أطفال أبرياء ينفذون خطط إجرامية مقابل حفنة دنانير
أريد أن أطرح مشكلة تتعلق بأخي الذي طلّق زوجته، هذه الأخيرة رفضت حضانة الأبناء الثلاثة، عندما علمت أنه سيتزوج من امرأة صالحة بعدما انفصل عنها بسبب سوء أخلاقها وقيامها برذائل الأفعال.
المهم أنها بحكم القانون لها حق رؤيتهم أسبوعيا وهي لا تريدهم، وإنما تستغل هذا الأمر وتصر عليه من أجل إفساد أخلاقهم، انتقاما من والدهم الذي طلقها وتزوج بامرأة أفضل منها كما أسلفت الذكر.
سيدة نور، المشكلة أنهم كلما ذهبوا إليها تقوم بتلقينهم السلوك المنحرف، تحدثهم عن أمور تفوق سنهم، وتحرضهم على زوجة والدهم وكذلك إيذاء شقيقتهم الطفلة البريئة بما لا يتصوره العقل.
الأطفال دائما يجدون والدتهم في مواقف فاضحة ومريبة، لكن عقولهم الصغيرة لا تدرك أنها مخطئة، فهم يحبونها حبا عظيما ولا يتقبلون أي كلمة في حقها، بل يصمون آذانهم عن أي نصيحة تقدم لهم من والدهم أو زوجته أو منا.
فهم لا يتعاملون معنا بأدنى احترام، رغم معاملتنا الطيبة معهم وحرصنا على شراء الهدايا، إلا أنهم يستصغرونها ويتخلصون منها، في حين يحافظون على هدايا والدتهم التي لا تتجاوز الدنانير، ويُنّفذون وصاياها الإجرامية بكل دقة وجرأة.
أحدهم أصبح باختصار من الجنس الثالث وهو مستمتع بحاله، بعدما تدنى مستواه الدراسي، وكلما نصحناه تقول له والدته دعك منهم إنك محق!
أما الثاني، فأصبح يتطاول على والده ويرفض أي توجيه أو حديث منه، ويقول إنه مستعد لمغادرة البيت والذهاب حيث سيكون أفضل، ونفس الخطوات يتبعها الإبن الثلاث.
سيدتي نور، لا ندري كيف نعيد إصلاح ما أفسدته تلك المرأة، أرجو منك التوجيه خاصة أنهم بلغوا مرحلة الوقاحة، فهم لا يستمعون لأي نصح ولا تنفع معهم أي طريقة، لا التهديد ولا التخويف ولا النصح ولا حتى الضرب.
العمة الحائرة من بسكرة
الرد:
بالنسبة إلى المشكلة التي تعانون منها مع أبناء الأخ المراهقون، أقدم لكم بعض النصائح والخطوات التي ستساهم في حلها إن شاء الله تعالى:
المحافظة على الهدوء التام معهم وعدم الإنفعال بسرعة، حيث أنهم في مرحلة تحدٍ وعناد، مع تمالك الأعصاب وعدم التصرف بأي أمر وتوطيد العلاقة معهم ومصادقتهم، واستعمال الهدوء والتأني في التفكير وتحليل أسباب المشكلة من أجل فتح المجال للإبن حتى يتكلم بحرية وصراحة، وفتح آفاق الحوار معه بروية، عندئذ لا يجب مقاطعته أو تأنيبه أو تجريحه أو تحقيره مهما كان هذا الفعل أو القول، حاولوا أن تكونون مثل الطبيب يعالج كل الأمراض، فلا تعبسوا بوجههم ولا تستصغروا أمورهم مهما كانت.
واصلوا التوجيه، ولا تذكرون والدتهم بأي حديث معهم أو تحذير، لأنهم مشحونون من قبلها، حاولوا إشغالهم قدر المستطاع، ولا تنسوا الدعاء، حتى يكتب الله لهم ولكم تجاوز هذه المحنة.