تجاهل زوجي ولا مبالاته يجعلني ساخطة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أرجو المساعدة يا سيدة نور، فزوجي لا يحترمني ولا يقدر مشاعري ولا يفهمني أبدا، حياتي معه أضحت مستحيلة، لما يتصف به من سوء.
زوجي عديم المسؤولية إلى أبعد الحدود، حتى الخبز لا يوفره لي ولابنه، ذهبت غاضبة ساخطة إلى بيت أهلي، ورجعت بعد فترة، لكي أواجهه لكنه يتهرب من أي نقاش ويرفض المواجهة، فقط يكتفي بالصراخ الشديد إن أردت منه التفاهم.
صدقيني أنّه لا يجلس معي ولا يقاسمني وجبة منذ زواجي، أشعر بأنه لا يحبني، لأنه يهددني بالضرب ويهجرني لأتفه الأسباب، حتى والدته التي أشكو لها حالي تآزره ضدي.
أما والده الثري؛ فإنه يمنحه المال دون حساب، هذا ما جعل رفاق السوء يلتفون حوله.
هذا ملخص مأساتي، والأكثر من ذلك أنّه في بعض الأحيان لا يعود إلى البيت إلا بعد أسبوع من خروجه، حتى عندما أهاتفه فإنّه لا يجيب أو يغلق هاتفه نهائيا، لم يبق أمامي سوى الطلاق لأنّني أكاد أفقد صوابي.
فوزية/ عنابة
الرد:
عزيزتي، بقدر ما تكون المعاناة في هذه الحياة والبذل والتضحية، تكون العاقبة حميدة والجزاء عظيما، ومن هذا البلاء ما يكون في الحياة الزوجية، وهو من أشد أنواع البلاء، لأنّ الحياة الزوجية مطية الرّاحة والإستقرار، وطريق البناء والإعمار، ومكان للتعاون والتفاني، ومحل للمودة والرحمة والسكون والأنس والعطف والشفقة، فحين تكون على خلاف ذلك، يحل التعب والعناء، ويغلق طريق البناء، ويقع التنافر والتناكر، ويكاد ينعدم التعاون، وتغور المودة في الأنفس، وتظهر الشحناء والبغضاء.
عزيزتي، حين تأملت واقعك المحزن وجدت أنه يدور حول ما يلي:
زوج متهاون مستهتر، لا يبالي بقيمة الحياة الزوجية، ولا يرعاها حق رعايتها، ولا يقيم لها وزنا، بل هو مستهتر بحياته كلها، فهي في عينيه لا تعدو أن تكون محلا للعب والتسلية، والذهاب والإياب دونما فائدة.
وأهل زوج غير مبالين بتصرفات ابنهم، ولم يحسنوا تربيته، فهم لا ينهونه عن غيه، ولا يعظونه بسبب طيشه.
أما أهلك فلا أدري ما وضعهم معك، وما موقفهم من تصرف زوجك.
وفي مثل هذه الحالة عزيزتي، أحتاج النظر إلى مسببات هذه الحالة؟
هل عزوفه عنك وإهماله للنفقة عليك وعلى ابنك هو بسبب طبيعته الطائشة، لأنه لا يتحمل المسؤولية، ويفر من الحياة الزوجية، ولا يبالي بكم، وليس همه إلا الانطلاق مع رفقة فاسدة يقضي معهم أغلب أوقاته، أو أنه مع ما فيه من الطيش لم يجد فيك بغيته، ولم تقدر أن تجذبي انتباهه، ولم تستطعين كسبه إلى بيتك، وتوفري له جو الراحة والإستقرار.
ما هي اهتماماته؟ وهل يمكن من خلال هذه الإهتمامات أن تجذبيه إليك؟ وبعد النظر في هذه الأمور ومحاولة معرفة السبب وراء تصرفاته هذه ننظر في العلاج.
هل يمكن تغيير تصرفاته؟ ومن هو الشخص الذي يملك التأثير عليه؟ هل يوجد من أقاربك من يستطيع أن يتكلم معه أو يحاوره، أو يحاول أن يأخذ بيده إلى طريق الصلاح؟
حاولي أن تبحثي عن حل لهذه المشكلة، من خلال هذه الأفكار، واجعلي حل الطلاق هو آخر الحلول، حين تجدين أن جميع الطرق التي تسلكينها لترميم بيت الزوجية قد أغلق في وجهك، فاستخيري الله تعالى ثم أقدمي عليه إن وجدت إشارة لذلك.