القصة الكاملة والتفاصيل الدقيقة لعملية الموساد لاغتيال خالد مشعل قائد حركة حماس الحلقة 1
الموضوع: شخصيات ومواقف / الفوال
الملك حسين كان يمنع مدير ادارة المخابرات من اغلاق مكاتب حماس في الاردن
اداةر المخابرات الاردنية كانت ترى في مشعل قائدا مهما باسلوبه الخاص
مشعل: اتخذ الملك حسين موقفا رجوليا بالتصميم والحكمة والشهامة
البطيخي: سياتي اليوم الذي يكون فيه خالد مشعل رمزا للشعب الفلسطيني
ملخص ما نشر
في الحلثة الماضية تابعنا رحيل الملك حسين ملك الاردن وتنصيب الامير عبد الله ملكا على الاردن على غير المتوقع ثم بدأنا في رصد الاوضاع التي بدأت بالحملة التي قادها رئيس جهاز الاستخبارات الاردني البطيخي في الحرب التي شنها على حماس في الاردن وكيف ان خالد مشعل وموسى ابو مرزوق لم يطالهم الاعتقال حيث غادرا الى طهران... وتتوالى الاحداث المثيرة في هذه الحلقة
الملك الجديد للاردن
في عمان كان الملك عبد الله الثاني يخضع لاختبار مختلف تماما في تخل زي معنى عن ثوابت سياسة والده حاز تضيقه الخناق على حماس الثناء بوصفه الخطوة الاكثر جرأة حتى ذلك الوقت من قبل شاب اعتلى العرش قبل وقت قصير كان عبد الله قد كشف انذاك عن احترام مدهش لياسر عرفات شكل ذلك بالتأكيد تحديا لحماس وبقيامه بذلك بدا ان الابن ينأى بنفسه عن ارث والده التاريخي بين عبد الله (كل جندي جيد يعرف ان عليه خوض معاركه في وقت ومكان من اختياره كان ينبغي ان الاحق هؤلاء الرجال عاجلا ام اجلا) اكد مسؤلون اردنيون ان الغارات على حماس حصلت نتيجة تعاون امني ثلاثي الاطراف بين المسؤول: نحن نساعد الفلسطينيين في تحادثات السلام مع اسرائيل راقب الامريكيون
النظام الاردني الجديد عن كثب الذي كان يعتمد عليهم للحصول على مساعدات خارجية جوهرية حطت وزيرة الخارجية الامريكية مادلين اولبرايت الرحال في المنطقة في خلال ايام لتجديد الجهود الرامية الى بث الروح في مذكرة تفاهم واي كانت تنوي زيارة عمان حيث اصبح واضحا تماما ان الملك عبد الله قد خضع للضغط المتواصل من واشنطن الذي كان والده قد قاومه طويلا
اصدر الاردن مذكرات اعتقال بحق مشعل وابومرزوق ونزال وابراهيم غوشة الرجل العجوز والمريض المكلف بالعلاقات مع وسائل الاعلام الذي كان قد غادر الاردن مع مشعل وابومرزوق واربعة من اعضاء الحركة اصبح عضوان اخران اقل شهرة في المكتب السياسي سامي كثير وعزت الرشيق رجلين مطلوبين ايضا
حرب الاستراتيجيات
باستثناء موسى ابومرزوق كان الاخرون مواطنين اردنيين بدا ان استراتيجية البطيخي لالغاء حماس من المشهد تستند الى اعتقاده ان التهديد باحكام سجن طويلة لدى عودتهم الى الاردن ستمنع هؤلاء من العودة لكن في تقليد لاستراتيجية موسى مرزوق في ماتهاتن التي تحدى المهندس من خلالها الاسرائيليين بترحيله لمواجهة المحاكمة بعث مشعل برسالة من طهران قال: لم نفعل شيئا غير قانوني سنعود الى الوطن نحن لسنا غرباء لسنا متوسولين
في مقابلة على قناة الجزيرة صعد مشعل اللهجة ملقيا على مسامع الملك الجديد محاضرة عن لطف والده الراحل (حركة حماس التي كانت معروفة لوالدك الملك حسين رحمه الله هي حماس نفسها التي تعيش اليوم في الاردن مذكرا القائد الشاب بانقاذ ابومرزوق من السجن الامريكي ثم تعامل الملك حسين الماهر مع محاولة الموساد لاغتياله بين مشعل الاختلافات بين الاب والابن اتخذ (الملك حسين) موقفا رجوليا مليئا بالتصميم والحكمة والشهامة لسوء الحظ لقد تغير الموقف نحو حماس
كانت الاجراءات الصارمة في الواقع كابوسا على الحركة وسط زيادة الشكوك في الاراضي المحتلة كان الاردن الى حد كبير الافضل بين الدول المجاورة لاسرائيل التي يمكن من خلالها لحماس نقل السلاح والاموال كان عدد اللاجئين الفلسطينيين الضخم فيه يقدم غطاء ممتازا لقياديي حماس وكانت الاتصالات وامكانية الوصول الى الاراضي المحتلة جيدة
تفتيش مشعل في المطار
لكن تلك الاجراءات الصارمة لم تكن مفاجئة تماما كانت حماس قد تلقت تحذيرات مبطنة قبل اسابيع انه اذا غادر قياديوها البلاد ربما تجعل السلطات المحلية عودتهم صعبة في الوقت نفسه تقريبا كان مشعل قد خضع لتفتيش شخصي مذل في مطار الملكة علياء في عمان والذي افترض انه رسالة من سميح البطيخي لم يكن رجال امن المطار ليجرأوا على مسه من دون اوامر مباشرة من فوق
الغريب ان المكاتب التي كانت حماس قد عملت من خلالها طيلة عقد تقريبا تحت عيون ادارة المخابرات العامة اضحت انذاك تعمل بشكل غير شرعي في عمان اصبح مستحيلا فصل الحقيقة عن الخيال عندما بث مسؤولون رفضوا الكشف عن اسمائهم مجموعة من الادعاءات لو ان نصفها كان صحيحا لشكل ذلك اثباتا على خلاصة غير محتملة بان وكالة استخبارات البطيخي كانت نائمة في ما مضى
تضمنت الادعاءات القيام بمصادرة الاف الصفحات من معلومات خطيرة وحساسة عن الاردن وافراد مهمين في المملكة من مكاتب حماس ان الحركة كانت تدرب مجندين في مناطق نائية اكتشاف مخابئ للاسلحة والمتفجرات في مناطق مختلفة من البلاج تزوير جوازات سفر اردنية وان مشعل كان يجند اسلاميين من مخيمات لاجئين محلية وجامعات ليعملوا كجامعي اموال ومراسلين لنقل رسائل الى الاراضي المحتلة
وصية مدير المخابرات الاردني
بعد اسبوع تم تشديد الضغط عندما تسبب المسؤولون انفسهم الذين رفضوا الكشف عن اسمائهم بشر الخوف في الاردن بادعاءات عن اكتشاف دليل على عمل خلايا حماس العسكرية في الاردن هددت تلك المزاعم بتكرار اراقة الدماء والفوضى التي حدثت في عام 70 عندما كانت قوات ياسر عرفات قد تحدث الملك حسين قال مسؤول لرائد حبيب من وكالة الصحافة الفرنسية وجدنا انفسنا في موقف مشابه لايلول الاسود مع كل ذلك كانت التهمة الرسمية الوحيدة ضد أي من المعتقلين هي عضوية منظمة غير شرعي وحيازة سلاح غير قانوني في كواليس مسرحية النظام تلك تبين ان البطيخي هو الذي اوصى بسحق حماس لم تكن كراهية رئيس ادارة المخابرات العامة منذ وقت طويل لخالد مشعل سرا لطالما كانت لدى البطيخي الموارد لاغلاق مكتب حماس السياسي لكن في السابق كان الملك حسين يمنعه
استفاد انذاك البطيخي من شعور الملك الجديد بعدم الاسقرار كانت هناك معلومات قليلة في التسريبات المنظمة ضد حماس بعد اسابيع من الغارات لكن ادارة المخابرات العامة كانت ترى ان مشعل يشبه عرفات ليس بالضرورة محرضا محتملا على ايلول اسود اخر في الاردن وانما كقائد مهم باسلوبه الخاص كانت ادارة المخابرات العامة تعتقد ان جاذبيته في المجتمع الفلسطيني الكبيرة في الاردن ربما تقوض موقف ملك يفتقر للخبرة والذي كان بنفسه كما لاحظ مراقب مقرب يستحوذ التخلص من خالد مشعل على تفكيره
الاجتماع الوحيد مع مشعل
كان من الممكن اشهار نسخة من الاتهامات ضد حماس في أي وقت في العقد السابق لكن في الايام الغامضة الاولى لتولي الملك عبد الله الحكم كانت قوة حماس مبالغا بها في تقيمات الامن الوطني لادارة المخابرات العامة شرح عارف ببواطن النظام: كان البطيخي يقول ان المملكة تأتي اولا رفع البطيخي مستويات القلقل بين ضباط بارزين عندما عرض المشكلة طويلة الامد حذر قائلا: سيأتي اليوم الذي يكون فيه مشكل رمزا للشعب الفلسطيني
من وقت لاخر كان نزال المطارد يظهر من مخبئه في عمل اثار غضب مطارديه من ادارة المخابرات العامة قدم تعليقات صحافية كان احدها يغطي صفحة كاملة في يومية العرب اليوم المؤدية لحماس كان يقوم باجراءا اتصالات هاتفية يضغط على اصدقائه الاسلاميين والصحافيين بشأن حق المكتب السياسي بالعودة الى الاردن ومروجا لرايه بان تلك الاجراءات كانت نتيجة بغض البطيخي لمشعل
في السنوات العشر التي عملت في خلالها حماس في عمان كان مشعل في خمس منها رئيسا للمكتب السياسي لم يعقد هذان الرجلات سوى اجتماع واحد جليدي بعد محاولة اغتيال مشعل وفقط وبوساطة عضو اسلامي في البرلمان الاردني
عدم العودة للاردن
بعد تشديد الخناق على الحركة بقى مشعل واعضاء اخرون في طهران عدة اسابيع يفكرون في ما ينبغي فعله طار عضو اخر في المكتب السياسي هو عماد العلمي يقطن في دمشق الى ظهران لاجراء مناقشات وسافر مشعل الى العاصمة السورية حيث تشاور مع اعضاء في مجلس شورى حماس الهيئة السرية العليا التي تتخذ القرارات في الحركة والتقى مبعوثين من الاخوان المسلمين في الاردن الذين كما استنتج مشعل واخرون كان البطيخي يتلاعب بهم كانت النصيحة التي تلقوها من اخوانهم في الجماعة تكرار لرسالة ادارة المخابرات العامة من الافضل عدم العودة الى الاردن
المواجهة
لدى عودة مشعل الى طهران من دمشق قرر مواجهة البطيخي مقدرا ان لن يجرؤ على اعتقال قياديين بارزين في الحركة حجز لرحلة العودة الى عمان عبر دبي لاعضاء حماس السبعة الذين كانوا انذاك عالقين في العاصمة الايرانية منذ حوالي الشهر لكن مشعل كان قد اساء التقدير عندما حطت رحلة طيران الامارات عند التاسعة صباحا كانت هناك اوامر باغلاق مطار الملكة علياء بشكل كامل
استطاع ابومرزوق غير الاردني النزول من الطائرة لكن في قاعة الوصول تم القاء القبض عليه وارغامه على العودة الى الطائرة التي جاء عليها ليكون على متن رحلة العودة الى دبي ارغم الاخرون الذين تم احتجازهم ايضا في قاعة الوصول على تسليم جوازات سفرهم الى موظف امن اردني ثم تقييدهم بالاغلال واقتيادهم الى مركبات لقطع رحلة عبر المدينة بينما كان رجال الامن يحاولون تفريق حشد اعلامي
اخيرا مثلوا امام محكمة عسكرية في المحاكمة كما هناك كثير من الضوضاء لكن القليل من الاجراءات القانونية استفادت حماس من خدمات محام بارز في عمان هو صالح العرموطي وفريق من محامين متطوعين اخرين وسط انطار غاضب لاي مخالفة تم التركيز على غوشة خاصة بتهمة حيازة اسلحة عندما صرخ المدعي العسكري على غوشة وبخاصة محامي حماس الرئيسي العرموطي قائلا: اخفض صوتك الشخص الذي تتكلم اليه مجاهد يحظى باحترام شعب الاردن كله
في غياب أي تقدم تم اقتيادهم الى زنزانات لقضاء الليل بعد جولة اخرى غير مجدية في المحكمة صبيحة اليوم التالي امرت المحكمة باحتجاز الستة مدة غير محددة في سجن الجوادية على مشارف عمان الجنوبية.