تراعي قدرات الفئات الأكثر فقرا والعمل من أجل توفير رعاية صحية في متناول الجميع، و إعطاء المرأة مكانتها اللائقة لتساهم في بناء المجتمع جنبا إلى جنب مع الرجل.
- العمل من أجل إيجاد تعليم يراعي حاجيات سوق العمل، وعمل يضمن العيش الكريم لصاحبه، و العمل على وقف النهب الممنهج لثروات البلاد وأرزاق العباد ومن أجل استغلال أمثل لتلك الثروات، والسعي لدعم المجتمع المدني.
-العمل على إقامة علاقات خارجية مبنية على خدمة وحماية مصالح البلد ومواطنيه وكذلك على الاحترام المتبادل والتعاون بين البلدان.
وأضاف البيان أن الحركة تدعو" كافة الغيورين والمحبين لوطنهم من شباب البلد إلي الانضمام لها كما تمد أيديها لمختلف فعاليات المجتمع الموريتاني التي تشاركنا رؤيتنا أو جزءا منها كالحركات الأخرى أو الأحزاب أو منظمات المجتمع المدني إلى العمل معا من أجل تحقيق أهدافنا المشتركة ونشدد على استقلاليتنا عن أي حزب سياسي أو حركة أو فكر ايديولوجي، كما تعلن الحركة عن بدئ أنشطتها وذلك من خلال حملتين حملة "عائدون" وتشمل أنشطة ميدانية وإعلامية:
- حملة "الخيار الثالث" وتهدف إلى نشر ثقافة حرب اللاعنف من أجل خلق وعي بخيار آخر غير خيار الاستسلام (الخضوع والمعارضة التقليدية) أو العنف (الانقلابات والمقاومة المسلحة).