مهمة والداي قذف زوجتي بما يستحي اللسان ذكره
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أما بعد:
أنا فريد من مشرية، تزوجت ورزقت بولد وبنت أتعرض للسخرية والاستهزاء من قبل الناس، فهم يقولون سترت زوجتك، أي لم تتزوج إلا بفاجرة، و أتفاجئ بهذا الكلام الشنيع الباطل، واكتشفت بأن والدتي هي من أشاعت هدا الخبر وإذاعته، رغم انه بهتان وقذف وزور وكذب،
أصيبت بوسواس وشك فى زوجتي، عندما سمعت هذا الكلام ، أصبت بإحباط والقلق الدائم، فكرهت والدتي لأنها سبب ذلك وكذلك والدي،
دائما أفكر في الانفصال عن زوجتي، إلا أنى أخشى المعصية، لأنها مظلومة، وقد تزوجتها بكرا ولم تخدعني، إلا أن شخصيتي الضعيفة لا تقدر على سماع مثل هذه الإشاعات الباطلة، ولا أرضى بها لأنها إشاعات ظالمة أدعوا الله ان أجد حلا لهذه ، ولك في ذلك أجر عظيم سيدتي نور
حمزة/ سيدي عيسى
الرد
أولا:المشكلة كما يبدو من وصفك لا تكمن في زوجتك وإنما في والديك، فأنت تقول بأن أمك هي التي أشاعت الخبر، وأبوك يعايرك بذلك. أما زوجتك فكما تقول لا ذنب لها ، وهي بكر لم تخدعك كما يزعمون ، ولما أصبت بوسواس وشك من جراء ما يقولون، أقنعتك وذكرتك بحالها حين دخلت بها .
إذن المشكلة لا تكمن في زوجتك وإنما في والديك ، فعليك أن تسعى جاهداً في إقناعهم بالكف عن اتهام زوجتك وتخويفهم بخطورة هذا الأمر عليهم ، وهم يعلمون حد القذف الذي جاء مشدداً لخطورة التعرض لأعراض الناس، وهي إن لم تأخذ حقها في الدنيا فسوف تأخذه في الآخرة .
ثم حذرهم من خطورة أن ينشأ أولادك على سماع ذلك، فإضافة إلى تأثيره المباشر على شخصياتهم وثقتهم في أنفسهم سوف تتزعزع ثقتهم بأحد الطرفين ( والديك أو والدتهم ) بل ربما أصبحوا يحملون في صدورهم، كراهية وحقداً لأحد الطرفين، والأقرب أن يتجه ذلك لوالديك .
ثانيا: رغم وصفك الجيد للمشكلة إلا أن هناك بعض المعلومات لم تذكرها مع أهميتها لفهم المشكلة وحلها، على سبيل المثال : متى بدأ والداك في الحديث عن زوجتك؟ وهل كانا راضيين ابتداء عن زواجك بها ؟ وما الذي دفعهما إلى اتهام زوجتك ؟ وهل لذلك علاقة بتصرفات زوجتك وعلاقاتها ؟ بمعنى هل تقوم زوجتك بما يثير الريبة حولها ؟ أو أن الأمر لا يتعدى خصومات بينها وبين والديك لسبب آخر لا علاقة له بوجود تصرفات مريبة من قبل زوجتك ؟
إن الإجابة على هذه التساؤلات، ستمكنك من فهم دور كل من والديك ودور زوجتك في المشكلة ، وبالتالي تستطيع أن تطالب كل طرف بتحمل مسئوليته، والتصرف بطريقة تهدف إلى حل المشكلة لا تضخيمها .
ثالثاً : ثم ما دورك أنت - وهو الأهم - في المشكلة، هل ضعف شخصيتك أو حالة التردد في اتخاذ موقف مناسب، سبب في حدوثها أو تضخمها ، ثم ماذا تستطيع زوجتك أن تعمل لترد عنها إدعاء والديك في ظل ضعفك أو ترددك؟ وبما أن المشكلة مؤرقة لك فقد تكون فكرت في حلول فما هي؟ ففي ضوء فهم المشكلة حدد الخيارات المتاحة أمامك، وضع في قائمة إيجابيات كل خيار وفي قائمة أخرى سلبياته ، ثم قارن بين الخيارات واضعاً في الاعتبار أن أي خيار تسلكه ربما يتضمن سلبيات ، لكنه من باب أخف الضررين .
ربعاً: اتق الله فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، فقد وصفت ما رميت به زوجتك بأنه بهتان وقذف وزور وكذب، وإذا كان الأمر كذلك فمن الظلم أن تشك في زوجتك، ولا تنس أن الأصل براءتها، ولا يزول الأصل إلا بدليل بين، ثم لا تنس أن أطهر النساء اتهمت في عرضها ولم يزدها ذلك إلا شرفاً ورفعة عند الله ، حيث أنزل براءتها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، وما ذلك إلا لعظم الأمر، أكثر من دعاء الله بأن يهديك ويزيل همك وغمك وأن يصلح لك زوجتك وذريتك ووالديك وأن يكف ألسنة الناس عنك فلا يذكروك إلا بخير.