نواكشوط ـ محمد أعبيدي شريف
قالت مصادرة مطلعة لـ"العرب اليوم " إن الاشتباكات تجددت في مدينة كيهيدي، جنوب العاصمة نواكشوط، خصوصًا بعدما لاحظ الأهالي وحركة "لا تلمس جنسيتي" ارتفاع عدد المعتقلين في الاحتجاجات التي تحولت إلى صراع قوي مع الأمن يوم السبت، والذي لم تتمكن قوات الشرطة في السيطرة عليها، مما استدعى من السلطات المحلية إنزال وحدات من قوات الحرس الوطني لضبط الأوضاع في المدينة المضطربة.
وكانت المظاهرات والاحتجاجات قد اندلعت بعد ظهر السبت احتجاجا على ما تقول منظمة "لا تلمس جنسيتي"، التي يقودها ناشطون من قوميات زنجية، إنها عملية إقصاء منظمة تتبعها السلطات لإقصاء شرائح واسعة من الموريتانيين الزنوج من الإحصاء الحالي، بينما تقول السلطات المشرفة على الإحصاء إنها تتبنى قواعد واضحة لتفادي اكتساب غير الموريتانيين للجنسية خصوصا سكان موريتانيا المقيمين والمنحدرين من دول مجاورة مثل السنغال.
وأكد مصادر أمنية في نواكشوط لـ"العرب اليوم" أن وزارة الداخلية الموريتانية في نواكشوط بعثت لعناصر من حركة "لا تلمس جنسيتي" للتفاوض معها حول مطالبها، على أن تترك الحركة التظاهرة التي تنوي القيام بها اليوم في نواكشوط، وهي خطوة يرى مراقبون ان السلطات تريد من خلال تهدئة الشارع الموريتاني تزامنا مع زيارة الرئيس الإيراني اليوم لنواكشوط.
وحذر حزب التحالف من اجل العادلة الذي تزعمه الزنجي صار ابراهيما من استغلال السياسيين لمطالب "عادلة" بالحق في الجنسية، كما أدان حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية، ما وصفها بأعمال العنف التي عرفتها مدينة كيهيدي صباح السبت والتي تسببت في إحراق قصر العدالة ومكتب الحالة المدنية والاعتداء على الممتلكات الخاصة من طرف الزنوج.
وأكد الحزب، الذي يرأسه القيادي الزنجي صار ابراهيما مختار في بيان توصلت به "العرب اليوم" على أن "الأفضلية" يجب أن تعطى للعمل السلمي "غير العنيف" لأجل "حماية" الوحدة الوطنية.
وحذر الحزب من "محاولات" بعض القوي السياسية والحركات، التي لم يسمها، استغلال المطالب "العفوية" و"العادلة" للمتظاهرين لأجل الدفاع عن "حقهم" الجنسية الموريتانية، مطالبا السلطات الموريتانية بتعليق عملية الإحصاء ومراجعة تشكيلة اللجنة المشرفة على الملف.
في غضون ذلك، وصل الرئيس الإيراني نجاد إلى نواكشوط الأحد، في مستهل زيارة رسمية هي الأولى من نوعها تدوم يوما واحدا.
ويرافق الرئيس نجاد، في زيارته إلى موريتانيا وفد يضم مجتبي ثمرة هاشمي، المستشار الأعلى للرئيس الإيراني، وزير التعاون والتنمية الاجتماعية عبد الرضا شيخ الإسلام، وزير الطاقة مجيد نامجو، رئيس مكتب الرئيس الإيراني أسفنديار رحيم مشائي، ومستشارة الرئيس ورئيسة مركز شؤون المرأة والأسرة مريم مجتهد زادة.
وتشهد العلاقات الموريتانية الإيرانية دفعا قويا منذ تولي الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مقاليد السلطة بعد الانقلاب الأخير الذي شهدته البلاد، وزاد من التقارب بين الطرفين قيام موريتانيا بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل في العام 2008.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد أدي زيارة لجمهورية إيران العام الماضي، حيث قدمت الأخير دعما لموريتانيا في عدة مجالات من بينها النقل، حيث منحت ظهران لنواكشوط 700 سيارة من بينها 250 باصا من النوع الكبير ، كما وعدت ب بناء ميناء للصيد وتشييد طريق يربط النعمة بباسكنو في أقصى الجنوب الموريتاني.
يذكر ان الرئيس الإيراني توقف في العاصمة نواكشوط بطائرته توقفًا فنيًا قبل أيام في طريقه للجمعية العامة للأمم المتحدة، واستقبل من طرف الوزير الأولي الموريتاني.