لن يندمل جرحي إلا بالزواج ثانية من هذا الرجل!
أنا سيدة مطلقة بعد أربع سنوات من زواجي، بسبب عدم التوافق والإنسجام، ولتفاوت المستوى الثقافي، هذا ما جعل الإختلاف والشجار بيننا مستمر، فأصبحت الحياة والعشرة مستحيلة بيننا، فكان الحل هو الطلاق، خاصة أننا لم ننجب بعد.
بعد الطلاق أصبحت أعيش في حالة من العزلة بسبب حالتي النفسية والحزن والألم، ومازلت أعاني من آثار صدمة الطلاق رغم مرور عدة أشهر، لقد تقدم لي شخص يطلب الزواج، فوجدت أن الموافقة عليه خير لي، لأن الزواج الثاني سينسيني زواجي السابق، وربما يكون دواء لجروحي وآلامي النفسية، خاصة أنه أبدى اهتماما بي.
كتبت لك أختي نور، لأنني فعلا أثق برأيك وتعجبني طريقتك في حل المشاكل، فشوري علي ولك مني جزيل الشكر.
زهية/ بوفاريك
الرد:
إذا كنت لا تزالين متشبثة بالنظرية القائلة إن الوسيلة الأفضل لنسيان علاقة زوجية فاشلة، هي البدء في علاقة زوجية جديدة، فالأفضل أن تحاولي على الأقل اكتساب موقف واضح وحكيم قبل أن تسقطي بين مخالب علاقة جديدة، وتقترني بأول شخص يطرق بابك بعد أن أبدى اهتماما بسيطا بك.
وبصرف النظر عما تعتزمين القيام به، فالأفضل ألا تستقبلي حظك الجديد بحماس ومغالاة في عواطفك، لمجرد أنك تنوين نسيان ذلك الرجل السابق الذي سبب لك كل تلك المشاكل النفسية والإضطرابات.
فإذا شعرت بأن علاقتك الجديدة ستنسيك أوجاعك وآلامك السابقة، وإيمانك بأن الحياة لا تزال تبتسم لك عندئذ، يفضل أن تبدئي بالخطبة وأن تحددي موعدا للزواج، وهو أمر كفيل لك بالتقاط الأنفاس وهي فترة ضرورية لتأكد عواطفك والتأكد من أن الخطوة التي ستقدمين عليها ستكون في الإتجاه الصحيح.
إلا أنك إذا تسرعت في اتخاذ القرار، وانجرفت وراء عواطفك، فتأكدي أن تبعات ذلك ستكون تجربة مؤلمة جديدة، قد تنتهي إلى الفشل هي الأخرى. وستكون عندئذ الطامة الكبرى التي ستعصف بحياتك وتدفعك إلى اليأس وسيكون الزواج نكبة جديدة لن تطيقي الحياة بعدها.
أرى أن أفضل طريقة لعلاج ردود الفعل العاطفية السريعة، هي التخلص منها ووأدها في مهدها، والطريقة الأمثل هي صرف النظر حتى تهدأ عواصف عاطفتك، وتقفي بكل قواك الخائرة على بر الأمان والإطمئنان، قبل الموافقة على أي عرض، واعترفي أمام نفسك أنك قد تكونين في حاجة إلى عاطفة وحنان جديدين بصورة جامحة، وجربي فحص نيران عاطفتك المتقدة بعين ممحصة وبنظرة موضوعية، وإذا كانت نيران عاطفة جديدة بدأت تتقد في قلبك، عندئذ لابد من التغلب على مثل هذه الدوافع الجامحة ولجمها حتى تكون رؤيتك لهذه المستجدات عقلانية أكثر، فأنت لا تودين الإنجراف نحو علاقة زوجية لا تلبثي أن تشعري بالندم لنتائجها القاسية، بعد أن تكتشفي أن ذلك الزواج الثاني لم يكن سوى إعصار فجائي، لا يلبث أن يتلاشى ويختفي.
باختصار يا عزيزتي، أن تتريثي حتى تلتئم جروح نفسك وأن تعطي الأمر وقتا كافيا بذلك ستنمو تجربتك في الحياة وستزداد زخما بين فترة الطلاق ويومك الراهن، وعندئذ ستصبحين قادرة على الإنتقاء الصحيح.