من يؤنس وحدتي ويخرجني من بوتقة فشل زيجاتي السابقة
أنا سيدة في الخامسة والخمسين من العمر على قدر كبير من الإستقامة والتقى، ملتزمة بتعاليم الدين الحنيف، أم لأربع بنات متزوجات ينعمن بالسعادة والحمد لله، أما أنا فحظي من السعادة قليل إن لم أقل منعدم.
فبعد وفاة زوجي الذي دامت عشرتي معه ثلاث سنوات، كنت حاملا بابنتي الثانية فعانيت بعد إنجابها الأمرين في بيت أهلي، لأني أرملة والكل يعتبرني عالة وكيف لا قد رجع إليهم بطفلتين.
جاءني النصيب للمرة الثانية فتزوجت مكرهة فقط لتحقيق رغبة أهلي، فذلك الزوج أذاقني كل أنواع العذاب، وتركني بعدما أنجبت منه ابنتي الثالثة لأعود منكسرة أجر أذيال الخيبة إلى بيت أهلي من جديد، كنت حينها في الخامسة والثلاثين، والأسوأ من هذا كله أنني عندما تزوجت المرة الثالثة كان الزوج مجنونا كاد يدخلني عالمه، فهربت منه محملة الأحشاء فأنجبت الإبنة الرابعة، ولم أكن أتصور أبدا أنني سأرتبط مرة أخرى، لكني فعلت عندما طردني شقيقي من البيت بعد وفاة والدي، وهذه المرة كنت أوفر حظا من المرات السابقة، فذلك الأجنبي الذي تزوجته كفل لي ولبناتي رغد العيش، وأمّن لي الجانب المادي، حيث اختفى مدة طويلة، وبعد البحث والتحري علمت أنه عاد على بلده وقد وافتنه المنية هناك.
مضت السنوات وتزوجت البنات، أما أنا فأعيش الوحدة لأن لا واحدة منهن تهتم بي، ولأني مازلت أتمتع بالصحة الجيدة وحالتي المادية لا بأس بها أريد الزواج مرة أخرى، لكني مترددة وأقول في نفسي لابد من الإكتفاء بهذا الكم من الزيجات، في المقابل فأنا لم أعد أطيق الوحدة التي تكاد تعجل بأجلي.
أم البنات/ وهران
الرد:
من حقك سيدتي أن تبحثي عمن يؤنس وحدتك ويكون لك الأنيس والجليس وأنت في خريف العمر، رغم أنك تزوجت عدة مرات لكن الحظ لم يحالفك مع أحدهم أو يكتب لك النجاح، لأنك فيما يبدو كنت تتعجلين الزواج ولا تمنحي نفسك فرصة للإختيار السليم وتحري أسباب السعادة وتحقيق الإستقرار، فكان الفشل حليفك دائما نتيجة التسرع، والآن سيدتي صرت في سن النضج التام الذي يمنحك فرصة التفكير السليم والدقيق إذا أنت قررت الزواج، فلا تتعجلي بل تأني تماما وابحثي عمن يناسبك سنا وظروفا، ومن يتطابق معك، شخص يريد من الحياة الأنس بامرأة تشبهه، تكمل معه الحياة التي قد لا تطاق إذا ما اعترتها الوحدة، لكن الأنس بالرفيق قد يهون كثيرا من مشاق الحياة ومتاعبها.
هل يمكنك الإرتباط أم عليك الإكتفاء بحظك من الحياة وزيجاتك السابقة، هذا أمر تقررينه وحدك، ولا أظن أنك ستجدين معارضة من بناتك أو أي من أهلك، لأن ذاك هو حقك المشروع والعادل الذي يجنبك مرارة الوحدة والإحساس بالقهر وأنك ظلمت في كل زيجاتك السابقة .
أعرف من النساء الكثيرات اللواتي يفضلن الوحدة على تكرار الزواج الفاشل ويكتفين من الدنيا بذكريات زوج رحل، تلك قناعات تختلف من امرأة إلى أخرى، وكل إنسان أقدر بمعرفة حاله وظروفه، فنحن في كل الأحوال حين نفكر ونختار لحياتنا نهتدي بهدي ديننا وما علمنا شرعنا، والشرع لا يمانع أبدا زواجك مرة أخرى إن كنت ترين في ذلك خير لك.
إلى أن يحدث ذلك، اسعدي بحياتك وأضفي على نفسك حالة من الرضا وتقبل الذات، حاولي شغل فراغك بما يفيدك وينفعك واستمتعي بمباهج الحياة المشروعة من حولك، وتصالحي مع نفسك ولا تضيعي الوقت في الندم أو الحزن، وتأكدي أن ما أنت فيه ليس إلا مقدمة لحياة أفضل إن شاء الله.