عبدالجبار العتابي
ليست طويلة هي المدة منذ ان تسلم المدرب البرازيلي زيكو قيادة الجهاز الفني للمنتخب االعراقي لكرة القدم ، فالوقت اقصر من ان يتعرف فيه على اسماء اللاعبين ، فقد بدأ متأخرا جداً في كل الحسابات لكنه حقق فوزين في مباراتين لعبهما على ملعب الخصم وبين جمهوره، الفوز الاول كان على منتخب سنغافورة بهدفين فيما كان الفوز الثاني على المنتخب الصيني ، وهو الفوز الذي كان بمثابة علامة مضيئة توقف عندها الكثير من النقاد الرياضيين والاعلاميين والمتابعين.
البرازيلي زيكو مدرب المنتخب العراقي
قالت صحيفة إسبانيّة عقب فوز العراق على التنين الصيني في عقر داره بهدف نظيف(انها لمعجزة الفوز على الصين ؟) فيجيب زيكو (كماتشو (مدرب الصين) كان مع لاعبيه لمدة اسبوعين ورأهم يلعبون بالدوري الصيني بينما انا كان لدي 27 لاعب واثنان لم ياأوا للاصابة ،كان هناك 5 لاعبين يلعبون في الدوري القطري و4 لاعبين يلعبون في ايران وواحد يلعب بالدوري المصري والبقية يلعبون بالدوري العراقي ولم اشاهد لهم اي مبارة في الدوري لان الدوري حينها كان قد توقف لم يكن هناك معسكر تدريبي للفريق والملعب الذي تدرب عليه الفريق كان غير جيد ولايمكن اللعب عليه وحين سألته : ما هي طريقة اللعب التي تلعب بها ؟ اجاب : العب بطريقة 4-4-2 او 4-4-1-1 .. ويمكن خلال المبارة تصبح 4-2-4 لان العراقيين لا يرغبون بالهجوم والدفاع بنفس الوقت .
ويمكن الاشارة الى ان ما قدمه زيكو قد أخذ بنظر الاعتبار في الوسط الرياضي العراقي والجمهور الذي بدأ يتحدث عن زيكو من خلال المهاجم يونس محمود الذي عاد الى هوايته في تسجيل الاهداف بعد عقم دام وقتا طويلا ، فسجل في مرمى سنغافورة ثم في مرمى الصين ، وتمت الاشارة فيه الى ان الفضل يعود الى زيكو الذي استطاع ان يجدد ما خمل ويشعل ما خمد في روح يونس فأطلق مهاراته من جديد ، فيما جاءت اشادة امين سر الاتحاد العراقي طارق احمد واضحة ، قائلا : ان الخطة التكتيكية التي وضعها زيكو في الحد من الخطورة الدائمة التي يعتمد عليها الصينيون في اللعب على الاطراف خطة جيدة ، وكذلك ما فعله مع الهجمات المرتدة التي يمتازون بها على السرعة ، وقد نجح اللاعبون العراقيون في تطبيق الخطة بحذافيرها عن طريق اعطاء كل لاعب واجبات دفاعية وهجومية معتمداً على اللياقة البدنية العالية التي رجحت كفة المنتخب العراقي في حسم المباراة عن طريق القائد يونس محمود الذي عاود هز شباك الخصوم من جديد برغم الرقابة الصارمة التي فـُرضت عليه من قبل اثنين من المدافعين الصينيين اللذين تناوباً على مراقبته واستعمال الخشونة معه في اغلب اوقات المباراة .
وينظر العراقيون الى الوراء قليلا وهم يتطلعون الى زيكو فيتحدثون عن الاخفاقات الكثيرة التي عانت منها الكرة العراقية ما بعد احراز لقب امم اسيا عام 2007 بقيادة المدرب فييرا ، وبعد هذا اللقب لم يحصل المنتخبنا على اي لقب لبطولة حتى وان كانت اقليمية على الرغم من استعانة الاتحاد بمدربين اجانب ، وبل انهم من واقع ما حدث في مباراة العراق مع الصين يؤكدون ان لمسات زيكو على المنتخب توضحت على الرغم من قصر المدة التي استلم فيها المنتخب ، وكثيرا ما صار الحديث مليئا بالتمنيات ان يصل زيكو بالعراق الى مونديال البرازيل .
يقول الزميل الصحفي صلاح عبد المهدي : زيكو راهن على الخبرة والشؤون الفنية والمعنوية للاعبيه فنجح بادارة دفة المباراة، كما كان محقا عندما تعامل مع منافسه بحذر شديد، مع انتهاج الطريقة المناسبة لكبح جماح الاندفاع الصيني، وامتصاص الحماسة التي تصاعدت وتائرها عند اصحاب الارض مثلما كان متوقعا، فكان الرجل يعي ما يمتلكه من ادوات من خلال اختيار التوليفة المناسبة التي جاءت بما كان مأمولا منها، حتى انه لم يستنجد بدكة البدلاء الا بإجراء اضطراري فرضه خروج باسم عباس بالبطاقة الحمراء، وآخر تكتيكي الهدف منه استهلاك الوقت عند الدقائق الثلاث من الوقت بدل المهدور الذي اضافه الحكم الايراني سعيد مظفري، والحقيقة التي فرضت نفسها تقول ان زيكو لعب بطريقة تسمح له التوازن والاندفاع ثم العودة السريعة، ونجح بذلك بالاستفادة من الانضباط التكتيكي، وحسن التنظيم واجادة المناورة، وتبادل المراكز، بيد ان الأمر الذي تجب معالجته هو كثرة الكرات الخاطئة التي ما زالت صفة ترافق اداء لاعبينا وبعضها كان يتحول الى هجمات معكوسة غاية في الخطورة.
من جانبه قال اللاعب الدولي السابق شاكر محمود مدرب فريق الكهرباء الحالي : توضح جليا عمل المدرب زيكو الذي وضع بصمته بشكل واضح على أداء لاعبينا من خلال تطبيقهم كل مفردات التدريب بعد أن ظهروا بمستوى رائع في جميع المراكز ، فالخطة التي لعب بها منتخبنا على الرغم من انها كانت تشير الى الاسلوب الدفاعي أكثر مما هو هجومية كونه لعب بمهاجم واحد لكن كان تركيز مدرب منتخبنا على منطقة الوسط الذي وضع فيها خمسة لاعبين تمكنوا من الاجادة لهذا الاسلوب وصنعوا بعض الفرص الخطرة أولها تلك التي أضاعها مصطفى كريم بعد أن وضعه نشأت أكرم بمواجهة الحارس الصيني ولو أصاب كريم المرمى الصيني منها لتغير مجرى المباراة ،وتمكن لاعبونا من الوقوف وقفة مشرفة بوجه التنين الصيني برغم ما تعرضوا له من اجحاف من حكم المباراة بعد أن اشهر البطاقة الحمراء بوجه مدافع منتخبنا باسم عباس الذي قدم مستوى جيدا خلال دقائق المباراة وتصرف مدرب منتخبنا ازاء تلك الحالة تصرفا معقولا وتمكن من سد النقص العددي بغيرة لاعبينا وتكتيكهم العالي واندفاعهم الذي جعلهم يخطفون ثلاث نقاط من فم التنين.
المدرب كريم جاسم الشهير بـ (جومبي) قال : لا شك ان زيكو مدرب يمتلك حسا تدريبيا عاليا ، فهو غني عن التعريف ، واعتقد انه نجح في ايجاد طريقة اللعب المناسبة لمنتخبنا ، الطريقة التي اسهمت بأن يقدم لاعبونا عرضا فنيا غير متوقع بصراحة ، تمكنوا من الفوز والاهم من الحفاظ على الفوز حتى بعد طرد المدافع باسم عباس وتغيير اسلوب اللعب الخططي لتحركات اللاعبين الذين يمكن القول ان عقلية المدرب كانت راجحة في التعامل مع المباراة وبصماته كانت واضحة وهو ما سيؤدي في الايام المقبلة الى ان يتعرف اكثر واكثر على الفريق ويحدونا الامل ان سيحقق امنية العراقيين بالصعود الى نهائيات كأس العالم .
فيما قال اللاعب الدولي السابق حسن بلة : اعتقد ان زيكو بدأ يتعرف على المنتخب العراقي جيدا بعد ان كانت معلوماته منقوصة ، وذكاءه وخبرته لهما فعل السحر لذلك ادى لاعبو المنتخب العراقي امام منتخب الصين مباراة رائعة على الرغم من حالة الطرد التي تعرض لها لاعبه ومدافع يساره باسم عباس مع بداية الشوط الثاني لكن اصرار اللاعبين وعزيمتهم تحقيق الفوز الثمين على المنتخب الصيني في عقر داره، وهو ما يؤكد الحكمة الجيدة التي اتبعها زيكو في قيادته وقراءته للمباراة التي صبت في نهاية المطاف لصالح المنتخب العراقي بخطفه اغلى ثلاث نقاط له في المرحلة الاولى حتى الان .
قال لي مشجع كروي : بصراحة .. زيكو اثبت انه مدرب كفوء ،وانه بالفعل مدرب كفوء ولديه القدرة على قراءة المنتخبات المنافسة بشكل اكثر من رائع ، بل انه يقرأ فريقه جيدا ويخوض المباراة وفق امكانيات لاعبيه وقدراتهم البدنية والفنية ، انا اعتقد من خلال ما شاهدته في مباراة الصين ان زيكو لا يفكر كثيراً بقوة المنافس ، بل يستعرض نقاط ضعفه، هل تذكر حينما كان مدربا لمنتخب اليابان ولعب ضد منتخب البرازيل في في بطولة كأس القارات ، فقد استغل الاخطاء المتوقعة من قبل خط الدفاع للمنتخب البرازيلي ، وقال قبل المباراة (أن الكرات الثابتة ستكون سلاحه امام البرازيل) ، وكان له ما اراد فعلا .