حالة خاصة
أعيش مع زوجي الميت منذ أعوام.. لأني لا أستطيع تغيير الأحوال
لأنه لم يعد بإمكاني احتمال وضعي الخاص، قررت أن ألجأ إليك طالبة منك العون والمساعدة، لأني في أمس الحاجة إلى وقفتك معي .
أنا امرأة في 38 من عمري، جميلة ومثقفة ومتخلقة وأتمتع بكل المعطيات المادية، التي تؤهلني لأن أكون امرأة سعيدة، ولكنني للأسف الشديد لست كذلك، لأني أمضيت سنوات من عمري وأنا أحيا على ذكرى زوجي، الذي رحل عن هذه الدنيا.. تصوري يا سيدتي بأنني لم أجرؤ على تغيير ديكور بيتي، بل حرصت على تركه على الحال الذي تركه عليه زوجي، يوم غادر الحياة .
لم أستطع أن أتخلص من ملابسه وأشيائه وكتبه، مثلما تفعل كل الزوجات اللواتي يفقدن أزواجهن، بل اجتهدت في ترك أموره وأشيائه في أماكنها، حتى أشعر بأنه ما يزال يعيش معي .
تصوري؛ إنني عندما أحضر مائدة الفطور أو الغداء أو العشاء، أقوم لا شعوريا بوضع صحنه وكأسه وفنجانه وأسترسل في الحديث معه كما كنت أفعل في الماضي .
كل المقربين إليّ يقولون عني مجنونة، ولكني لست كذلك، فأنا واعية بكل ما يدور حولي ولكنني لم أستطع التخلص من ذكرى زوجي لأنه كان زوجا مثاليا .
أنا أرغب في الخروج من هذه الحالة لأعيش حياتي مثلي مثل كل النساء اللواتي فقدن أزواجهن، ولكنني لم أستطع لأني أعتبر هذه الخطوة خيانة عظمى لزوجي .
الكل يلومني على هذا النمط الحياتي، الذي اخترته لنفسي، ولكنهم لم يستطيعوا أن يفهموا بأنني لست المسؤولة على ما يحدث لي، بل وجدت نفسي مجبرة على الخضوع له .
أرجوك ساعديني للخروج من هذه الحالة قبل فوات الأوان .
منيرة / تبسة
الرد :
أنت تعيشين وضعا غير طبيعي، فحالة الحداد التي استمرت عندك سنوات، تدل دلالة قاطعة بأنك تعانين من عقدة نفسية، ناجمة عن صدمة موت زوجك المفاجىء، هذه الصدمة كان من المفروض أن تواجهيها بالسعي الجاد للتأقلم مع واقعك الجديد، ولكن أنت للأسف فضلت أن تخنعي رأسك لها وتسارعي للهروب منها، الواقع كان موجودا في اللاوعي، فكانت النتيجة أنك بعد مرور عقد من الزمن ، مازلت تعيشين في كنف حياة زوجية لا وجود لها إلا في خيالك .
عزيزتي؛ إن حياتك توقفت عن النبض يوم أن توفي زوجك، وأنت طبعا لا تشعرين بمرور الأيام والسنين ، لأنك منشغلة بالحياة التي أردتها لنفسك ، لا التي أرادها لك الله .
يجب أن تتخلصي من هذه الحياة حالا وفورا ولا تقولي لي لا أستطيع، لأن هذه العبارة هي حجة المستضعفين والجاهلين والبعيدين عن الله، وأنت حسب المعلومات التي أوردتها لي، امرأة مؤمنة ومثقفة وواعية، وتملكين كل المؤهلات التي تسمح لك بتغيير واقعك.
عزيزتي؛ من الضروري جدا أن تتبعي الخطوات التالية :
1 - تجددي علاقتك بالله وتعمقي صلتك به عن طريق الإكثار من العبادات خاصة الصلاة والدعاء .
2 - التخلص من كل الأشياء والأمور المتعلقة بزوجك .
3 - تغيير ديكور بيتك .
4 - الخروج للدنيا والسعي للإندماج في الحياة الإجتماعية عن طريق القيام بنشاطات ، سواء كانت مهنية أو إجتماعية أو إنسانية .
5 - مراجعة طبيب نفساني والسعي للتقيد بالجلسات التي سيحددها لك .
6 - السعي لربط علاقات صداقة جديدة تؤهلك للتأقلم مع واقعك .
7 - البحث الجاد عن زوج المستقبل ، ولكن بعيدا عن صورة زوجك .
أنا على يقين تام بأنك لو اتبعت هذه الخطوات مثلما رتبتها لك ، ستتمكنين من نسيان زوجك وعيشي حياتك بعيدا عن تأنيب الضمير والمشاعر السلبية، التي ربطت نفسك بها، والله معك .