شكّي المفرط بزوجتي أرهقها وأدخلها متاهة الجنون
أشكرك جزيل الشكر على جميع
الخدمات التي تقدمينها للقراء ، لتخليصهم من مشاكلهم ومعاناتهم، أنا واحد من هؤلاء القراء ، الذين هم في أمسّ الحاجة إلى تدخلك في حياتهم .
أنا سيد قاربت الخمسين من العمر، أحتل مركزا مهنيا واجتماعيا مرموقا، ولكنني أعاني من مشكلة شائكة عذبتني وأرهقتني وجمّدت الدم في عروقي، وهيأنّي كثير الشك بزوجتي، لدرجة أنّي أضحيت ظلها الذي لا يفارقها، وهذا الشك تطور مع مرور الأيام والشهور والسنين ليصبح لهيبا من النيران، أحرق كل شيء جميل في حياتي، وامتدت شرارته لتحرق الآخرين ، خاصة زوجتي التي كانت محور اهتمامي .
أعترف أني ضيّقت الخناق عليها، حتى كنت سببا في جنونها، كنت أظن أن هذه حالة عارضة ستذهب لحالها، لمجرد خضوعها للعلاج النفسي، ولكن ظنيللأسف الشديد لم يكن في محله، إذ أن وضع زوجتي كان يزداد سوءً وتدهورا، حتى أصبحت مجنونة بالمعنى الصريح للكلمة، فاضطررت لإدخالها المستشفى، لقد مرّ على مرضها مدة قصيرة، بدت لي وكأنها قرون من فرط العذاب الذي عشته في ظلها، لم أعد أقوى على احتمال تأنيب ضميري الذييوحي لي بأني المسؤول الأول والأخير على جنونها خاصة عندما تأكدت بأنها امرأة عفيفة وشريفة، وأن ما كان في ظني لم يكن سوى أوهاما
أنا في وضع مأساوي؛ أرجوك ماذا أفعل للتّكفير عن ذنوبي والتّحرر من قهر تأنيب الضمير، الذي أنهكني وحوّل حياتي إلى جحيم، خاصة عندما أتلقى من حين لآخر اتهامات أبنائي، بأنني السبب الرئيسي في مرض والدتهم.
مسعود / باتنة
الرد :
كان عليك أن تحارب الشكوك والظنون التي كان الشيطان يطعمك إياها، بالذكر المتواصل لله، حتّى تقطع في وجهه الطريق نحو تحقيق النّصر، ولكن أنت للأسف الشديد أهملت هذا الجانب المهم في حياتك، فكانت النتيجة أنّك خسرت كل شيء، عزيزي، أعلم أن ما حدث كان رهيبا ولكن الإستسلام لليأس والقنوط والحزن لن يفيدك في شيء، بل سيزيد في تعقيد وضعك أكثر فأكثر، لذا لابد أن تتماسك وتقوم بالخطوات التالية :
أولا : التوبة إلى الله مع الإكثار من الدعاء لله أن يزيح عنك همّك ويفرّج كربتك .
ثانيا : الإلتمام حول أبنائك وتحسسهم بتوبتك وعودتك إلى رشدك، واطلب منهم المساعدة لتصليح الخطأ الذي ارتكبته .
ثالثا: رعاية زوجتك والسعي للوقوف إلى جانبها وتدعيمها في محنتها، فهذا الإهتمام المفرط، بإمكانه أن يعيدها إلى طبيعتها.
أخي العزيز؛ إن زوجتك تعرضت لأزمة نفسية وعصبية حادة، نتيجة الضغوطات التي فرضت عليها، وفي هذه الحالة يمكنها الامتثال للشفاء، لو لقيت الرعاية والعناية التامة، إذن توكل على الله وهلّم للعمل الجاد وبإذن الله ستكون من الفالحين .