مقتل 30 منهم وجرح 50 آخرين خلال عملية اقتحام بني وليد الثوار الليبيون يسيطرون على مدينة تراغن ويقتحمون سرت من بوابتها الشرقية

بنغازي ـ عماد عجاج
سيطر الثوار الليبيون على مدينة "تراغن"، جنوب سبها، فيما أكد القائد الميداني للثوار أحمد المجبري لـ"العرب اليوم" أنهم تمكنوا من اختراق البوابة الشرقية لمدينة سرت، بعدما دخلوا المنطقة من دون أدنى مقاومة من جانب الموالين للعقيد معمر القذافي، في حين قتل ما لا يقل عن 30 من قوات المجلس الانتقالي في مدينة بني وليد، وجرح 50 آخرين خلال عملية اقتحام المدينة ، مساء السبت.
وقال عضو المجلس الانتقالي عن منطقة مرزق، الدكتور علي قلما، لـ"العرب اليوم "، "إن الثوار دخلوا ، الجمعة، تراغن بمفاوضات سلمية ودون أي قتال".
يذكر أن مدينة تراغن تقع على بعد50 كلم شرق مرزق، و120 كلم جنوب سبها، حسب قلما. وأكد قلما أن الجنوب الآن تحت سيطرة الثوار كاملاً.
بدوره، قال المتحدث الرسمي للمجلس المحلي لسبها سليمان خليفة محمد،"إن تراغن تحررت منذ دخول الثوار إلى سبها".
وأوضح محمد أن تراغن تم تحريرها من قبل محور الثوار الذي تحرك من بنغازي إلى الكفرة والقطرون ومرزق ، ثم قرى أم الأرانب وزويلة وتمسة ثم تراغن ثم سبها. ووصف الحديث عن دخول تراغن ، السبت، بأنه عملية تمشيط لاعتقاد الثوار بوجود أموال مهربة من سبها ومخبأة في مزرعة يملكها بشير، صالح السكرتير الخاص للقذافي.
وكان المسؤولان في المجلس الانتقالي إلى جانب عضو المجلس عن الجفرة مصطفى الهوني، قد أعلنوا ، الخميس، عن تحرير مناطق واسعة في الجنوب الليبي من كتائب القذافي، أبرزها مرزق وسبها والجفرة.
ومن جهة أخرى، اخترق ثوار ليبيا البوابة الشرقية لمدينة سرت، بعدما دخلوا المنطقة من دون أدنى مقاومة من جانب الموالين للعقيد معمر القذافي.

وكانت طوابير من المركبات العسكرية تتقدم نحو سرت، التي تعتبر معقلاً للقذافي، مساء السبت 24 سبتمبر/أيلول، في الوقت الذي حلقت فيه طائرات حلف شمال الأطلسي في أجواء المدينة.
وقال القائد الميداني للثوار أحمد المجبري لـ"العرب اليوم" إن المقاتلين سيطروا على البوابة الشرقية لسرت، وأضاف "يمكننا القول إننا دخلنا سرت من الشرق".
وذكر قائد آخر يدعى محمد المريمي أن نحو أربعة ألوية دخلت من البوابة الشرقية.
وفي الوقت ذاته، يواصل موالو القذافي مقاومة شرسة لقوات المجلس في مدينة بني وليد، على الرغم من الغطاء الجوي القوي الذي يوفره للمجلس الحلف الأطلسي.

وقال عضو اللجنة الإعلامية التابعة للمجلس المحلي لمدينة بني وليد محمود بوراس إن ما لا يقل عن 30 فردًا من قوات المجلس الانتقالي قتلوا وجرح 50 آخرين خلال عملية اقتحام المدينة ، مساء السبت.
وأوضح بوراس أن المقاومة شرسة من قبل الكتائب التابعة للعقيد المخلوع معمر القذافي، مشيرًا إلى انتشر كبير للألغام الأرضية عند وسط المدينة .
وأعرب أن الوضع في الجبهة الشرقية والجنوبية سيء جدًا لنقص المعدات والأسلحة، إضافة إلى تضاريس المدينة الصعبة والواعرة، مشيرًا إلى أن هناك مخاوف على أرواح المدنيين في داخل المدينة .
وكان الثوار قد سيطروا بالكامل في وقت سابق على مدينة سبها "750 كيلومترًا جنوب طرابلس"، بعدما حرروا معظم منطقة الجفرة الواقعة جنوب طرابلس أيضًا، والتي تضم خمس مدن "ودان وهون وسوكنة وزلة والفقهاء".
وفي وقت سابق، أكد الناطق الصحافي باسم "ائتلاف 17 فبراير" فرج المغربي أن الثوار سيطروا على البوابة الشرقية لمدينة سرت "450 كيلومترًا شرق طرابلس".
وبذلك يضيق الثوار الخناق أكثر على الموالين للقذافي، لكنهم يتريثون في شن هجوم نهائي على المدينة للسماح لأكبر عدد من المدنيين بمغادرتها.
وقال القائد الميداني مطوع السويحلي إن الثوار الذين يطوقون سرت يحاولون إخراج الأُسر، مضيفًا أنهم لا يريدون الحسم بأي ثمن. وأشار إلى أن ما بين 400 و500 عربة تقل مدنيين تُغادر المدينة يوميًا.
وكان الثوار قد واجهوا في وقت سابق هذا الأسبوع مقاومة شديدة، على مسافة ستة كيلومترات من بلدة سلطانة، التي تبعد 30 كيلومترًا شرق سرت، من جانب الموالين للقذافي .
ولم يتمكن المقاتلون خلال الأيام الأربعة الماضية من التقدم، كما تراجعت حدة القتال، بدءًا من وقت مبكر ، الخميس، بسبب مواجهتهم نقصًا في الذخيرة، طبقًا لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان الثوار قالوا في وقت سابق إنهم يتحققون من تقارير تفيد بأن القذافي فر من سرت. ويقول الثوار إنهم متأكدون من أن المعتصم ابن القذافي يقود الموالين لوالده في سرت.
من جهة أخرى، قتل أحد الثوار عندما قصف موالون للثوار قافلة لمدنيين كان الثوار يساعدونهم على مغادرة المدينة التي انقطعت عنها إمدادات المياه والكهرباء بشكل كبير.
وأكد أحد السكان -بعيد مغادرته سرت مع أربعين من أقاربه- أن الموالين للقذافي يعدمون مدنيين يشتبهون في ولائهم للثورة، مضيفًا أن اسمه كان من بين خمسمائة مطلوب من أولئك الموالين.
ومن جهته ، دعا نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي، عبد الحفيظ غوقة، السلطات التونسية إلى تسليم رئيس الحكومة الليبية السابق البغدادي المحمودي، الذي قبض عليه في تونس وحكم عليه بالسجن ستة أشهر لدخوله البلاد بطريقة غير شرعية.
وقال غوقة، إن السلطات الليبية الجديدة تريد جلب المحمودي "لمحاكمته أمام محكمة عادلة عما اقترافه من جرائم بحق الليبيين".
يشار إلى أن النائب العام صالح البكوش ووجه في وقت سابق مذكرة إلى منظمتي الشرطة العربية والدولية يطلب فيها جلب المحمودي.
ودعا البكوش المنظمات الحقوقية والقانونية وشهود العيان لتقديم كافة المستندات وشهادات الإثبات والأدلة التي من شأنها أن تبين تورط المعنيين في جرائم ضد الشعب الليبي، حتى يتسنى لمكتبه إصدار مذكرات دولية إحضار المجرمين الموجودين خارج ليبيا.
وقضت المحكمة الابتدائية في مدينة توزر التونسية "450 كيلومترًا جنوب غرب تونس العاصمة" الخميس في سجن المحمودي ستة أشهر نافذة، وكان المحمودي يعتزم مغادرة الأراضي التونسية باتجاه الجزائر ساعة اعتقاله.
من جهة أخرى، اشترطت الجزائر على المجلس الوطني الانتقالي الليبي "ضمان الأمن" على الحدود لفتحها بصفة رسمية مع ليبيا، وفقًا لما قاله في نيويورك وزير الخارجية مراد مدلسي.
وكانت الجزائر أغلقت من جانب واحد حدودها مع ليبيا بسبب تدهور الوضع الأمني على الحدود، بعد الانتصارات المدوية للثوار وهروب عناصر كتائب القذافي إلى الحدود.
ورغم أن الوزير الجزائري تحدث من نيويورك عن عودة التعاون إلى "طبيعته"، إلا أنه تجنب ذكر كلمة "اعتراف".
وينسجم ذلك مع بيان أصدرته ، الخميس، وزارة الخارجية قالت فيه إنها "أخذت علمًا" باعتراف الاتحاد الأفريقي بالمجلس الوطني الانتقالي، وتريد "التعامل بشكل وثيق مع السلطات الليبية الجديدة لإرساء تعاون ثنائي مثمر لما فيه خير الشعبين".