الحلقة الأولى لـ«بيرس مورغان تونايت».. إغراق في النفاق
تم الترويج له على أنه صحافي تابلويد عدواني إلى حد بعيد
بيرس مورغان وبرنامجه الجديد «بيرس مورغان تونايت» على قناة «سي إن إن» («واشنطن بوست»)
واشنطن: هانك ستويفر*
إذا كنت ممن شاهدوا برامج قناة «سي إن إن» خلال الأسابيع القليلة الماضية، فلا بد من أنك قد شعرت بالسأم من الشخصية التلفزيونية البريطانية بيرس مورغان. قبل وقت طويل للغاية عرضت الحلقة الأولى من برنامج «بيرس مورغان تونايت» على الشبكة مساء الاثنين بفضل طوفان الترويج والإعلان.
تم الترويج لمورغان على أنه صحافي تابلويد عدواني إلى حد بعيد يمتلك موهبة عقلية كبيرة وقدرة على الوصول إلى أكثر الأشخاص شهرة في العالم، أضف إلى ذلك أنه يمتلك اللكنة البريطانية التي تضيف مزيدا من الجذب.
بعد كل هذا الحشد الإعلامي من الدعاية، كانت الحلقة الأولى لمورغان واحدة من حلقات التملق وغير ضرورية إلى حد بعيد مع سيدة الأعمال الناجحة أوبرا وينفري. كانت ساعة رتيبة مسجلة (قال مورغان إنه يفضل المقابلات المسجلة) على شبكة في أمس الحاجة إلى برنامج حواري ديناميكي حافل بالأخبار. ألم يكن الهدف من إذاعة هذا البرنامج أن يحل محل برنامج لاري كينغ. لكن تبين أن الأمر أصعب مما قد يتخيله البعض.
اشتهر عن وينفري أنها الشخصية الأصعب في إمكانية حلولها ضيفة على برنامج حواري، لكنها عندما تحدثت مع المذيع التلفزيوني امتدحت مورغان واصفة مقابلتها معه بأنها المقابلة الأصعب لها في حياتها. وقد أذاعت قناة «سي إن إن» تلك الجملة ما يقرب من 8.3 مليون مرة خلال الأيام القليلة الماضية، زادت من تقويض ثقة غالبية مشاهديها في مصداقيتها.
مرحبا «سي إن إن»، لقد قالت وينفري إنها واحدة من أصعب المقابلات التي أجرتها في حياتها. ربما تكون واحدة من أصعب المقابلات التي أجرتها في حياتها، لكن ذلك لا يعني شيئا عدا لفريق تسويق بيرس مورغان الذي أوكلت إليه مهمة إقناعنا بأن مورغان أكثر الأشخاص ذكاء وعلاقات على وجه الأرض.
هراء، كما يقول البريطانيون، فصحيح أن وينفري واحدة من بين أكثر الأشخاص الذين يصعب إجراء مقابلات معهم، لكن المقابلة كانت رديئة، امتلأت بعبارات الإطراء والمجاملة، جعلت مقابلتها مع باربرا والترز الشهر الماضي أشبه بحوار ديفيد فروست مع الرئيس ريتشارد نيكسون في ما بعد فضيحة «ووتر غيت». لم يكن هناك ما تبقى لكي تسأل عنه وينفري، وعلى أية حال فقد ملأت أوبرا الفراغات بمزاعمها بشأن مهمتها الإلهية بالقول: «أنا هنا لكي أنقل رسالة الأمل والغفران».. إلى آخره.
في بداية البرنامج طلب مورغان من وينفري أن تلمسه قائلا: «إن كل ما تلمسينه يحقق نجاحا»، ومن ثم قامت وينفري بلمسه، وهذا جعله يندفع صارخا: «لقد نجحت، لقد نجحت، لقد لمستني أوبرا».
حسنا، سنرى.
لم تكن وينفري ضيفا غير ممتع فقط، بل إن حضورها شوه من محاولة الحكم على ما إذا كان برنامج مورغان سيكون ناجحا أم لا.
وستظهر حلقة يوم الثلاثاء من البرنامج بما سيكون عليه برنامج «بيرس مورغان تونايت» خلال ليلة عادية، فسيكون ضيفه هيوارد ستيرن وستجري المقابلة (مسجلة أيضا) في الديكور نفسه الذي يشبه خلفية «ويندوز إكس بي» بمربعاتها ذات الألوان الزرقاء المتدرجة التي تطفو في الفضاء (صورة الخريطة والحوائط السوداء التي كانت تقف وراء لاري كينغ لم تعد سوى ذكرى جميلة الآن).
سيجري مورغان أواخر الأسبوع الحالي مقابلة (أو ربما يكون قد أجراها بالفعل) مع كوندوليزا رايس ثم جورج ونيك كلوني. ثم يتحدث يوم الجمعة إلى نيك غيرفايز والذي كان تقديمه الغريب لحفل جوائز «غولدن غلوب» يوم الأحد إما أرفع دعابة لما بعد الحداثة في هوليوود، أو إخفاق غير مرح على الإطلاق.
من ناحية إيجابية، أنا ما زلت أشجع فكرة «بيرس مورغان تونايت»، واثقا في تركيبة روح العصر الأميركية الليلة وحاجة المشاهير إلى تقاسم أسرارهم مع دخيل يفترض أن يكون أقل احتراما وأكثر جرأة في الحوار معهم. أنا أود أن أرى ما سيفعله شخص مثل مورغان مع وجبة الأخبار الرخيصة والمكائد التي دعمت لاري كينغ كل تلك السنوات، كما هو الحال عندما يتعرض شخصية مشهورة للقتل بصورة مأساوية، أو الاتهام بجريمة شائنة كسرقة بضائع من محل. الانطباع الأول لبرنامج «بيرس مورغان تونايت» يشير إلى برنامج أشبه بالصالونات والتحفظ.
إذا كان علينا أن ننتظر ساعات طوال حتى يعثر مورغان على البيئة الملائمة له، فلن يمثل ذلك مشكلة، لكن كما نعرف جميعا فإن أبراج القنوات الكابلية لا تملك سوى بضع ثوان كي تجعلنا نقرر نوعية البرنامج.
كانت شعبية برنامج مورغان قد هبطت إلى الحضيض في الساعات الأخيرة قبل العرض الأول لها في الساعات الأولى التي سبقت عرضه، عندما أجرى مذيعو قناة «سي إن إن» الآخرين - بليتزر وسبيتزر وبلينكين وبلوندي - مقابلات معه حول برنامجه الجهنمي. فعندما سأله بليتزر حول أكثر الأشخاص شهرة الذين يرغب في إجراء مقابلة معهم، رد مورغان بأنه الأمير ويليام وخطيبته وكيت كيدلتون، محاولا أن يتجاوز الحقيقة لأنه على معرفة وثيقة بالأمير.
ثم عاد مورغان إلى نغمة التملق ذاتها قائلا لبليتزر: «لقد كنت واحدا من أفضل الصحافيين الذين حلمت بلقائهم». أثار التملق شهية بليتزر الذي أشار إلى أن ليلة الاثنين ستكون اللحظة الأهم في ماضي وحاضر شبكة «سي إن إن»، قبل 20 عاما من اليوم الذي توجهت فيه أبصار العالم تلقاء شبكة «سي إن إن» لمتابعة قصف العراق عام 1991 أثناء حرب الخليج. لقد جعلنا ذلك، لسوء الحظ، نفكر كثيرا حول «سي إن إن» مختلفة في حقبة مختلفة كلية.
* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»