حسن الخباز – هبة بريس
ظل المغرب منذ عقود مغرب الإفلات من العقاب وانعدام المحاسبة ، وحتى بعدما أمر العاهل الجديد بإنشاء هيأة الإنصاف والمصالحة فقد حددت لها حدود لا يمكن زمكانية لا يمكن القفز عليها .
لذلك فقد طالت المحاسبة الجريمة السياسية بعينها وفي عهد الحسن الثاني دون أن تمس بالمتجاوزين في عهد محمد السادس .
وقد تم جبر ضرر الكثير من ضحايا ما اصطلح عليه بسنوات الرصاص ، مع أنه غيض من فيض مقارنة مع تجاوزات السلطات بخصوص قضية السلفية الجهادية .
والآن ، ومع أن حكومة بنكيران مازالت في تنعم بأيامها المائة الأولى والتي لن يحاسبها عليها أحد ، فقد قررت الوفاء بعهدها الذي قطعته على نفسها أما الناخبين الذين منحوها أصواتهم .
"محاربة الفساد والإستبداد" كان هو شعار الحملة الإنتخابية لحزب العدالة والتنمية ، وها نحن نلمس عن قرب بعض تجلياته .
أجل ، فعلى سبيل المثال لا الحصر ، أشرف وزير العدل والحريات شخصيا على محاربة الفساد داخل وزارته ، ولم يهنأ له بال حتى أوقع بأحد وجوه الفساد ممثلا في القاضي المرتشي الذي ضبط متلبسا باستلام رشوة تفوق العشرين مليون سنتيم .
بعدها بأيام معدودة ، وصلنا خبر إيفاد قضاة المجلس الأعلى للحسابات لوزارة المالية لتفحص صناديقها السوداء التي ظلت لعقود خطا أحمر لا يمكن تجاوزه .
نسبة كبيرة من المغاربة متفائلين بحكومة الإسلاميين ، وواثقون من حسن نواياها ، وقد أبانت عن ذلك في غير ما مرة ، وما جعلنا متشبثين بها أكثر كونها بدأت الإصلاح بنفسها .
فالخطوة الهامة المتمثلة في التصريح بالممتلكات ، لم يسبق لأي حكومة في تاريخ المغرب أن اتخذتها .
فضلا عن ترشيد الأموال العامة متجليا في استغناء بعض الوزراء عن سيارات الدولة أو السكن الوظيفي أو ... كلها بوادر حسنة تحسب لحكومة بنكيران ، لهذا فقد صار المغرب ولله الحمد بيد آمنة ، ويحق لنا الآن أن نطمئن على مستقبلنا ، فقد انتهى زمن الإفلات من العقاب ، مع بنكيران لا صناديق سوداء بعد اليوم .
صفحة حسن الخباز الجديدة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]/