حياتي سلسلة زيف لأني لا أعرف من أكون
أنا شابة من العاصمة
متحصلة على شهادة جامعية، موظفة بسيطة والحمد لله، كنت في سعادة كبيرة وراحة بال لا تقدر، لكن بين عشية وضحاها، وجدت نفسي أسيرة أحوال الحياة، التي انقلبت علي، تربيت وسط عائلة بسيطة، وأنا الفتاة الوحيدة، فيها كبرت بفضل والدتي التي سهرت علي وعلى تربيتي، ووالدي الذي كلما احتجت إلى أمر ما، يوفره لي ويلبي كل طلباتي، الكل أحبني الأقارب والجيران، كان هناك أمر دائما يشعرني بالقلق منذ كنت مراهقة، وأنا أشعر بالتوتر وكأنما ينتظرني أمر ما أو هناك سر دفين، لا أعلمه كلما نظرت إلى والدتي، أو احتضنتني، رأيت في عينيها بريق حزن تخفيه، وراء ابتسامة حنونة، كم تمنيت لو كان لدي أخ أو أخت يؤنسن في وحدتي، لكن والدتي لم تستطع، فالطبيب منعها من الحمل مجددا، هذا الأمر بات يقلقني، وكذلك شيء آخر، لم أكن أشبه والدتي ولا والدي في شيء، ولا حتى أقاربي، هذه الأمور جعلتني أشك في حقيقة نسبي لعائلتي، وأردت التحقق من ذلك، ارتأيت أن أكثر الأسئلة على أمي، فيما يخص يوم ولادتي وكيف كانت تشعر حين حملت بي، فحاولت التهرب قدر الإمكان من الإجابة، ثم أطلقت بعض الردود التي أكدت لي أنها كاذبة استجمعت قواي وتمالكت نفسي حتى لا أثير شكوكها بظنوني، إلى أن تأكدت من المسألة، عندما كانت تحادث خالتي عني، ولم تلتفت إلى دخولي بعد أن فرغت من حديثها، لم أحتمل ما سمعت فدخلت مباشرة إلى غرفتي دون أن أسلم عليهما، لم أستطع أن أواجهها، أو أسألها عن سبب كل تلك الحياة الزائفة التي جعلوني أعيشها، قلبي يتقطع دما بين حبي لهما وبين غضبي عليهما، لماذا لم يصارحنني بذلك منذ كنت طفلة صغيرة، وحتى هما لم يقدرا على مواجهتي بالحقيقة، أو سؤالي إن كنت أشك في الأمر، اكتفيا بالقلق علي وعدم طرح الأسئلة، أصبحت أتحاشى الحديث إليهما، وأتفادى اللقاء أو الجلوس معهما، أكثر من هذا أفكر في ترك المنزل، لأبحث عن عائلتي الحقيقية، أشعر وكأنني وسط الظلام الحالك، لا أعرف أي طريق أسألك ساعديني أرجوك ...
راضية ن م باتنة
الرد :
إنني حقا أشعر بمرارة الألم الذي انتابك، فقضيتك مؤثرة ومعقدة نوعا ما، لكن أرجو منك الهدوء والتصرف بعقلانية، أنت والحمد لله شابة متعلمة مثقفة ومتفهمة، ذلك يمكنك من استجماع قواك لمواجهة الموقف، عزيزتي لا تلومي نفسك، أو أهلك، تلك المرأة التي ربتك وكانت أفضل صدر حنون أمك، التي رغم أنها لم تلدك، إلا أنها قامت بدورها على أكمل وجه، ووالدك كذلك، يفترض أن تحمدي الله وتشكريه، فمن يعلم ربما لولاهما لكنت أو عشت حياة غير هذه التي عرفتها، أو تشردت أو...أو، أنصحك بالتفكير مليا، وتذكري تلك السعادة التي اعترفت أنك عشتها، فهي كفيلة بأن تخلصك من الغضب والعتاب، واجهي الحقيقة وتقبلي الواقع، ولو كان مرا، ففي تقبلك إياه وتكيُفك معه، سوف تجدين الراحة، تحدثي إلى والديك، لكي ينزع هذا الستار، وربما كانا ينتظران الوقت المناسب، ليعترفا لك بالحقيقة فقط الظروف عجلت بذلك، تحدثي معهما، واطلبي منهما توضيحا، وإن كان يملكان معلومات عن أهلك الحقيقين، فقط هما كفيلان بهدايتك إلى النور، وإخراجك من الظلام، ومهما يكن إنهما الوالد والوالدة، يجب أن تنال رضاهما أليس كذلك؟