سيدركني الفشل في الدراسة لو ظل بعيدا عني
أنا فتاة في السادسة عشر من العمر، أدرس سنة أولى ثانوي، أحب ابن خالي الذي تخرج من الجامعة العام الماضي، حيث وعدني بالتقدم لخطبتي، لكنه عندما أخبر أهله اقترحوا عليه فتاة أخرى، رغم ذلك مازلت متمسكة به لأني أشعر بطاقة من الحب تجاهه، هذا ما انعكس سلبا على متابعة دروسي والإهتمام بدراستي، لقد طلب مني أن أمهله بعض الوقت، لكنني حائرة يا أمي نور لا أعرف كيف أتصرف معه، ولأني أثق فيك كثيرا أريد منك النصيحة بخصوص هذا الموضوع الذي بات محيرا بالنسبة إلي، بل أكثر من ذلك فأنا أشعر بالنار تلتهم قلبي من شدة الحسرة والألم.
مفيدة/ سطيف
الرد:
عزيزتي، أنت صغيرة جدا على مفاهيم الحب، فالحب شجرة مورقة يستظل بظلها المحبون، وليست نارا تحرق من يقرب منه، أما حب المسلسلات والأفلام فهي رصاصة طائشة تقع في قلوب الطائشين والطائشات فيُخيل إليهن أمرا على غير حقيقته فيقتل الحب.
صغيرتي، العلاقات العاطفية لها آثار وأضرار كثيرة جدا، إذا لم تكن على ما يرضي الله، ومادام أن ابن خالك قد فاتح أهله ولم يمض شيئا في الموضوع مع أهلك ثم قرر خطبة فتاة أخرى، فهناك دلالة كبيرة على أن الموضوع بالنسبة إليه غير مدروس، ولم تكن هناك موافقة على موضوع خطبتك من قبل أهله، فلماذا تُعلّقي قلبك وحبك ومشاعرك بحبال واهية لا مجال لها بأن ترتبط بعلاقة سوية.
نصيحتي لك يا قرة عيني، الإبتعاد عن هذه العلاقة سواء عن طريق المراسلة، المكالمة أو النظرات بأي حال من الأحوال، ولا تُبذري ما حباك الله به من عاطفة جياشة ومشاعر شفافة على من لا يستحق ذلك، فالمستقبل يحمل لك -إن شاء الله- أناس لهم الحق الكامل في هذه المشاعر، فلا تستعجلي الشيء وقد قيل في المثل: "من استعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه".
عزيزتي، التفتي إلى أهلك، والديك الكريمين وبريهما بما تستطيعين، وإخوانك وأخواتك بحاجة إلى حبك وحنانك، واجتهدي في دروسك، فالثانوية مرحلة مهمة، وإذا كانت لديك موهبة كالقراءة أو الكتابة أو الرسم أو التجميل فحاولي تنميتها وتشجيع الآخرين على الإسهام معك، وحاولي أن تنسي أمر هذه العلاقة الطارئة والسريعة فهي إلى زوال لامحالة.
حافظي على صلواتك ودعائك للكريم الوهّاب أن يرزقك حب الإيمان وأن يكره إلى قلبك حب هذا الشاب وكره العصيان وطريق الشيطان.
ودعواتي أن تأخذي بنصيحتي فهي لك وحدك يا قرة عيني، وأن يوفقك الله ويسدد خطاك إلى ما فيه الخير والفلاح مع تمنياتي لك بالتوفيق والنجاح.