رحمة الله أعادتني إلى رشدي بعدما كنت مستهترا
راسلني هذا الشاب مباشرة بعد نشر القصة المعنونة بـ" لأني سلبت منها عفتها سلب الله مني عافيتي"، لأن ما حدث له يشبه نفس الأحداث، لأنه كان شابا مستهترا ضلّ الطريق لسنوات غارقا في لجج المعاصي والآثام، فكانت حياته لهوا وسهرا ونساء، ولكن حادثا تعرض له أعاده إلى رشده ورده إلى صوابه وغير مجرى حياته وإليكم القصة:
يقول هذا الشّاب أريد أن أروي ما حدث معي: قبل حوالي عشر سنوات سلكت طريقا خطأ هو معاكسة الفتيات وقيادة السيارات بسرعة جنونية فائقة، بعدما تعرفت على شباب جرفوني إلى هذا الإتجاه، وبكل صراحة فعلت كل شيء من معاشرة فتيات وشرب الخمر والشجار مع العديد من الناس، وأشياء أخرى كثيرة.
وكنت أميل إلى التعرف على نساء متزوجات أو مطلقات ويكبرنني عمرا، وكن يقمن بالصرف علي من مال وهدايا ثمينة وعطور غالية وأمور أخرى كثيرة، لذلك اقتصرت أكثر علاقاتي على النساء الكبيرات، لشعوري بالراحة معهن بكل النواحي وخصوصا المادية.
ليس هذا فحسب، فكنت أتشاجر كثيرا سواء كان الخلاف أو المشاجرة بسبب التنافس على ترقيم فتاة أو خلافات شبابية سببها الغرور والتعالي، أهلي كانوا يرفضون طريقة حياتي جملة وتفصيلا، ولكن لم يستطيعوا فعل شيء فكنت حادا عنيدا وصلبا، فعندما كنت أتشاجر معهم بسبب هذا الموضوع، كنت ألجأ إلى أحد الشباب وأقيم معه لعدّة أيام حتّى أهدأ وأرجع إلى البيت، وهكذا في كل مرّة يحدث خلاف وشجار بيني وبينهم أفعل ذلك.
كنت على هذا الحال أسلك هذا الطّريق لأكثر من تسع سنوات، حتى تعرضت لحادث غير مجرى حياتي.
فقد كنت أقود سيارتي بسرعة كبيرة وأنا ذاهب لموعد غرامي، وفجأة لم أتمكن من السيطرة على الفرامل، لتحاشي الشاحنة في الاتجاه المعاكس، لأنني كما قلت كنت مسرعا فانقلبت بي السيارة، حاولت الخروج منها فلم أستطع، خصوصا أن الآلام كانت شديدة برأسي وبيدي وظهري، حتى مر شباب من أمام سيارتي فأسعفوني، والحمد لله لم تكن الإصابات خطيرة، ولكن كانت الكسور باليد والساق، بالإضافة إلى تسلخات بالجملة في منطقة الظهر، وهذا الحادث غير طريقة حياتي وجعلني أسلك طريقا آخر.
كنت أفكر في هذا الحادث، وأقول ماذا لو مت في هذا الحادث، كيف كنت سأقابل ربي، ماذا أقول، بماذا أجيب؟ لذلك قررت أن أترك هذا الشيء وأبتعد عن ذلك الطريق سواء العلاقات النسائية أو قيادة السيارات بسرعة كبيرة، وأتجه إلى الحياة الطبيعية السوية، وبالمقابل كرهت تلك الحياة السابقة واحتقرتها بشدة، وسألت الله تعالى ألا أعود إليها مهما كانت المغريات، وبالفعل أعانني الله على ذلك وتزوجت بعد ذلك بأقل من سنة لتحصين نفسي ورزقني الله بطفل، وأصبحت إنسانا جديدا غير ذلك الشخص الطائش المستهتر، فبحمد الله اهتديت وأصبحت ملتزما بطاعة الله واجتناب نواهيه.