طليقتي وأهلها يشيعون عـنّي الأقاويل الكاذبة
سيدتي مدام نورن ألجأ إليك لأستشيرك في إيجاد الحل والإجراءات المناسبة، لمشكلة تحول حياتي إلى جحيم، ولولا أنني لم أعد أطيق هذا الوضع، لما كتبت إليك أبحث عن حل قد يضيء دربي ويبدد الظلمة التي أحاطت بحياتي.
أنا شاب تجاوزت الثلاثين من العمر، وبعد زواج دام ست سنوات انفصلت عن زوجتي التي أنجبت طفلة رائعة، وهي حاليا تبلغ الثلاث سنوات من عمرها، وقد عشت مع زوجتي خلال فترة زواجنا، في جوّ مشحون بالخلافات المستمرة التي كنت أتحمّلها وأصبر على إساءتها لي، من أجل طفلتي واعتقادي بتغيرها إلى الأحسن، ولكن ذلك لم يحدث، فهذا طبع متأصل فيها وبعد تفكير طويل وعميق، وجدت أن الإنفصال أرحم لي ولطفلتنا.. فأنا لا أريد أن تتربى في هذا الجوّ المشحون، وتنشأ وهي حاملة معها العقد النفسية، بسبب والدتها سامحها الله، التي لا تعمل حسابا لكل ذلك.
حدث الإنفصال بحسب الأصول وبالطرق التي تحميها ومن دون أن أتعرض لأي من حقوقها، خصوصا أنها والدة ابنتي، صدقيني أنني لم أصل إلى قرار الإنفصال، إلا بعد أن فاض بي الكيل .
لكن ما حدث بعد ذلك أنني تعرّضت للكثير من السوء من قبل زوجتي وأهلها، الذين كنت أكنّ لهم كل التقدير والإحترام.. وكانت علاقتي بهم جيدة.. والحديث بالأكاذيب عنّي، وإعطاء صورة سيئة عن سلوكي وتشويه صورتي وأخلاقي، اندهشت من تصرفهم هذا، وأنا الذي لم أسيء لأي منهم، ويعلمون مدى تحمّلي لإبنتهم طوال فترة زواجنا، وحتى الآن لم يحدث منّي أي رد فعل لهذه الإهانة وأنا قادر على ذلك، ولكن فضّلت أن أراسلك، لأجد لديك الحل المناسب أنا بصراحة أشعر بالألم الشديد.
عبد القادر / تبسة
الرد :
سيدي قرأت رسالتك ولمست الحزن والقهر الذي شعرت به، اعذرني لأنني حذفت الكثير من العبارات الغاضبة، التي احتوت عليها الرسالة حيث اكتفيت بأن تعرّفت من خلالها، على مدى الحزن والألم الذي تشعر به.
سيدي؛ الحمد لله أنك إلى الآن لم يصدر منك رد فعل لهذه الإهانة خاصة، فهذا يدل على نبل أخلاقك ومروءتك ورقي عقلك وأصالة معدنك، كل ما أنصحك به أن تواجه الأمر بحسب أخلاقياتك، ولا تنزل إلى أخلاقيات الغير، فقوتك تكمن في تجاهلك وعدم إشغال نفسك بالرد على الآخرين، فأي سوء تراه، فبالتأكيد يؤكد لك موقفك وصحة قرارك، إن الذين يفتقرون إلى العقلانية، سيجدون قوتهم وسعادتهم، وتشفيهم من خلال ردود أفعالك تجاههم واستجابتك لهم، ولكن عليك أن تجعل من كل ذلك قوة لك، كي تروّض مثل هؤلاء الناس أن ترفضهم وتجيب عنهم بالصمت .