فتيات بمهنة “فنانات للرقص” .. وما بعد الرقص .. في الفنادق
تحقيق – موسى عساف الولوج في العالم الليلي ، مثل السير في حقل ألغام، فكل شيء بحساب، وحساب دقيق للغاية، الخطوة يجب أن تكون محسوبة ومدروسة، والكلمة يجب أن تصاغ عدة مرات قبل أن تنطلق، لأن أقل خطأ يمكن أن يكلف الكثير، وليس أقلها فقدان المصدر الموثوق للمعلومة.
المحظورات والممنوعات كثيرة في عالم تدرب كل العاملين فيه على السرية، وعدم البوح ”للغرباء” عن المسكوت عنه، حفاظا على العاملين والمسيرين له.
العالم الليلي، عالم غريب، تختلط فيه الحقيقة بالكذب، عالم يتركك أقل معرفة بعد كل المعلومات التي يمكن أن تحصل عليها، ويترك لديك العديد من علامات الاستفهام، والتي تجتهد لإيجاد إجابة لها، فلا تجد إلا المزيد من الأسئلة، والعديد من الحكايات – ربما تكون مسلية – ولكنها في النهاية حكايات أناس دخلوا ”الكار” برغبة منهم أو بالإجبار، ولكنهم لن يستطيعوا الخروج منه بمحض إرادتهم، لأن القوانين التي تحكم، فوق كل القوانين، والنظام الساري بين العاملين يلزم كل واحد منهم بدوره الذي لا يستطيع أن يتجاوزه إلا بعد حين…
ولكن وفي كل الأحوال ستكون نقطة الانطلاق واحدة من المناطق، حيث تتركز أغلب الفنادق الصغيرة، والتي تقدم إضافة إلى الخدمات الفندقية المتعارف عليها، خدمات ”خاصة” لروادها من طالبي المتعة، وبمستويات وأسعار متفاوتة، يمكن أن تبدأ بأقل من خمس دنانير وصولاً إلى عدة مئات من الدنانير، حيث تعتمد ”التسعيرة” على مواصفات عديدة منها: الجنسية، الشكل، العمر، وأشياء أخرى…
العالم السفلي في البحرين، لا يختلف عن كل العوالم السفلية في أي مكان آخر في العالم، حيث الشبكات المكونة من مستوياتها الثلاث المتعارف عليها، والسرية التامة المحيطة بهذا العمل، إضافة إلى تشابه قصص العاملات في هذا المجال، واللاتي ”ربما” قد حفظن نفس القصة حول الأسباب التي دفعتهن لاحتراف مهنة الدعارة، ولكن ما يميز البحرين ودول الخليج الأخرى في هذا الشأن، هو التنوع الواضح في جنسيات الفتيات، فمن شرق آسيا مروراً بأفريقيا ووصولاً إلى أوروبا تتنوع الجنسيات…
شارع المعارض كان نقطة البداية، حيث الفنادق الصغيرة، والتي تقدم صالاتها ”عروضاً فنية”، وليس بمستغرب أن تجد في فندق لا يزيد ارتفاعه عن 4 أو 5 أدوار، ثلاث صالات أو أكثر، وتتنوع هذه العروض بين الآسيوي والعربي والافريقي…، وبالتالي سيتنوع الزبائن كل حسب جنسيته، ولكن الملفت للنظر أنه في العديد من تلك الصالات ستجد بالتأكيد الزبون العربي حاضراً دائماً كقاسم مشترك…
وللحديث مع العاملين في مجال ”الترفيه” لا بد أن تملك قدرة كبيرة على الإقناع، والحذر في الحديث، فأي كلمة قد تخرج منك تدل على هويتك الصحافية، قبل أن يطمئن إليك المصدر، من الممكن أن تحجب عنك الكثير من المعلومات، أو تقدم لك معلومات مثالية، خالية من الحقيقة، والتي هي هدفنا الأول والأخير من هذا التحقيق.
البداية كانت مع مدير إحدى الصالات في وسط المنامة والذي رفض الحديث في البداية إلى أن تأكد أن التقرير لن يحوي أسماء الأشخاص أو الأماكن، حيث أوضح أنه عمل مديراً لعدد من الصالات في البحرين، منذ ما يزيد على سبع سنوات، تنقل خلالها بين أربعة أو خمسة فنادق.
ويضيف، أنه لا يستغرب الحملة التي تشنها وزارة الإعلام والداخلية على صالات الفنادق، حيث ”أننا معتادون على ذلك، فبين فترة وأخرى تقوم وزارة الإعلام والداخلية بشن مثل تلك الحملات، ثم لا تلبث أن تهدأ ويعود الوضع إلى ما كان عليه”، ويؤكد أن ”العديد من الفنادق، وخاصة الصغيرة منها، لا تستطيع البقاء والاستمرار بالعمل دون المراقص”، لأن وحسب قوله ”دخل الفنادق يعتمد بالدرجة الأولى على الصالات، لأن أغلب الزبائن لا يأتون إلى الفنادق من أجل الإقامة فقط، بل من أجل الاستمتاع والسهر”.
جولة داخل الفندق
بعد جلسة الدردشة في مكتب بالفندق، أخذنا جولة في مرافق الفندق بعد العديد من التنبيهات، وأهمها عدم التصوير وعدم إبراز شخصيتنا كصحافيين، لأن الزبائن – حسبما يقول – ”حساسون جداً من هذه الناحية، فبعضهم أشخاص لهم مراكز مهمة، ولا يرغبون أن يُعرف ارتيادهم مثل تلك الأماكن”.
بداية الجولة كانت في أحد الأندية الليلية بالفندق، حيث تمتزج أدخنة السجائر برائحة المشروبات الكحولية ونغمات الموسيقى الشرقية، وعلى ضوء خافت تتمايل خمس فتيات بلباسهن التقليدي، في حركات غير متناغمة وغير متوافقة مع الموسيقى، وما أن تعتاد عيناك على المكان بعد فترة، ستكتشف العشرات من الزبائن – وأغلبهم من الآسيويين – يتوزعون على طاولات الصالة، معلقين أعينهم على الراقصات ومختلطين مع بعض العرب (بحرينيون وخليجيون).
ويؤكد مدير الصالة أن أغلب العرب في هذه الصالة لا يعرفون اللغة التي تتحدثها الراقصات، وإنما دخلوا الصالة، لأنها الأقل سعراً بين الصالات الأخرى، أو لأنها تحافظ أكثر على السرية كون العرب لا يرتادونها كثيراً. ويقول: أن الفرقة التي تعمل في الصالة، تم استقدامها مباشرة من الـ(…)، وحصل ”مستأجر الصالة” على تأشيرات للراقصات والعازفين بمهنة فنانين.
ويضيف: أن الفندق قام بتأجير الصالة لأحد المستثمرين، وبمبلغ مقطوع، على أن يقوم (المستأجر) بإدارة الصالة وتوفير مستلزماتها من مشروبات وفرقة فنية وخدمة ونظافة، ويتوقع المرء أن صالة بمثل هذا المستوى تدر دخلاً لا يقل عن ألف إلى ثلاثة آلاف دينار يومياً، وذلك حسب ما ينفقه الزبائن خاصة ”النقطة” التي يقدمونها إلى الراقصات، والتي تتراوح بين دينار واحد إلى ما يزيد عن 100 دينار.
وعند السؤال عن عمل الراقصات في الدعارة، تردد في البداية، وأكد أن عمل الفتيات يقتصر على الرقص فقط، وبعد إلحاح، بيّن أن بعضهن يعملن في الدعارة بعد انتهاء البرنامج، وذلك حسب الطلب من الزبائن، ومن الملفت للنظر ورغم أن أغلب زبائن الصالة من الجنسية الآسيوية، فإن زبائن الدعارة على الأغلب من الخليجيين، وفسر ذلك بعدم القدرة المالية للآسيويين على دفع ثمن الخلوة بالفتاة، والتي تتراوح بين عشرين إلى مئة دينار، حسب الفتاة والاتفاق مع ”رجل تنظيم المهنة المكلف بإدارة عملها”.
الصالة الـ (…)
أو هكذا يطلقون عليها، رغم أن الفرقة العاملة هناك من (…)، وتبدو الصالة للوهلة الأولى، أكثر نظافة وترتيباً من الصالة السابقة، والراقصات اللواتي يتمايلن على المسرح أكثر عرياً من سابقاتهن، زبائن هذه الصالة على الأغلب من الجنسيات العربية المختلفة، إضافة إلى بعض الأوروبيين.
وتتكون الفرقة من ثماني راقصات إضافة إلى عازف ومطرب، وتقدم وصلات لأغاني أجنبية تتخللها بعض الأغنيات الخليجية والعربية بلهجة ركيكة للغاية، وربما كان هذا هو السبب الذي يدفع بالكثير من العرب لارتياد الصالة، كما قال مدير الفرقة، إضافة بالطبع إلى الجمال الفائق للراقصات، والنسبة الكبيرة من العري في ملابسهن.
ويضيف (بيتر) – وهو الاسم الذي سمح لنا بنشره – أن فتيات الفرقة تم تجميعهن خلال ثلاثة أسابيع قبل القدوم إلى البحرين، حيث طُلب منه فرقة مكونة من عشرة أشخاص للعمل في المرقص، ويؤكد (بيتر) أن أغلب الراقصات في فرقته حاصلات على شهادات جامعية في مختلف التخصصات ما بين الفلسفة والرياضيات واللغة الإنجليزية، مضيفاً أن السبب الرئيس الذي دفعهن للعمل كراقصات، هو ارتفاع الدخل المتحصل من هذا العمل، والذي يزيد في بعض الأحيان عن 3 آلاف دولار شهرياً على الأقل، وهو أعلى من راتب وزير لمدة سنة، إضافة إلى تأمين الإقامة والمأكل في الفندق.
ومن الملفت للنظر في هذه الصالة أن الزبائن أكثر ”كرماً” من الصالة السابقة، حيث لم تتوقف ”فتاة الورد” عن توزيع الأطواق على الراقصات، والتي يبلغ سعر الطوق الواحد فيها 10 دنانير، ويؤكد (بيتر) أن بعض الزبائن ”الخليجيين” ينفقون في نهاية الأسبوع ما يزيد عن 500 دينار في السهرة الواحدة، وذلك طلباً لكسب ود إحداهن، أو لمنع ”زبون آخر” من الفوز بالفتاة. وعند سؤاله عن عمل الفتيات في الدعارة، رفض (بيتر) ذلك، ولكنه قال أنه لا يتدخل في العلاقات الخاصة للعاملات في الفرقة، وبالتالي لا يمانع من أن يكون للفتيات أصدقاء (بوي فرندز).
من جانبه قال مدير الصالات أن ”أسعار الفتيات الـ(…) يتراوح بين 20 إلى 100 دينار، لكن حسب أيام الأسبوع” حيث ترتفع الأجرة نهاية الأسبوع لوجود العديد من الخليجيين، والذين يملكون القدرة المالية على الدفع أكثر من البحرينيين والمقيمين.
وطلبنا من محدثنا أن يشرح لنا المزيد عن علاقة الفتيات برواد الصالة فقال أن ”جميع الراقصات يجمعن العديد من الأصدقاء (البوي فرندز)، إضافة إلى أن لديهن القدرة على إقناع كل واحد منهم أنها صديقته فقط”، ويعلق على ذلك ”هن يبحثن عن النقود فقط، ولا يحملن أي مشاعر لأحد”، حيث لهن قدرة عجيبة على التخلص من أي ”صديق” في الوقت الذي يرونه مناسباً، وذلك بالعديد من الحجج والأكاذيب.
ورغم محاولتنا الحديث مع إحدى الفتيات، إلا أننا تلقينا رفضاً قاطعاً من (بيتر) بحجة أن الفتيات يحتجن إلى الراحة بعد انتهاء عملهن.
الصالة الأكثر شعبية
في اليوم التالي تابعنا جولتنا في الفندق ذاته، وبمصاحبة محدثنا نفسه حيث كانت الصالة التي تمثل القمة هي الهدف، ولأننا في نهاية الأسبوع، فقد ازدحم الفندق بالزبائن، وكانت الجنسيات الخليجية هي الأكثر حضوراً، إضافة إلى العديد من الجنسيات العربية والآسيوية والأوروبية.
وللزبون العادي من الصعب بمكان الحصول على طاولة بموقع متميز، ولكن مرافقنا قام بتأمين مكان مميز، نستطيع منه رؤية كل مَن بالصالة من زبائن و”فنانات”، ولم ينسَ تذكيرنا بالممنوعات مثل التصوير والتسجيل، والأهم من ذلك الإفصاح عن طبيعة زيارتنا للصالة.
من الواضح أنه قد تم تجهيز الصالة بتجهيزات جيدة، ولكنها تفتقد إلى الذوق.
تقف على مسرح الصالة ست فتيات من ثلاث جنسيات عربية، والتي من المفترض أنهن يقمن بالرقص، ولكن بالنظر إلى ما نعرفه عن الرقص، فإن ما يقمن به لا يتعدى سوى عرض المفاتن والتمايل بدون إيقاع وإرسال إشارات إلى بعض الزبائن، الذين يسرعون إلى تقديم ”النقوط” لهن، وبسخاء كبير، حيث بيّن لنا مرافقنا أن قيمة طوق الورد في الصالة 20 دينارا، هذا إضافة إلى التاج والذي تصل قيمته إلى 50 دينارا، وخلف الراقصات تقف ”الفرقة الموسيقية” والمكونة من ضارب إيقاع وعازف أورغ ومطرب، لا تجد في صوته ما يدل على الطرب، ورغم ذلك فإنه يجتهد في تلبية الطلبات المتتالية من الأغاني، والتي كانت في معظمها أغان خليجية، على الرغم من أن ”المطرب” من جنسية عربية. وبعد جلوسك في الصالة ولمدة أقل من نصف ساعة، تستطيع أن تكتشف ”الخروف”، وهو مصطلح يعني الزبون الجاهز للذبح، الذي يقوم بإنفاق مبالغ كبيرة على ”النقوط”، وفي الغالب، حسب مرافقنا، يكون الخروف أحد رجال الأعمال الذي لا يستطيع السيطرة على نفسه بعد أول ”كأس”.
و”خروف” الليلة كان أحد الخليجيين ويدعى ”أبو خالد”، قال لنا المرافق أن ”أبو خالد” من الزبائن المهمين في الصالة، يأتي بشكل أسبوعي، وله طاولة محجوزة باسمه نهاية كل أسبوع، ويضيف أن ”أبو خالد” ينفق ما بين 1000 إلى 3000 دينار في كل سهرة.
ولدى الاستفسار عن المقابل الذي يحصل عليه ”أبو خالد” قال المرافق وببساطة: ”لا شيء”، وأضاف ”هذه المبالغ هي لزوم السهرة والفرفشة، أما أي شيء آخر فله حسابه الخاص”.
وعن الشيء الآخر، يقول: ”الفنانات في الأصل لا يعملن في الدعارة، ولكن زبون مهم ودفّيع مثل أبو خالد لا تستطيع أي واحدة منهن مقاومته”، ويضيف ”على العكس من ذلك، فقد تتبارى الفتيات فيما بينهن للفوز به في نهاية السهرة، حتى يصل الأمر إلى درجة الشجار فيما بينهن”.
ولدى الاستفسار عن المبلغ الذي يمكن أن يدفعه الزبون لإحداهن، قال المدير: ”حسب الزبون، حيث يتراوح المبلغ بين 50 دينارا إلى عدة مئات”، ويضيف ”هذا بالطبع فضلاً عن أجرة الحجرة ولزوم السهرة”. وعن المبلغ المتحصل من العملية، يقول”يوزع المبلغ بين مدير الفرقة والفندق، ولكن الجزء الأكبر منه يذهب للفتاة، على اعتبار أنها ليست داعرة، وهذا بعكس ما يحصل مع فتيات (البزنس)، وهن الفتيات اللواتي احترفن الدعارة”.
ويضيف المرافق: ”وللحقيقة، لا تقوم جميع الفتيات بالممارسة الجنسية مع الزبائن، هناك الكثير منهن لا زلن يرفضن ذلك،
ويؤكدن أنهن راقصات فقط”.
قصة ياسمين…
ياسمين واحدة من الفتيات العاملات في المرقص، وبعد جهد كبير استطعنا إقناعها بالتحدث معنا، ولكن كالعادة بالشروط التي
يحددونها ”لا تسجيل، لا تصوير، لا أسماء”.
وياسمين تبلغ من العمر 22 عاماً، لديها قسط كبير من الجمال وحسن القوام، يخالطه الكثير من الخجل، وعن قصتها حدثتنا قائلة: ”أنا من (…)، دفعني أهلي للزواج ولم أكمل السادسة عشر، وذلك نظرا للفقر الذي تعيشه العائلة”، وتضيف: ”لم يدم زواجي أكثر من سنتين، بسبب إدمان زوجي الخمر والمخدرات، وأنجبت خلال فترة زواجي ابنتي الوحيدة (فرح)”.
وشاءت ظروفها – حسب قولها – أن تعود إلى بيت أهلها الفقير جداً، حيث جهدت أن تجد وظيفة تؤمن لها ولابنتها لقمة العيش، ولكنها فشلت في ذلك فشلا ذريعاً، بسبب عدم امتلاكها مهارات عمل أو أي شهادة دراسية، وتضيف: ”كان الجميع من حولي يطمع في جسدي، فأنا - حسبما يقولون – جاهزة، صغيرة في السن وجميلة ومطلقة”!
وتضيف: ”وشاءت الأقدار أن ألتقي بإحدى السيدات في بلدي، والتي كانت تعرف ظروفي الصعبة، ولهذا قدمت لي عرضاً مغرياً بالسفر إلى الخليج من أجل العمل كنادلة في أحد المطاعم، وبراتب 1000 دولار”، وأمام هذا المبلغ الكبير – حسب قولها – لم تستطع المقاومة، وحصلت بسرعة كبيرة على موافقة العائلة، لأن مبلغ كهذا سيخرجهم من الفقر المدقع الذي يعانونه.
وتضيف ياسمين: ”بعد وصولي إلى البحرين، قمت بتسليم جواز سفري إلى إدارة الفندق، وسكنت مع فتاة (….) في غرفة واحدة بنفس الفندق”، بعد ذلك اكتشفت ياسمين أن العمل الذي قدمت من أجله إلى البحرين هو الرقص وليس العمل كنادلة حسب الاتفاق. وتقول: ”في البداية ترددت في الموافقة، ولكن زميلتي في الحجرة أقنعتني بالعمل، حيث أننا نعمل كراقصات فقط، وليس أكثر من ذلك”، وتؤكد: ”ولتقبُل العمل كراقصة احتجت إلى أكثر من أسبوع، حيث قمت بمراقبة الفتيات على المسرح، وتأكدت أن لا شيء يمكن أن يحدث لي، فقط الرقص”، وتضيف: ”هذا بالإضافة إلى وعد من مدير الفرقة بزيادة راتبي، كذلك حصولي على (النقوط)”. وعند سؤالها عن رأي عائلتها في عملها كراقصة، أجابت ”عائلتي لا تعرف عن عملي كراقصة، وهم يعتقدون أنني لا زلت أعمل نادلة في مطعم، وعلى العموم، أعتقد أن المبالغ التي أرسلها لهم ستعميهم عن السؤال لفترة طويلة”!
وعند سؤالها عن العمل بالدعارة، ترددت في البداية، ولكنها أكدت لنا أنها لم تعمل بالدعارة على الإطلاق، وإنها ترفض ذلك رفضاً مطلقا على الرغم من محاولة مدير الفرقة المتكررة وزميلاتها بالفرقة إقناعها بذلك، وأضافت ”لست أنا الوحيدة التي ترفض العمل بالدعارة، فهناك عدد من الفتيات يرفضن ذلك، ولا أحد يستطيع إرغامنا عليه، وكل ما يمكن أن يفعلوه هو الإغراء بالمزيد من المال”. وبالنسبة للفتيات اللواتي قبلن العمل بالدعارة تقول: ”كل واحدة حرة، وكل واحدة لديها قناعاتها الخاصة، ولكن يجب أن لا تنظروا إلى جميع الفتيات بنفس الطريقة”.
وعن مستقبلها في مهنة الرقص تقول: ”أنا في البداية لست راقصة، ولا أجيد الرقص، ولكن الظروف هي التي وضعتني في هذا الطريق”، وتؤكد: ”أسعى لهدف واحد الآن هو تأمين مستقبلي ومستقبل ابنتي ومن ثم سأعود إلى بلدي بكرامتي وشرفي”.
وتضيف: ”أرجو أن لا تتوقع أنني سعيدة بما أعمله، ولكنه الفقر الذي اضطرني لذلك، لهذا فإنني في كل ليلة أصلي وأدعو الله وأنا أبكي أن يساعدني ويغفر لي”.
وبعد أن انسابت دمعات على وجنتيها، لم يعد هناك مجال لاستمرار الحوار، حيث أنها رفضت المزيد من الأسئلة واستــــــــأذنــــت بالعـــودة إلى غرفتهــــا لتنال قسطــــاً من الراحة.
كفانا الله شر الدعارة