الشكوك تداهمني من كل جهة بسبب مكالماتي المشبوهة
04/12/2010 - 22:55:00
النهار الجديــد
حجم الخط:
أولا وقبل كل شيء، أتمنى ألا أُقابل منك برد هجومي عنيف، فأنا أريد المساعدة لأني في أمس الحاجة لذلك.
مشكلتي أني تعرفت على شاب يكبرني سنا، اتفقنا على الزواج، لكنه بعد فترة صارحني بعدم مقدرته على الإرتباط، بسبب مشكلة عائلية حدثت مع أهلي.
منذ أن اتخذ ذلك القرار، وجدت نفسي أضيع
يا سيدة نور، فأنا أقضي معظم أوقاتي في المكالمات الهاتفية الساخنة، وأرحب بأي ذئب يحاول الهجوم، أقصد أني صرت أكلم هذا وذاك، وهذا ما جعل وضعي مع أسرتي غير مسر، والشكوك تداهمني من كل النواحي، في الحقيقة سبب اتجاهي لهذه المكالمات الهاتفية، هو عدم وجود من يفهمني من أسرتي، أحسست أن هناك من هو منشغل بي من غير أهلي، الأمر الذي سهل علي السير في هذا الطريق، لذلك أرجو المساعدة منك وأتمنى أن أتلقى الحل في أقرب الآجال.
خليدة/ تيارت
الرد :
عزيزتي؛ هل تشعرين أنني أهاجم أصحاب المشاكل أو أتعامل مع قضاياهم بعنف ؟ أرجو أن تذكري لي أمثلة - إن وجدت - ومنك أستفيد
أقول لك هذا الكلام، لأن هذه الصفحة تتحرى تقديم تحليلات وتوضيحات تساعد على الخروج من المشكلة، أو التعامل معها بشكل إيجابي، ولا تهدف أبدا إلى معاقبة المخطئين أو تقريع المذنبين، لأن القاعدة التي بنيت عليها هذه الصفحة "من لم يجعل الله له من قلبه - أو نفسه - واعظا، لم تنفعه المواعظ"، أما بعد:
عزيزتي، في هذه السن الحرجة التي تمرين بها تحتاجين إلى سند، وإلى صدر رحب يستمع ويتفهم، ويتجاوب معك ويرشدك بحكمة، ويبدو أنك لم تجد هذا متوافرا من طرف أهلك، وإذا صح تصورك، فهذه ليست نهاية العالم، لأن الأسرة ليست هي الدائرة الإجتماعية الوحيدة التي تؤدي مهمة الرعاية، فهناك بعد العائلة الجيران والزملاء، الأصدقاء والمقربين، فإذا كان اختيار الإنسان لأفراد أسرته على غير إرادته، فإن اختياره للآخرين يكون بإرادته.
إذن ليس البديل لانشغال الأهل عنا، أو عدم تفاهمهم معنا، أن نرتبط بأول من يبدي اهتماما بنا، وعلم الله ماذا يقصد بهذا الإهتمام.
عزيزتي أنا هنا أسمعك وأتواصل معك، أما الهاتف الساخن فهو مدخل لكثير من الكوارث، وموضع شبهة وفاحشة أرجو منك الإبتعاد عنه فورا، وقضاء الوقت فيما ينفع ويمتع دون ضرر نفسي أو اجتماعي، فمثلما هناك هذا الذئب، فإنه يوجد حمل وديع في مكان ما، وكما تقول الحكمة الجزائرية "الحديث قياس"