أريد التّخلي عنها لأن جمالها لم يرض عيني
أنا شاب متدين والحمد لله، وقد منّ الله تعالى علي بحفظ كتابه، وأسأل الله أن يوفقني برحمته إلى أن تكون حياتي كلها موافقة لما علمني من القرآن، و قد تقدمت في الفترة الأخيرة، لخطبة فتاة طيبة الخلق من أسرة طيبة، تكلمت معها وأعجبت كثيرا بذكائها وثقافتها وحسن تفكيرها، وعلى الفور قد أبديت الموافقة على الإرتباط بها، مثلما أبدت هي الأخرى ارتياحها.
لم يمض على خطوبتنا شهرين، إلا أن هناك شيء في نفسي أود أن أعبر عنه لأنه يشغلني بشدة.
في البداية لم أدقق كثيرا عليها من ناحية الجمال، كامرأة أنجذب نحوها وأشعر ناحيتها بالسرور الذي عبر عنه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في قوله:" إذا نظر إليها أسرته "، ولكن حينما تعاقبت اللقاءات ورأيتها أكثر من مرة، أحسست أن في نفسي شيء من هذا الموضوع، لأنها ليست على درجة من الجمال تشدني، فبالرغم من أنها فتاة كما ذكرت على درجة عالية من الأدب و الأخلاق، إلا أن هذه النقطة تضايقني حقا، لأني أريد العفاف والإعانة على غض البصر.
وهنا أتساءل يا سيدة نور، كيف أفكّر في الموضوع وكيف أتعامل معه، لأني أعلم جيدا أن الله أوجب الزواج من ذات الدين وحذّر من أن يكون محور الإختيار الجمال فقط، إلا أنّه في الوقت نفسه لم ينه عن أن تكون جميلة ومتدينة، فأنا لا أعرف كيف أفكّر.
حائر وأنا أرى فرحتها بارتباطها بي، وفي ذات الوقت لا أريد أن أشعر في لحظة أني ظلمت نفسي وتضيق نفسي لهذا فأظلمها هي الأخرى، الموضوع يشغلني كثيرا، فقد صارحت أهلي بما في نفسي، وحزنوا جدا وألقوا علي بلوم وعتاب شديدين، فقلت لهم أنا الذي سأتزوج وأعيش معها وليس أنتم، والفتاة متعلقة بي وأعتقد أنّها تحبني و تحلم بي زوجا لها، ولا أدري ماذا أفعل؟ فهل أنا مخطأ، أخشى أن أتسرع فأندم وأخشى أن أرضى فأندم، أرجو النصيحة فأنا في الإنتظار.
عياش/سكيكدة
الرد:
أنت تعلم أن هناك أولويات في اختيار الزّوجة، بمعنى لو خُيرت بين زوجة (كسيحة) لكنها رائعة الجمال، وبين زوجة سليمة الساقين، لكن جمالها أقل من الأولى. أعتقد قطعا أنّك ستختار الثانية، ولست أنت فحسب، بل كثير من الرّجال سيختارون الثانية، لأنّ أولويات الإختيار ستبرز هنا، وهذا ما أردت الإشارة إليه.
الجمال يا سيدي أمر نسبي، وتأكد أنّ السّعادة لا تكون بوجود الزوجة الجميلة فحسب، بل لابد أن تكون ماهرة في إرضاء زوجها بالفنون الحياتية الأخرى، التي قد يقف الجمال عاجزا عنها في كثير من الأحيان.
ثم إنّ الجمال لا يتجاوز الزوجان معه السنة الأولى، حتى يكون هو أول المغادرين في العلاقة بينهما، فهناك أمور كثيرة تطغى في الحب بين الزوجين غير الجمال، مثل الأخلاق، الإحترام، حسن المعاملة، وأمور أخرى ستتعرف عليها في المستقبل.
سيدي، إنّ خطيبتك ليست قبيحة أو بشعة، كما أنّها عندما تزورهم أنت، لا تتزين الزينة الكاملة التي تتزينها الزوجة لزوجها، بحكم وجودها عند أهلها، فأعتقد لو أنها تزينت بزينة كاملة، فإن رأيك سيتغير عنها بالتأكيد.
أتمنى لك التوفيق، وأن تتوقف عن الإسترسال في هذا التفكير، وأن تنظر للجانب المهم في زوجة المستقبل - الأخلاق- تربت يداك.