كل من أراها أظنها فتاة أحلامي رغم ذلك لم أحقق أحلامي
أنا شاب في السادسة والعشرين من العمر، متحصل على شهادة مهندس في الإعلام الآلي، أعمل في غير مجال تخصصي، أعاني من فراغ عاطفي شديد، حيث لا أجد من أحبها وتحبني، رغم أني صاحب مشاعر وأحاسيس مرهفة، وهذا يُشعرني بالكبت العاطفي، ويجعلني أنظر في كل الفتيات والنساء في كل مكان، نعم يا سيدة نور، فأنا أبحث عن الحب الحقيقي الذي يدفع الإنسان إلى الأمام، لعلي أراه وأحسه في فتاة ما أو حتى امرأة أرملة أو مطلقة، وأسبح كثيرا في بحار أفكاري، وأتخيل أني أحببت فتاة وتزوجتها وأعانتني على طاعة الله، وتحولت من عاص إلى إنسان صالح.
وكل هذا بسبب أني لقيت من تحبني حبا صادقا، علما أني لا أستطيع الزواج بسبب ظروفي المادية لأنها سيئة، أعرف أن حالتي مرضية، فهل من حل شاف لمرضي؟
مهدي/ تلمسان
الرد:
إن مشكلتك الأساسية هي أحلام اليقظة المتعلقة بفتاة المستقبل، والمنهج الذي تنتهجه في البحث عمن تحب ليس هو المنهج الصحيح -مع احترامي لمشاعرك-، فإن الشاب الذي يريد أن يصل إلى الفتاة التي تقدره وتوقره وتحبه، يجب أن يكون قويا، لكي يصل إلى التي يريد أن يحبها وأن تحبه وأن يتخذها زوجة المستقبل.
إن هذا المنهج الذي تنتهجه ناشئ من عواطف سلبية، وهذه العواطف السلبية بالرغم مما ذكرته من أنك تشعر بالكبت وغيره فلا يوجد أي نوع من ذلك، إنما هي عواطف خيالية، والمشاعر الخيالية تصحح عندما يرجع الإنسان إلى واقعه، وأن يكون منطقيا في تفكيره وعلى ضوء ذلك يستطيع أن يصحح مساره.
ومن حق أي رجل وشاب أن يبحث عن الفتاة التي يجد معها السكينة والمودة والرحمة، لتكون الزوجة، ويجب أن يكون جادا في البحث عن هذه الفتاة، فلا يبحث عنها لمجرد التسلية أو لقضاء الوقت أو للتلاعب ببنات الناس، فهذا لا يجوز وهو مرفوض.
فأحلام اليقظة يجب أن تخفف منها، وذلك بأن تكون واقعيا في تفكيرك، ولا تترك لنفسك الفراغ الذي يجعلك منغمسا ومسترسلا في هذه الأفكار، فيجب أن تربط نفسك بالواقع، أنا لست ضد العواطف والوجدان، ولكن لا بد أن تكون منضبطة ومقننة ولا بد أن تكون واقعية، في الأخير أسأل الله أن يوفقك ويرزقك بالزوجة الصالح.