شاطئا بحر الحب: حــاء وبــــاء بين هذا وذاك ســــر.. فضـــاءُ
بين ذين الحرفين فاضت حــــروفٌ ودموعٌ .. وأنفـــسٌ.. ودمــــاءُ
بين ذيـن الحـــرفين رحلة تــوقِ خائضوها العشــاق والأوليــــاءُ
كـلّـما لاحَ بـالتّجلِّـي جَـمــالٌ أقلعـــوا حيث مـا هنـاك انتهـــاءُ
كـمْ تـرامـتْ ما بين حرفيه فُــلكٌ فـإذا الشَّــاطِئانِ مـــاءٌ ومـــاءُ
ضاع منها جوديها فاستهــــامتْ وانتفى الأيْــنُ ..فـالأمــــامُ وراءُ
بين حرفيه يســجد العقل.. تعنـــو للـجنــونِ المقــدّسِ العُقــــلاءُ
فـتـذوب الفـروق ما بين حرفيـــ ـه.. يؤاخي الأضداد حـاء وبـــــاءُ
فـــإذا بالطُّــلول تــورق حـبا والقصور الزهراء شُعثٌ خـــــــاءُ
والغناء..البـكاءُ.. ذَوْبُ شــــعورٍ والشــــقاء الوبيل نعم الهنـــــاءُ
بين حرفيه دورة الكـون تجــــري فـله تُمطِــر البــلادَ السـمـــاءُ
وله الأرضُ تعشق الشمس ..حــــتى يتنــــاغى مع الظلام الضيـــــاءُ
عـــــازفين الحياة لحناً .. فإمّــا ينضب الحب يستبد الفنــــــاءُ
كـل شـيء في الكون يعشق شيـئا فلمـــاذا لا يعشـــق الشعــراءُ
بيـن ذيـن الحـرفـين رفرف قلـبي أطبـقا حـوله .. فحم القـضـــاءُ
آه يا رب ..إن حرفيك "حــــب" مثـل " كن " فــاعل بهـا ما تشــاءُ
ربنـا الكون للمحـبـة ظـــام عـــاث فيه تبـاغض.. وعـــداءُ
فاغمرنه ما بين "حــاء" و"بـــاء" ينتـف الحقد.. يستتـب الصـفــاءُ
ولتدعنا في الحب نحـيا و نفـنى فمقام الحب الجميــل اصطفـــاءُ