كثرة الخطاب جعلني أعيش الحيرة والعذاب
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة في الثامنة والعشرين من العمر، أعجبني شاب لحسن أخلاقه والتزامه، وقد شعرت منه نفس الشعور ولكن ليست بيننا أي علاقة أو اتصال سوى أنني قد أراه بين الحين والآخر ونتحدث قليلا.
المشكلة؛ أنّه ينتظر أن يكمل دراسته العليا، بعد شهور لكي يأتي ويتقدم لأهلي، وأيضا لكي يحضر أهله معه فهم يعيشون في مدينة أخرى.
لا أعرف هل أنتظره؟ في حين أن هناك من يتقدمون لخطبتي، وهم أيضا جديرين بالإحترام وأصحاب مناصب جيدة.
علما بأنّي بدأت أفكّر بعقلانية أكثر، ولا أريد أن أندم يوما ما على رفضي لمن يتقدمون، إذا لم يحدث نصيب بيني وبينه.
عتيقة/ العاصمة
الرد:
كثيرا ما تمرّ بالإنسان في هذه الحياة مواقف مصيرية، لا بد أن يتخذ فيها القرار المناسب، والعاقل هو الذي يوازن بين المصالح والمفاسد على نحو صواب، وغالبا ما يكون لكل أمر إيجابياته وسلبياته.
في هذه المواقف؛ ينبغي على الإنسان أن يتخذ الخطوات التالية:
1. أن يتخلّص من المؤثرات الخارجية والدّاخلية التي تجعل الإنسان لا ينظر إلى حقيقة الأمر.
2. أن يحاول أن يتخيّل هذا الأمر يعرض عليه من الآخرين، بمعنى أن ينظر للمشكلة من الخارج، لأنّ الناظر من الخارج، أقدر على الإلمام بجوانب الأمر كلها.
3. عليه بطلب الرأي السّديد ممن يثق بخبراتهم وتجاربهم، من آباء أو أمهات أو أعمام أو أخوال أو أصدقاء أو إخوة.
عليك بأن لا تغفلي باب الله عزّ وجل، وذلك من خلال الإستخارة، ثم تعزمي على الأمور، فما يسره الله فهو الخير وارتياح النفس هذا بشكل عام.
أما بالنسبة لأمر الزّواج، إنّه لا يبنى كثيرا على الحب أو الإعجاب، لأن هذا الأمر غير منضبط، وقد يعجب الإنسان بشيء ثم يعجب بغيره.
العبرة في الإختيار هو ما وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال :" إذا أتاكم من ترتضون دينه وأمانته فزوجوه"، فإذا كان تقدم لك من ترى أنّه تتحقّق فيه الشّروط اللاّزمة، دينا وخلقا وأمانة، التي ترينها مناسبة لك، فأرى أن توافقي.