goud.ma
في وقت تشتد فيه وطأة الأزمة الاقتصادية في أوربا، تبتكر الدول أساليب جديدة لإنعاش اقتصادياتها.
وإحدى هذه الوسائل الترويج لمهنة (الجنس) التي تدر ملايين الدولارات من الأرباح كل عام، إضافة إلى ما توفره من فرص عمل لأعداد هائلة من العاطلين.
وفي سعي حثيث لتجديد الدماء في سوق اللذة الأوربي، يقترح خبراء في سوق العمل زيادة أعداد بائعات الهوى الأجنبيات، لاسيما من الشرق الأوسط وآسيا، إذ أن حسناوات أوروبا الشرقية ينجحن كل يوم في بسط سيطرتهن على السوق.
ويلجا سماسرة الجنس في هولندا إلى قوادات تحت اسم "لافر غيرلز" أو فتيات الحبلهن خبرة في استدراج الفتيات الشرقيات إلى سوق اللذة.
وحسب صحيفة "ترومبتر"، في الجنوب الهولندي، فإن سوق المتعة الجنسية سيتاح له من الآن فصاعدا الاعتماد على تجارة الجسد الأسمر لاسيما الشرق الأوسطي، حيث تشير الدلائل إلى أن الكثير من النساء القادمات من دول الربيع العربي، يسعين للهجرة والعمل في أوربا بسبب صعود المد المحافظ والراديكالية الدينية، الذي تتبنى أجندة تحاصر الفن إذا لم تمنعه وتحارب تجارة الجسد والنوادي اللليلة والمراقص والغناء.
وفي هذا الصدد، استقبل وزير الدولة للتعاون التنموي الهولندي، ين كنابن، الأسبوع الماضي، اثنتي عشرة مومسا أجنبية في إطار برنامج لمساعدات العاملات في تجارة الجنس في العالم.
و قدمت بائعات هوى من نيكارغوا، والبرازيل، ومقدونيا، وأوغندا، وفيتنام، هدية إلى الوزير على شكل حذاء نسائي أحمر بكعب عال.
ولأول مرة في هولندا ينجح سوق اللذة الهولندي في استقطاب نساء من الشرق الأوسط والبلاد العربية للعمل فيه، ما يعد انجازا كبيرا في كسر الحاجز الثقافي الذي يمنع النساء من ثقافات (محافظة) من ولوج هذه القطاع.
وتفتخر سميرة المغربية بنفسها وهي تقف ستة أيام في الأسبوع خلف الواجهات الزجاجية كموديل لبائعة هوى، وهي ترتدي تنورة قصيرة ضيقة تكشف تفاصيل جسدها النابض بالحيوية بأعوامه الاثنين والعشرين.
وتقارن سميرة، في حوارها مع (إيلاف) بين حالين، في المغرب وهولندا، فتصف معاناتها يوم رمى بها زبون من سيارته في الطريق في المغرب بعدما اكتفى بمتعته معها، مانحا إياها مبلغا صغيرا لا يكفيها لشراء علبة سكائر، أما الآن فإنها تحصل مقابل ساعة متعة في صومعتها على نحو أربعين أورو بعد استقطاع الضريبة، في بيئة نظيفة وصحية.
وتبدي سميرة الحزن لأنها لم تهاجر مبكرا إلى أوربا، على رغم محاولاتها المتعددة في الوصول، مشيرة إلى أن معدل الزبائن خلال ثمان ساعات من العمل هو أربعة إلى ستة، أما في الأعياد وعطلة الأسبوع فإنها تعمل لحسابها الخاص كفتاة ليل يصطحبها العملاء معهم.
لكن سميرة ليست مجبرة للعمل في هذا القطاع، ولعلها من القليلات اللواتي يعترفن بحبهن لهذا المهنة، وبالنسبة لها فإن توفير لقمة العيش لعائلتها في المغرب يفوق أي اعتبار آخر، فهي ترسل لهم نحو 600 أورو شهريا وهو مبلغ جيد يجعلهم يحيون حياة كريمة في الرباط.
تستطرد سميرة "الشيء الوحيد الذي افتقده هو علاقاتي المنحسرة مع أبناء وطني من المغاربة".
وتنفث سميرة دخان سيكارتها في الهواء قائلة "هؤلاء ينظرون إلي من وحي عاداتهم وتقاليدهم على أني (مومس) لا تستحق الاحترام، بينما يتعامل معي الأوربيون كامرأة (محترمة) ذات مهنة توفر المتعة للرجال".
وعلى رغم أن برامج إنسانية مثل برنامج "ستيبنج آب ستيبنج آوت" يسعى إلى توفير مهن آخر للمومسات، إلا أن الكثير منهن يرفضن الانخراط فيه. فبحسب سميرة فإن بائعة الهوى تتمتع بشخصية محبوبة في المجتمع، وتعمل في بيئة مريحة قليلة المشاكل، وصاحبة دخل جيد. [img]
[/img]