متأكدة من حبه لي.. لكني لست متأكد من حبي له !
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا نسيبة من البويرة مخطوبة منذ سنة، أشعر بجفاء وبرود عاطفي نحو خطيبي ، لا أعلم إن كنت أرغب به فأكمل أم أتركـه. أشيري علي سيدة نور، فأنا أشعر بالبرود في ردود أفعالي، ولا أعلم إن كنت سعيدة أو حزينة ، أيام تأتي علي أشعر بأني لا أريده إطلاقا ، وأيام أخرى أشعر بأنه هو عالمي بأسره، احترت في التناقض الذي أعيشه وأتعبتني صراعاتي النفسية بين القبول والرفض.
أنا متأكدة من حبه لي، لكـن لست متأكدة من حبي له
السؤل الآن، كيف أتخلص من هذا البرود والكسل ؟ لأصبح أكثر فاعلية ونشاط وحماس وهمة، لقد وصلت لدرجة أشعر فيها أن الدنيا كلها عندي سواء، بالنسبة لمشاعري تجاه خطيبي هل هي طبيعية أم لا، أشعر بالحيرة والتيه ساعديني سيدة نور جازاك الله كل خير.
نسيبة/البويرة
الرد:
عزيزتي، كل إنسان في هذه الحياة يتعرض للمواقف المؤلمة والمكدرة ، ولكن ردود الأفعال تختلف من شخص لآخر حسب عوامل كثيرة، منها شخصيته وخبراته في الحياة وطريقة تربيته وبيئته التي نشأ فيها، إلا أنه إذا تراكمت عليه الأعباء والهموم، فإن همته تضعف تدريجيا، ويبدأ بالشّعور بعدم الرّضا عن نفسه وحياته، وتحيط به الأفكار السوداوية عن الماضي والمستقبل، ومن هنا يبدأ الدّوران في حلقة مفرغة، من مشاعر الحزن والضّيق والتي تؤثر على حياته فيصبح غير قادر على القيام بأعماله بنشاط ويحب العزلة والتّفكير ولا يكترث بما يحدث ، فالأمور عنده، كلها سواء ، فلم تعد المواقف السّارة تفرحه أو تزيد من نشاطه، وهذا ما يسمى بالإكتئاب .
عزيزتي إن حالتك التي وصفتها هي حالة اكتئاب، لذا فإنّه من الضّروري مراجعة الطبيب حتّى يتمكّن من معرفة الأسباب المؤدية إليه، مع إعطائك العلاج اللازم، ولا داعي للخوف أو القلق فالعلاج ميسور والتّحسن بإذن الله مضمون.
عزيزتي؛ إن مشاعر التّقلب والبرود التي تشعرين بها نحو خطيبك، هي من أعراض الإكتئاب فلذا حاولي مقاومتها بتذكر صفاته الحسنة ومواقفه الطيبة معك، وإبعاد أي أفكار سوداوية نحوه، أو نحو مستقبلك معه.
عزيزتي ؛ سأقدم لك بعض النصائح، التي ستساعدك بإذن الله على التغلب على حالة الكسل والوهن وعدم المبالاة :
-استيقظي في موعد مختلف عن كل يوم ، مارسي أعمالك بطريقة مختلفة عن تلك التي عهدتها ، و اخرجي لرؤية صديقاتك والحديث معهن والتنزه برفقتهن، وإياك والعزلة ، اقرئي القرآن ، فهو شفاء لما في الصدور، واجعلي لك وقتا، ولو لبضع دقائق للإسترخاء والتأمل بمنظر جميل أو السير في الهواء الطلق، المهم أن تتوقفي عن التفكير المعتاد وتنطلقي إلى التأمل الممتع، مارسي هوايتك المفضلة وكافئي نفسك عند إنجاز عمل ما ، مع محاولة التغلب على حالة التيه، عندها ستتبدل مشاعرك بإذن الله .
مع تمنياتي لك بالتخلص من هذه الحالة والظفر بالسعادة مع هذا الخطيب.