القلب أسود والوجه جميل
الإهداء /هذه الكلمات مرفوعة إلى كل من طعن بسكاكين الغدر الذّبيحة والخيانة الجريحة، وكل من اغتر بالمظاهر المليحة على حساب الجواهر البريئة الفسيحة وإلى كل من لا يعرف بأنّ الشّوك يسكن في تفاصيل الورد.
على حافة النّهر الطويل فتى يافعا بريئا عذبا وجهه جميل، يجوب جوانبه ويلعق من صحن الطبيعة الهواء العليل، ذهابا إيابا يصول بين بقايا مروج تتغذى من ماء نهر النيل، فرحا يلهو والدنيا تسعه حلما ثقيل، نادته أميرة الضفاف أقبل يا صاحب الوجه والقلب الجميل، فتدلى من حافة النيل وقال قولا جليلا. يا حسنا أبدع فيه الخالق كونا جميل، فقالت لا تعجب فكلانا للحسن مثيل، قال ما القصد يا صاحبة الوجه الجميل، قالت ها وقد قلتها فلما لا تجعلني لك خليلا، قال وماذا أسدي فعلا يا أميرة النيل، قالت إفتح لي أبواب قلبك لأسكن في غرفه أنّي أعدك ليس بخيل، قال فهمت الآن يا أميرة النيل، فشكرا لك شكرا جزيل وأقبل الوجه الجميل، يأكل الوجه الجميل، ليسري في عروقه الوجه الجميل سما فتاكا فأرداه قتيلا.
فقال الوجه الجميل (أميرة النيل) لك وصية يا صاحب القلب الجميل، وما جدوى الوصايا وقد اشتعل الفتيل نيران مكر طويل، ورغم ذلك ربما تكون عبرة لجيل بعد جيل قد لا يأمن غدر القلب الأسود والوجه الجميل.
عبد الحليم بولحية / تمالوس