خروج والدي عن بوتقة الحياة يجعله مقصرا في العبادات
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أريد استشارتك سيدتي الفاضلة بخصوص مشكلة والدي، الذي بات منعزلا عن الناس وحتى عن الله
لا صلاة ولا شعائر دينية، نادرا ما يقوم بالعبادة، دائما أنصحه، ولكن لا أنا ولا غيري استطاع أن يقنعه بالرّجوع إلى الله والحياة بشكل عام.
الأيام تمر وهو الآن يقارب الستين من عمره، ولا أعرف كيف أغير له حياته، أريده قريبا من الله ومنا، فهو بعيد عنا وأكثر وقته نائم أو خارج البيت أو يجلس لوحده لمشاهدة التلفزيون وأشياء أخرى، ولا نعلم ماذا نفعل بخصوص وضعه؟ فأرجو منك المساعدة
منى/ المدية
الرد:
عزيزتي، وفقك الله وجعلك دائما في بر والدك وجازاك الله خير الجزاء على اهتمامك بمساعدته وخروجه من حالة العزلة والإنقطاع عن العبادة والحياة.
من خلال رسالتك أرى أنّ والدك يعانى من حالة اكتئاب شديد، وهى حالة تجعله كثير النوم ومنعزلا عن الآخرين، ولا مبالي بمجريات الأمور من حوله، لا يهتم بالأمور الحياتية وأحيانا ينقطع عن الممارسات الدينية، نظرته للمستقبل سوداوية متشائمة لا يرغب في المشاركة الإجتماعية ولا يهتم بشؤون نفسه، أحيانا يبكي ويهمل مظهره الخارجي، والعناية بذاته، يفقد الشّهية أو يقبل على الطعام بقوة، لا يتبادل الحديث مع الآخرين كثير الصمت ومشتت ينسى بسرعة وأحيانا يشكو من أوجاع جسدية ليس لها أسباب عضوية، يشعر بالوهن وتعكر المزاج خاصة في الصباح، يهمل الأعمال وينقطع عنها.
لذا أنصحك بسرعة عرض والدك على الإختصاصي النفسي، ليخلصه من هذا الإكتئاب.
أسأل الله أن يعافي والدك ويعطيه الصحة، وأن يبارك فيك ويجعلك ابنة صالحة تهتم بوالديها وترعى شؤونهم