سيحرمني الله من أبنائي لأنّي كفرت بنعمة الذّرية
السلام عليكم ورحمة اله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا سيدة متزوجة في الثالثة والأربعين من العمر، وأم لـ 5 أبناء، لا أذكر يا سيدة نور أنّي حضنت واحدا منهم، كل من يحاول أن يقترب منّي أبعده ولا أطيق أن يقترب منّي، لكني أتأثر وأبكي و أثور بسرعة، لأنّي أشعر بالذنب، دائما أوبخهم وأسمعهم ألفاظا بذيئة لا أجرؤ التلفظ بها أمام غيرهم، وعندما يكلمني أحدهم أكون جافية وقاسية في الرّد.
زوجي كان حنونا، ولكن مع مرور الوقت أصبح مثلي لا يطيق منهم كلمة، مع العلم بأنّهم من خيرة الأبناء، والجميع يقرون بتميزهم وأخلاقهم إلاّ نحن.
أخشى أن يحرمني الله منهم جزاء تصرفاتي التي لا تمد للأمومة بصلة، مع العلم بأنّي لا أستطيع أن أغيب عنهم أو أفارقهم لأي سبب من الأسباب.
للأسف حالتي النفسية متعبة جدا من هذا الوضع، خصوصا عندما أرى الأمهات ومعاملتهم لأبنائهم وأتذكر طريقة معاملتي لأبنائي.
عندما ينامون في اللّيل، أقف على رأس كل واحد منهم، وأتذكر ماذا فعلت به وأبكي بحرقة وأعد نفسي بأنّي لن أعيد الكرة، لكن دون جدوى.
أطلب دائما من زوجي أن يساعدني، لكنه عاجز عن القيام بهذه المساعدة، فهو مثلي وفاقد الشيء لا يعطيه.
ذهبت لشيخ من الرقاة، فأخبرني أن الحسد هو من يفعل بي ذلك، وهو سبب جفائي على أبنائي، ثم تركت حبوب منع الحمل، خشية أن تكون سبب عصبيتي، ولكن لا فائدة فالعصبية رفيقة دربي التي لا تفارقني، ساعديني يا نور لأجل خاطر الأبناء، ولك منّي الشّكر الجزيل.
الرد:
إن الغضب الشديد والتقلب الذي تعانين منه الآن، هو في الغالب عبارة عن أعراض لاضطراب نفسي، قد تكونين تعانين منه منذ فترة طويلة، وما عليك الآن إلا مراجعة أقرب مختص نفساني لتقييم وتشخيص الإضطراب الأساسي ومن ثم المعالجة أو حسب ما يقرره المختص.
ولا تنسي عزيزتي الجوانب النفسية للأطفال، التي قد تكون تأثرت أيضا، فطريقة تعاملك معهم بالحدة والعنف من غير سبب يدركونه، وكذلك حرمانك إياهم من الحب والحنان، الذي لا يستطيعون أخذه إلا منك، كل ذلك يجب أخذه بعين الاعتبار أثناء المعالجة النفسية، والتي من ضمنها تعلم بعض مهارات التعامل وضبط النفس، خاصة مع الأطفال.
يجب أن تضعي في الاعتبار كذلك، أن ما تفعلينه ويفعله غيرك من مختصين، لمعالجة هذه المشكلة كلها وأسباب الشفاء من عند الله تبارك وتعالى، فالجئي إليه وحده بالدعاء إنه الحليم المجيب.