أن يكون مدمنا على العمل أفضل من الإدمان على أشياء لا يرضاها الله
في البداية أود أن أنوه بنقطة مهمّة، فعندما تصلني مشكلة بين زوجين، فإنّني لا أستطيع أن أعطي حكما عادلا ما دام الطرف الغائب لم يتحدث معي، وعلى كل حال فسوف أحاول أن ألقي بعض الضوء على مشكلتك التي تحوي عدّة مشكلات في نفس الوقت، لنرى كيف يمكننا الوصول إلى حل:
كان بإمكانك التراجع عن إتمام الزواج، ما دام لم يفي بشروط المطلوبة منه، لكنك تنازلت ولقد ذكرت أن مسلسل التنازلات استمر، لذلك عليك أن تتحملي مسؤولية اختيارك لهذا التنازل، والأفضل أن يكون تحملك لعواقب ذلك بصدر رحب، فتعلمي من هذه التجربة شيئا مهما في الحياة، وهي النظر في النتائج قبل حدوثها، بحيث تتأكدي أن تصرفا ما هو مقدمة لنتيجة ما، لأن المنطق يقضي بأن نرى النتيجة التي تتبع التصرف.
عزيزتي، أن يكون زوجك مدمن عمل أفضل أن يكون مدمن مشاكل أو أشياء لا يرضاها الله، وأمامك أمثلة واقعية عن الرجال وكذلك أمثلة كثيرة عن شكاوى النساء في هذه الصفحة.
أما بالنسبة لغيرة زوجك، فلا أراها غيرة مرضية، بل تتماشى مع النسق الذي يعيشه الرجل في مجتمعنا، وقد صارحك بالمبادئ التي كان ومازال يؤمن بها.
عزيزتي، زيارتك كل نهاية أسبوع لأهلك أرى أنّها كافية فأنت امرأة عاملة ولديك طفل فخلال الأسبوع، لن يكون لديك الوقت الكافي إلا للعمل ولطفلك ولزوجك.
عزيزتي، لقد ذكرت في نهاية رسالتك لب مشكلة زوجك، وهي عدم شعوره بالأمان في عمله، بعد المشكلة التي حدثت له، وكذلك فشله بعدّة مشاريع سابقة، فهذا شيء يحبطه، ويجب أن تتعلمي كيف تكونين سندا له دون أن تزيدي أعباءه، فمع أنّك تشاركين في تجهيز المنزل، إلا أن زوجك لا يحب أن يحرمك من شيء ضمن إمكاناته، ولذلك كل ما هو مطلوب منك أن تنظري إلى الإيجابيات في زوجك وتتغاضي عن السلبيات، ولا تضخمي السيئات، بل اتخذي له عذرا في كل مرة، ولا مانع من أن تعاتبيه في جلسة صفاء، بعد أن ترضيه وتشبعيه عاطفيا.
تذكري أن لديك طفل، ولا يجب أن تدفعيه ليكرر معك ما فعله والدك مع والدتك، فكوني جزءا من الحل لا من المشكلة، وعلى كل الأحوال فالخيارات مفتوحة أمامك: إما أن تأخذي بكلامي وتتعلمي كيف ترضي بما منحك الله إياه، أو تحاولي تغيير زوجك وهكذا تكونين كمن يريد أن يحول الحديد إلى ذهب.