وظيفتي وشهادتي نقمة عظمى على حياتي!!
أنا سيدة في أواخر العشرينات من عمري، وأم لطفلين، تزوجت وأنا لا أتجاوز العشرين باختياري وإرادتي، هروبا من ظروفي الأسرية السيئة، ومن قسوة أبي، إلى دنيا اعتقدت أنها الحياة التي أبحث عنها من حنان وحب، لقد اكتشفت أن زوجي معقّّد وحقود لأنه لا يحمل شهادة جامعية، بينما أنا واصلت تعليمي الجامعي بعد زواجي منه وتحصلت على الشهادة بتفوق، ثم عملت في وظيفة ممتازة فازداد حقده علي، مما جعلني أفقد كل الروابط النفسية والإجتماعية معه، لأنه يسييء معاملتي ويحتقرني ويهينني.
مع ذلك يا سيدة نور، كان طموحي لا يزال طوق نجاتي، عملت بكد واجتهاد من أجل الترقية والحصول على منصب رفيع، كما أني سألتحق بدورة تدريبية بالخارج لنفس الغرض، وأرى أن هذا الطموح يعوضني عن طفولتي البائسة وحياتي التعيسة مع زوجي، مما يخيفني الآن هو رد فعله حين يكتشف أنني أريد السفر، لا أدري هل أتخلى عن طموحي أم أترك هذه الحياة البائسة، فأنا أحتاج إلى رأيك، رغم أنني أملك إرادة وعزيمة قوية.
الرد:
لاحظت من خلال طرحك للمشكلة، ميلا إلى لوم الآخرين وقسوة الظروف، فالأب قاس والزوج حقود وانتقامي، وكأنك لست مسؤولة عن نسيج علاقتك مع كل طرف، أنت باعترافك ذات إرادة وعزيمة قوية، فأين وظّفت تلك الإرادة وتلك العزيمة لتيسير وسائل التعامل مع أسرتك ومع العالم الخارجي.
زواجك لم تجبري عليه، فأنت تزوجت باختيارك وإرادتك الحرة، وكنت تعلمين أن الزوج لم يكمل تعليمه الجامعي، إذا فأنت مسؤولة عن هذا الإختيار وعن هذه العلاقة الزوجية.
عزيزتي، التمست من خلال سطور رسالتك، أن أحزانك كلها متعلقة برغبتك في أن يتعامل معك الآخرون بشروطك ولا ترين إلا مستحقاتك أنت. أطفالك لهم حق عليك وأصبح لهم مستحقات ومشاعر ودنيا مرتبطة بدنياك، زوجك لم يمنعك من إكمال تعليمك الجامعي والعمل في المجال الذي تريدينه. ولم يقف في وجهك حين حققت طموحك، ولكن المضي نحو السفر إلى الخارج لتحقيق طموح أكبر من خلال تلك الدورات له ثمن، وهو لا يريد أن يسدد الفاتورة.
وبما أنك طلبت رأيي، أرى أنك بحاجة إلى محطة راحة وتفكير، ونظرة فاحصة إلى الذات، ثم اسألي نفسك، هل سعيك إلى الطموح بعد أن حققت الشطر الأعظم منه في ظل ظروف صعبة مطمع إضافي للحصول على مكانة أعلى؟ أم مهرب من التسليم بأنك لم تعود فتاة صغيرة تستنكر قسوة الأب والظروف؟ أم الإنتقام من الوضع؟ إذا كان المأمول بلا هدف واضح، فلا ترهقي نفسك وتظلمي من حولك، أما إذا كان الأمر حبا في الطموح والترقي حاولي ألا يكون ذلك على حساب أسرتك وبيتك.