الحسين العيساتي
الإسلام او الطوطوفوت!! هذا هو عنوان الرسالة التي بعث بها الحالم بدولة الخلفي على منهاج الأبوة الى كل القاصرين عن فهم الدنيا والآخرة، و"المقصرين" إلى ساعات متأخرة في انتظار حصيلة الرهان على الثانية بعد أن ضاقت بهم الأولى بما رحبت، رهان على رقم معين في وقت دقيق قبل ان تجمع مضيفة الروليت، ذات القوام الرشيق، الرقائق و البيادق وتخاطب اللاعبين المتأخرين : فاتكم القمار فاتكم القمار !!
قواعد اللعبة معروفة من أراد أن يفوز عليه أن يسجل النقاط، المناور الماهر يمتع لكنه لا يفوز، المحافظ المدافع على شباكه يخرج بأقل الخسائر لكنه لا يفوز، وحده المسدد بإتقان نحو الهدف يستطيع ان ينقش انجازاته في لوحة المڭانة، لأن التاريخ يكذبه المنتصرون، ومهما تبدلت الظروف وتوارى الإخوان يجب أن يكون الأساس متينا يصلح به "البنا" لكل زمان ومكان.
لقد جرت العادة وسط المسئولين عموما، والمسيئولين عن الإعلام خصوصا، أن يتم توضيح خطة العمل والمحاور المديرة للمهمة المنوطة بهم، مباشرة بعد تسلمهم مقاليد الإدارة وذلك في احترام تام للركائز والثوابت الجاري بها العمل، لكنها المرة الأولى التي تصدر فيها اجراء ات مكتوبة في دفتر "التّحاملات " توضح ا پِيجيديـــات النشر والإعلام!! لامكان لمباشر يجمع الضهرَ والعصرَ ولامجال للغات اجُنُبية مالم تتطهر الطهارة الكبرى، المتلقي هو محور الاهتمام في مأدبة الإعلام، والفقرات والبرامج كما الفاعلين كلها آذان .. صاغية لاهتمامات وانشغالات المتتبعين لأن رد فعل المشاهد هو الكفيل بتقييم المنتوج بالمواظبة والتردد ما لم يكن هذا المنتوج يحث على المغادرة للتعبد.
في الماضي عندما ظهرت اول قناة اعلامية اخبارية، قناة البرٌاحية، كان البراح هو المصدر الوحيد للمعلومات، المالك الحصري لحقوق النقل والتنقل بين الدواوير والمداشر وفي الاسواق، يزوق المعلومة ويعريها أحيانا لتثير الذهول ويغطي بعض أجزائها بحجاب أحيانا لتثير الفضول ، يقوم بجميع الأدوار يعد ويقدم ويذيع الأخبار على جميع الترددات الأفقية والعمودية وفي كل الأقمار، كان ينادي في الناس لأمور دنياهم تاركا للفقيه ان يناديهم لأمور دينهم فلا الأمام يدعو المأمومين لواجب وطني ولا البراح يدعو المواطنين لواجب ديني لم تكن الامور تحتاج لهيآت تقنن ولا جهات تتفنن في توجيه الامواج وضبط الشراع على المركب المؤدي الى "بر لمـــان".
اليوم أصبح الإعلام عبارة عن جزيرة، ترسو في في موانئها المعلومات ، تخزن وتعلب الى أن يحين موعد إبحارها مجددا عندما تهب الرياح آذنة بتغيير الدفة، والإعلامي ربان برتبة مايسترو يجيد اللعب على الأوتار إلى يضبط الإيقاع وتصبح النغمة متناسقة تهدأ المصابين بالقلق والأرق وتساعدهم على النوم في آمان واطمئنان[img]
[/img]