العراق وأفغانستان أفضل من العمل معها
سفيرة واشنطن في لكسمبورغ متهمة بالعدوانية
تواجه سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لوكسمبورغ، والتي استقالت الأسبوع الماضي، سينثيا ستروم، اتهامات بالتسبب في حدوث نزاعات داخلية، والإنفاق غير الملائم أثناء السنة التي قضتها في هذا المنصب، من بينها اتهامات بانفاق السفارة أموالا على النبيذ والمشروبات الروحية بلغت 3400 دولار وفقًا للحساب الختامي لميزانية في العام 2010. وجاء في تقرير المفتش العام لوزارة الخارجية الأميركية أن السفارة في لوكسمبورغ كانت تعاني من حالة غياب للتوجيه السليم، وأن السفيرة، البالغة من العمر 60 عامًا، كانت السبب الرئيسي في هذه المشكلات الداخلية.
ويذكر أن ستروم، قبل أن تشغل منصبها، كانت سيدة أعمال ومستثمرة، وأنها كانت صاحبة الفضل في انقاذ الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي باراك اوباما في سياتل من الإفلاس، حيث قامت بجمع تبرعات بلغت نصف مليار دولار، ليقوم أوباما بتعيينها سفيرة في لكسمبورغ اعترافًا بفضلها، وهو المنصب الذي تجري العادة على منحه للأصدقاء والمتبرعين، إلا أن الرئيس أوباما كان قد وعد بإلغاء هذه العادة، ويذكر أنه، على مدار الأعوام الخمسين الماضية، ثلاثة فقط من أصل 21 سفير للولايات المتحدة في لوكسمبورغ كانوا مشتغلين بالسياسة.
وبررت ستروم استقالتها بأن عملها في السفارة كان شاقًّا، وأنها قررت تركه لتتمكن من قضاء وقت أكبر مع عائلتها في سياتل، على الرغم من أن الخيار كان صعبًا، مؤكدة أنها لم تقم فقط بتقوية العلاقات مع شعب لوكسمبورغ، ولكنها أحبت العمل أيضًا وأنها فخورة بالإنجازات التي تحققت خلال فترة ولايتها.
ولكن التقرير الرسمي لأدائها المهني يتهم أسلوبها في الانتقاد العلني، للعاملين الذين لا ترضى عنهم، بأنه تسبب في إضعاف أداء العناصر الرئيسية في السفارة، وأنه كان سببًا في طلب بعض المسؤولين في السفارة أن يتم نقلهم إلى العراق أو أفغانستان، وهو طلب غير معتاد إطلاقًا من العاملين في إحدى دول غرب أوروبا، حيث ذكر المفتشون أن ستروم تسببت في خلق مناخ من التوتر الحاد بين الموظفين، ولاسيما الضباط والموظفين المحليين الذين عملوا معها لمدة أكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر. وقد أوصى التقرير بإرسال متخصصين في الطب النفسي لتقييم الحالة المعنوية ودرجة الضغط العصبي لدى الموظفين الذين عملوا أثناء فترة ولايتها.
ورفضت ستروم الادعاءات الواردة في التقرير، وقامت بتقديم طعن عليها لدى القنوات المختصة في وزارة الخارجية، مؤكدة أن اختيارها كسفيرة كان اختبارًا حقيقيًّا لها، وأنها قامت بالمبادرات التي رأت أنها في مصلحة توطيد العلاقات بين واشنطن ولوكسمبورغ.