هل أربط مصيري بتائب تخطّى حدود الله وانتهك الحرمات
أنا واحدة من اللواتي وجدن أنفسهن يتخبطن في دائرة الحيرة، لأني تعرفت على شاب ونشأت بيننا قصة حب بريئة، فهذا الأخير يريد أن يتوج حبنا بالزواج، لقد طلب مني أن أحدد الموعد الذي يتقدم فيه لأهلي، كل شيء يبدو على أحسن مايرام، لكن الذي صدمني يا سيدة نور، ماضيه الأسود، لقد اعترف لي أنه كان على علاقات كثيرة بفتيات نال منهن، وتطورت الأمور بينهم إلى الوقوع في الحرام، ثم تخلى عنهن، لقد صعقت لأن فارس أحلامي بهذه الأخلاق، رغم أنه أقسم على التوبة، وقال إنه يريد أن يبدأ معي صفحة ناصعة البياض، وإلا ما كان له أن يخبرني بأمور لا يمكنني أن أعرفها من غيره، لقد اعترف بذلك، وترك لي مطلق الحرية في الموافقة أو الرفض، أنا الآن في حيرة من أمري، لا أستطيع أن أقرر، لقد أحببته ولكن.. أرجوك ساعديني على اتخاذ القرار المناسب.
ن/ سيدي بلعباس
الرد:
في كل الأحوال، سواء قبلت أم لم تقبل الإستمرار معه، انصحيه بألا يتحدث عما فعل مع أحد مهما كان، لأن الله قادر وحده وهو من سيغفر ذنبه ويقبل توبته، وأنت من جهتك لا يجب أن تقفي له بالمرصاد، لأنه لم يخطء عندما اعتبرك مصدر ثقة واعترف لك، هذا يدل على أنه يريد التخلص من ذنبه والتطهر منه، لأنه اعتبرك المساعد له، فلا تكوني أنت السوط الذي يجلّده ويعاقبه ويؤنبه، لأنه أراد أن يزيح من على صدره كابوسا.
يكفي أنه لم يصر على الخطإ ولم يتمادَ فيه، بل تراجع وندم وتاب، وإذا كان الخالق الذي عظمت قدرته يغفر الذنب ويقبل التوبة، فما بالنا نحن البشر ونحن لسنا ببعيدين عن الذنوب ولم نخلق للكمال، المهم ألا تقرري أي قرار بدون تفكير جيد، استشيري واستخيري واستفتي قلبك وشاوري عقلك، وأمعني التفكير ولا تتسرعي في اتخاذ أي قرار، امنحي نفسك مهلة كافية في التفكير سواء بالإستمرار أو التوقف، وفي النهاية تعاملي مع الأمر بوعي وعقل وكوني أكثر حكمة وأكثر تقديرا، وإذا وجدت أن يقينك بصلاح حاله صحيح وأنه يجتهد في ألا يعود إلى الخطإ مرة أخرى واصلي معه، أما إذا وجدت أنك لن تنسي أو تغفري هذه الواقعة، فاتركيه يبحث عن أخرى تساعده وتقف إلى جانبه، المهم أن يكون قرارك في النهاية نابع من اقتناع تام بعد تفكير طويل.