التراثية في مراسيم الزواج في وادي الرافدين

Admin عدد المساهمات : 3461 تاريخ التسجيل : 20/07/2010

التراثية في مراسيم الزواج في وادي الرافدين

بغداد - ثقافة شعبية
كان النظام الابوي patriarcal هو النظام السائد في حوض وادي الرافدين وفي جميع ادواره الحضارية كانت الاسرة قائمة على اساس الزوجة الواحدة monogamy حيث تمتعت المرأة في ظل هذا النظام بقسط وافر من الحرية والمكانة الاجتماعية وكان لها حق التملك والبيع والشراء والايجار والاستئجار ورفع الدعوى والادلاء بشهادتها في المحكمة. وقد كان الزواج المبكر مرغوباً وزواج الاقارب مفضلاً مع تحريم زواج الاصل من الفرع على غرار المجتمعات المتحضرة اليوم.
وللزواج في وادي الرافدين خلال العصور السومرية والبابلية والاشورية مراسيمه وطقوسه الخاصة به وهو يمر بخطوات معينة لاتختلف كثيراً عن مراسم الزواج اليوم اهمها:
1 - رضا الوالدين : لقد ساد في مجتمعات وادي الرافدين نظام الزواج المبكر حيث يتم والزوجات في بداية سن البلوغ.
وهذا العمر لايمكن فيه للزوجين ان يستقلا عن الوالدين فكان والد الفتاة يهييء كل مستلزمات الزواج من ملابس وحلي ومسكن وهدايا وان يتحمل جميع المصاريف المطلوبة وقد نصت المادة (166) من شريعة حمورابي على (اذا اخذ رجل زوجات للاولاد الذين رزق بهم ولكنه لم يأخذ زوجة لابنه الصغير فعندما يقتسم الاخوة (التركة) بعد ذهاب الوالد الى اجله عليهم ان يخرجوا لاخيهم الصغير الذي لم (يسبق) له اخذ زوجة نقود الزواج –ترخاتو-ويعطوه له بالاضافة الى حصته من (الارث) ويمكنوه من اخذ زوجة ولهذه المادة نفس الفحوى في الشرائع العراقية القديمة وردت في المادة (22) من قانون لبت عشتار والمادة (20) من القوانين الاشورية وموقف البنت التي ستصبح زوجة لم يكن سلبياً بل يسمح لها بابداء رأيها بالرفض او القبول ولم تكن موافقة الاب نهائية بل كان يشترط موافقه والدتها ايضاً حيث نصت المادة 27 من قانون اشنونا على (اذا تزوج رجل امرأة بدون سؤال ابيها وامها ولم يقم وليمة الزفاف ولم يتعاقد riksatum مع ابيها وامها فلا تكون (هذه المرأة) زوجة assatum حتى لو عاشت في بيته سنة كاملة)) وعليه
يلاحظ ان موافقة والدة الفتاة كانت شرطاً اساسياً في المجتمع العراقي القديم حيث اعتبرت الام وصية ومسؤولة عن ابنائها في حالة وفاة زوجها اذ كان لها حق الاعتراض وفسخ خطبة ابنتها حين لم تكن راضية على زواج ابنتها.
2- عقد الزواج : يسبق عقد الزواج اتفاق مبدئي اولي بين الاطراف المعنية كما في يومنا هذا بعده يقوم والد بمخاطبة والد الفتاة او اخيها الاكبر في حالة وفاة الاب امام عدد من الشهود الذين يكونون في بعض الاحيان من القضاة ولغة الخطاب كالتالي:
(عسى ان يتزوج ابني ووريثي الشرعي (اسم الخطيب) من (اسم الخطيبة) ابنة (فلان)
يعتبر هذا الاتفاق نافد المفعول وبمثابة عقد رسمي يكون ملزما للطرفين ولايجوز لاحد التراجع عنه الاوفق شروط وقوانين معينة)
لقد نصت المادة (128) من شريعة حمورابي على (اذا اخذ رجل زوجة دون عقد (حرفياً) لم يثبت عقدها riksatisalaiskun فان هذه المرأة ليست زوجة.
لقد سمى البابليون عقد الزواج (ركساتم) riksatum واعتبروه من اهم مقومات الزواج.
وحين تكون الزوجة غنية وخوفاً من استيلاء الزوج على ممتلكاتها يقوم اهل الزوجة بتسجيل ممتلكاتها على رقيم طيني وبحضور عدد من الشهود.
الهدايا : بعد اكمال مستلزمات العقد بين ولي امر العريسين يصطحب العريس اخوانه واقاربه ويتوجه الى بيت العروس وقد حمل معه بعض الهدايا وكانت في العصور السومرية والاكدية الاولى كميات من المواد الغذائية مثل الحبوب والخراف الثمار حيث تقدم على شكل مأكولات للضيوف اثناء احتفالات العرس. ثم تطورت بمرور الزمن الى كميات من الفضة على شكل نقود سماها البابليون (ترخاتو) terhatu ثم اضيفت اليها قطع من الحلي كالخواتم والاساور. وكانت تحمل الى بيت العروس في اطباق كبيرة تسمى بالاكدية (خربات) وفي اكثر الاحتمالات كانت الاطباق تصنع من المعدن كالنحاس او القش كالسلال وكان يطلق عليها حملة العروس او حمالة العروس وهذا المصطلح مستعمل حتى الان في ما يخص هدايا وملابس العروس
4 - الزفاف : لم تشر المصادر الى ان الخطيب يزور خطيبته اثناء فترة خطوبة الا ان سكان وادي الرافدين اعتبروا الخطيبة قبل الزواج كالزوجة الشرعية وان تبقى مخلصة لخطيبها وانها محمية بالقانون.
3 - وقد نصت المادة (130) من قانون حمورابي على (اذا باغت رجل زوجة رجل اخر وكم فمها والتي لم تعرف رجلاً اخر (اي ماتزال باكراً) ولما تزل تعيش في بيت ابيها وضاجعها وقبض عليه فان هذا الرجل يقتل ويخلى سبيل تلك المرأة. وعندما يحين يوم الزفاف تحضر والدة العريس مع عدد من النسوة المقربات لها يأخذون العروس الى الحمام وربما تصاحب موكب العروس بعض المطربات والراقصات وبعد الاغتسال تتطيب العروس بالدهان والعطور وتمشيط شعرها وتكحيل عينها وارتداء الثياب الفاخرة والاساور والخواتم والقلائد ثم تضع على رأسها قلنسوة جميلة .تحضر العروس وليمة الزفاف التي تقام في بيت والدها وهي من المواد التي جلبها العريس اثناء زيارته الاولى لبيت العروس . تشير النصوص الادبية ذات العلاقة بمراسيم الزواج المقدس ان العروس عندما تلتقي بعريسها امام المحتفلين تخاطبه بالعبارات التي جاء ذكرها على لسان الالهة ارشكيجال ملكة العالم السفلي حين تخاطب حبيبها الاله نركال قائلة : عسى ان تصبح زوجاً لي واصبح انا زوجتك. ولتكن انت السيد واكون انا السيدة. بعدها يتقدم الزوج وينزع قلنسوة العروس ويضعها على رأسه تعبيرا عن محبته لها وتقديره واشعارها انه اصبح ولي امرها ومسؤولا عن الاطفال مستقبلاً في تهيئة سبل العيش للعائلة ومن الطقوس الاخرى التي ذكرت في النصوص المسمارية هي سكب الزيت على رأس العروسوهي من اقدم الطقوس العروفة في وادي الرافدين وهي تعتبر من اصلاحات (اوروكاجينا) اخر امراء سلالة لكش (2378-2371 ق.م) ثم ذكر سكب الزيت بعد اكثر من الف سنة من هذا التاريخ ضمن القوانين الاشورية اذ نصت المادة 42 من القوانين الاشورية على (اذا سكب رجل الزيت على رأس امرأة حرة في يوم الاغتسال او جلب هدايا العرس لحفلة الزفاف لايمكن التراجع من بعدها )). المفارقة الوحيدة في طقوس الزواج هذا هو ان الزواج يتم في بيت العروس اذ يبقى العريسان في بيت والد العروس فترة من الزمن غير معروفة بالتحديد ويبقى معها عدد من الاقرباء ثم ينتقل العروسان الى بيت والد العريس ويبقيان فيه مدى الحياة . ومن العادات الاضافية لمراسيم الزواج هي تقديم النذور والهدايا الى المعابد والالهة من قبل العريس واهله والدافع هو التبرك والحصول على حياة زوجية سعيدة.

» وتأهل أسود الرافدين!
» ثقة في الأوساط الرياضيّة على التأهل لمونديال 2014 هل نجح البرازيلي زيكو في إعادة صورة التألق لأسود الرافدين؟
» الزواج من القتلة
» الزواج بالأنترنيت
» عادات يجب تجنبها بعد الزواج