طرابلس ـ عماد عجاج
ذكر عضو اللجنة الإعلامية التابعة للمجلس المحلي لمدينة بني وليد محمود بوراس أن ثوار المدينة انسحبوا بالكامل من الجبهة الشمالية، نظرًا لصعوبة التضاريس في تلك المنطقة، وتجمعوا بالكامل في الجنوب الشرقي للمدينة.
وقال بوراس إنه يتم التنسيق حاليًا بين ثوار المدينة ورفاقهم من الشرق لدعمهم معنويًا وعسكريًا، مشيرًا إلى أنه قد تم حشد العديد من الآليات العسكرية مثل الدبابات والمدفعية وسيارات الراجمات في جبهة الجنوب الشرقي استعدادًا لساعة الصفر.
وذكر مصدر عسكري في طرابلس، فضل عدم ذكر اسمه، أنه تم تجمع حوالي ألف جندي ومتطوع لدعم ثوار مدينة بني وليد من ثوار بنغازي والزاوية وطرابلس وتاجوراء مجهزين بالعربات العسكرية والدبابات والأسلحة الثقيلة.
وأوضح أن بوراس أن لا يوجد أي تنسيق بين المجلس العسكري وبين هذا الرتل من الثوار الآتي من الجهة الغربية، مضيفًا أن هذا الرتل متوجه إلى الجبهة الشمالية للمدينة، والتي تم إخلاءها بالكامل من الثوار نظرًا لصعوبة التضاريس بهذه الجبهة صعبة جدًا.
وأضاف أن الثوار تلقوا العديد من الخسائر الفاضحة بهذه اجبهة لأن الكتائب تتمركز في أعالي الجبال فيصبح الثوار في مرماهم، ويصبح من السهل للكتائب التابعة للعقيد المخلوع معمر القذافي التصدي لأي قوة من تلك الجبهة.
وصرح بوراس أنه بعد استشهد القائد الميداني العميد ضوء الصالحين الجدك في نهاية الأسبوع الماضي تم ضم الثوار بالكامل تحت راية واحدة بقيادة رئيس المجلس المحلي الحاج أمبارك الفطماني، ورئيس المجلس العسكري العقيد عبد الله الخازمي، وقائد القوات المقدم المقدم محمد بشير.
ووجه بوراس نداء إلى الثوار القادمين من الجهة الغربية للمدينة بالتراجع تفاديًا للأخطاء التي حصلت في المرات الماضية عند دخولهم لمنطقة وادي دينار لأنها منطقة صعبة الاقتحام، مشيرًا إلى أنه حتي عند عزو الإيطاليين لليبيا، واجهوا مقاومة عنيفة من تلك المنطقة وادي دينار.
وصرح أنه عند دخول الثوار من الجهة الشمالية في المرة السابقة استطاعوا التقدم واقتحام منطقة المناسلة والدوائر والخوازم تلقوا العديد من المساعدات من أهالي المناطق الثلاثة، لكن عند رد الكتائب على الثوار من تلك الجهة فر عناصر المجلس الانتقالي وتراجعوا إلى حد كبير، وتركوا الأهالي خلفهم عرضة لقمع الكتائب، مشيرًا إلى أن الأهالي تعرضوا للتعذيب والقتل.
وذكر أن ما بين 10 إلى 15 شخص استشهدوا من الذين كانوا يذبحون يوميًا على مدى أسبوع، إضافة إلى أن منازل الأهالي الذين ساعدوا الثوار ساوت منازلهم بالأرض من قبل الكتائب.
وطلب بوراس من الثوار القادمين من الجبهة الشمالية الانسحاب تفاديًا لحدوث الأخطاء المرة السابقة، ولكن لو داخلوا الثوار نرجوا منهم عند الانسحاب أخذ أهالي المنطقة التي يدخلونها معهم عند الانسحاب وعدم تركهم عرضة لقمع الكتائب.
وأبدى بوراس إمتعاضه من بعض الثوار الجهة الغربية مما يسمون أنفسهم "ثوار الزاوية"، فقد قاموا "باقتحام بعض المنازل النازح أهلها والخاوية من السكان وقاموا بسرقتها بالكامل"، بالإضافة إلى سرقة سيارات، مشيرًا إلى أن كل منزل يقتحمونه يقمون بكتابة عبارة ثوار الزاوية على جدرانه.
وأوضح أن هذه العبارات لنشر الفتنة وهؤلاء ليسوا بثوار، فالكل يعرف ماذا قدمت مدينة الزواية لثورة 17 شباط/فبراير من تضحيات، وطالب بوراس من المجلس العسكري طرابلس من إرسال قوات الجيش والشرفاء من الثوار وليس إرسال ناس تبث الفتنة بين الثوار.
وفي السياق ذاته، قال أحد شهود العيان النازحين من المدينة أن الوضع المعيشي بداخل المدينة صعب جدًا، وأن القتل كل يوم بالنسبة لأهالي المدينة.
وأوضح الشاهد أن كل من تشك به كتائب القذافي مساند لثوار 17 فبراير يتعرض للقتل الفوري دون أي استجواب.
وأكمل الشاهد قائلاً : أنه في يوم الثاني عشر من شهر سبتمبر الماضي خرج الثوار من المنطقة في مسيرة سلمية لمساندة الثورة، ولكننا تفجأنا بدخول الكتائب لوسطة المدينة التي يقدر عددها بحوالي 250 من قبيلة المشاشية، وقرابة 300 شخص من باقي جحفل كتيبة خميس القذافي "اللواء 32 معزز" من قبائل زليطن والخمس والعمامرة وصرمان بالإضافة إلى مرتزقة من الأفارقة.
ومن جهتة أخري، تشهد مدينة سرت قتال عنيف بين الثوار وبعض جيوب كتائب القذافي وذلك قبيل مهلة تنتهي اليوم الأحد حددها الثوار للمدنين حتي يخرجوا من المدينة قبل اجتياحها بصورة شاملة.
في هذه الأثناء، عقد رؤساء المجالس العسكرية في المنطقة الغربية اجتماعا تشاوريا السبت في مدينة الزاوية غرب ليبيا بهدف تشكيل قوة مشتركة وصفت بالضاربة لتطهير المناطق من باقي الفساد.
وهدف الاجتماع أيضا إلي تشكيل غرفة عمليات مشتركة لوضع آليات لتنسيق العمل بين المجالس العسكرية، وتشكيل قوة مشتركة ضاربة لتطهير المناطق التي لا يزال يعتقد بأن فيها جيوب لكتائب القذافي في المناطق الغربية، ودعم الثوار علي الجبهات التي مازالت مشتعلة، وخاصة بني وليد.
وبدوره، قال عبد الحكيم بالحاج رئيس المجلس العسكري لثوار طرابلس في لقاء مع قناة "الجزيرة" إن هذه الخطوة تكملة لما يتم الإعلان عنه بتشكيل اتحاد سرايا ثوار ليبيا الذي تم عقده منذ أسابيع في مصراته.
في غضون ذلك، نفى موسي إبراهيم المتحدث باسم نظام العقيد الليبي معمر القذافي صحة الأنباء التي تحدثت عن اعتقاله من جهة الثوار خلال هذا الأسبوع.
وقال إبراهيم في اتصال مع قناة "الرأي"، التي تبث من سوريو، أنه كان قريب من ساحة المعركة في سرت، مضيفا أنه كان محميا من قبل مجموعة مكونة من 20 متطوعا.
وأضاف إبراهيم انه في اليوم الذي أعلن فيه الثوار عن اعتقاله كانت المعارك لاتزال مستمرة، وأن الثوار لم يقتربوا منه نهائيا.
واستمرارًا لمسلسل الجرائم التي ارتكبها نظام القذافي بحق المدنيين، اكتشفت مقبرة جماعية في أحد المعسكرات التي كانت تابعة لكتائب القذافي في منطقة بوسليم خلال عملية تمشيط بحثا عن أسلحة.وقد استخرجت منها أحدي الجثث وكانوا يحملون بطاقات تكشف عن هويتهم الشخصية، الا أن عملية استخراج الجثث الأخرى أوقفت من قبل النيابة لطلبها في انتظار حضور الجهات المسؤولة المختصة بذلك.
وقال الطبيب الشرعي المخول من قبل السلطات الرسمية الليبية انه تم دفن هذه الجثث قبل نحو شهرين.