* المخرج حسن بن جلون: "السينما المصرية تثير الضحك لأنها تسعى لتقليد هوليود"
حرّك عرض الفيلم المغربي "المنسيون" بمهرجان الفيلم العربي في وهران، الجدل المحبب لدى الكثيرين، حول طابو الجنس في السينما، حيث نشط البعض في إعطاء دروس أخلاقية لأصحاب الفيلم، مصنفين إياه في خانة الإباحية المرفوضة، في حين رحب به آخرون، واصفين أنفسهم بالمنفتحين، أما صاحب العمل، المخرج المغربي، حسين بن جلون، فوقف مدافعا عن فيلمه قائلا: "لست هنا لنشر العري، لكنني أتشرف بلقب محطم الطابوهات".
المنسيون، وهو إنتاج سنة 2010، يعالج موضوع الاستغلال الجنسي للنساء عبر العالم، لكنه يركز على "البضاعة المحلية" أي المغربيات، عبر ثلاثة قصص إنسانية، يامنة، آمال ونوال، اللواتي يهربن من بلدهن نحو أوربا، حيث يطمحن إلى تحقيق مشاريعهن وإيجاد حياة أفضل، لكن هيهات، حيث يجدن أنفسهن أسيرات لمافيا بلا رحمة، تنشط في بروكسل معرضات لأبشع استغلال جنسي.
المخرج حسين بن جلون قال في ندوة الفيلم، إن عمله السينمائي هذا، سيوزع في الجزائر وتونس، بعدما لقي إقبالا كبيرا في المغرب "ولم يعارضه سوى عدد قليل من أنصار حزب العدالة والتنمية الإسلامي"، غير أن هذه المعارضة لا تبدو أنها تزعج كثيرا بن جلون، ولا حتى أبطال فيلمه الذين حضروا إلى وهران، ودافعوا عن النص الذي وافقوا على تأدية مشاهده قائلين، على لسان الممثل عبد الرحيم المنياري، إن "عملا سينمائيا مثل هذا يبدو مهما جدا من أجل تحقيق النقلة النوعية في السينما العربية". هذا الرأي، جعل المخرج بن جلون، يذهب بعيدا في نقده لما يقدم عربيا، في الفن السابع، قائلا: "لا تتوقعوا أن أنهي أفلامي، بنهايات تشبه الأفلام المصرية التي أصبحت تثير ضحكي وضحك العديد ممن يشاهدونها في العالم، ذلك أنها تقوم على محاكاة الأكشن ومشاهد المصارعة، بشكل جعل المصريين يعتقدون أن في مقدرتهم منافسة هوليود في صناعة سينما استعراضية، تقوم على الحركة والتقنية، وهو رهان فاشل بكل المقاييس".
الكلام "القوي" الذي ردده المخرج رشيد بن جلون، وصفق له بعض من حضروا ندوة الفيلم، لم يكن مقنعا بالنسبة للجميع، حيث شهد العرض في وقت الذروة، أي ظهيرة أول أمس، انسحاب عدد كبير من العائلات الوهرانية، لدرجة أن أحد المواطنين، قال إنه من المعيب، إدراج هذا الفيلم، الذي وصفه بالاباحي في وهران.. وقال آخر، كان برفقة ابنه، صاحب التسع سنوات: "لقد اندهشت من المشاهد الجريئة والساخنة، والتي لا يمكن لي أن أترك أطفالي يشاهدونها، وقد كان من المجدي للمنظمين، لو وضعوا إشارة خاصة، تبين مدى جرأة الفيلم وخدشه الحياء العام دون خطوط حمراء.
وفيما رد المنظمون، أن الأفلام في المهرجان مفتوحة للكبار فقط، وأن الأمر لا يستدعي وضع إشارات خاصة، فإن البعض استذكر ما وقع قبل سنة ونصف في وهران، وبالمهرجان ذاته، حين عرض المخرج المصري خالد يوسف، فيلمه المثير للجدل "دكان شحاتة" من بطولة هيفاء وهبي، وهو الفيلم الذي لقي معارضة شديدة، من جانب الرسميين وغير الرسميين في الجزائر لعرضه، بمن في ذلك وزارة المجاهدين التي هددت وقتها بسحب فيلم مصطفى بن بولعيد من المنافسة، حتى لا يعرض مع فيلم هيفاء وهبي، ليبقى السؤال، ماذا لو شاهد هؤلاء، فيلم حسن بن جلون؟ أم أن الأمر بحاجة إلى هيفاء ونانسي حتى ينتبهوا لجرأة مثل هذه الأعمال