في مجتمع يكفر بالمشاعر .. ضريبة الطلاق دفّعتني غاليا
أتقدم بتحياتي
الخالصة إلى طاقم الجريدة وقرائها الكرام، أنا شابة تبلغ من العمر 28 سنة، خلوقة وطيبة من عائلة بسيطة ومحترمة، عانيت كثيرا في حياتي خاصة بعد طلاقي، إذ تزوجت في سن مبكرة ارتبطت برجل أحببته، واعتقدت أنه يبادلني نفس الشعور، كان يعيش في الغربة مما أبعده عني، لأشعر بالوحدة القاتلة كلما طلبت منه أن أذهب للعيش معه في الخارج، أو يعود إلى أرض الوطن، يتهرب من الموضوع، عشت عامين تقريبا معه إلى أن طلبت من أحد أقربائي التحري عنه في الغربة، لأنه يقيم معه في نفس المنطقة، فكانت النتيجة أنه كشف أمره، كان رجلا متزوجا وله طفلة من زوجته الأجنبية، صدمت كثيرا وأصبت بخيبة أمل كبيرة، لأنه تلاعب بمشاعري وكذب علي، قررت الانفصال عنه والعودة إلى بيت أهلي، والاهتمام بنفسي وما هي إلا أسابيع حتى طلقني بدلا من الاعتذار أو طلب العفو، كرست كل مجهوداتي ووقتي في العمل، حتى أنسى تجربتي، في نفس الوقت تعرفت على صديقة لطيفة كانت بمثابة الصدر الحنون والسند الذي يقف بجانبي، كلما جاءتني نوبات الحزن والأسى، وتمد إلي بيد العون والقوة، كلما ضعفت توطدت العلاقة بيننا، إضافة إلى كونها زميلة في العمل عرفتني على أهلها، كما تعرفت على أهلي وكأننا من عائلة واحدة، كان لديها أخ يصغرني بعامين، كان هو الآخر بمنتهى الود واللطف معي، كنت آراه تقريبا كل يوم، فهو من كان يوصلني إلى البيت، يوما بعد يوم توطدت العلاقة بيننا أصبح يخاف ويقلق علي وأنا مثله، أصبحنا صديقين حميمين، يعرف عني كما أعرف عنه كل شيء، ودون قصد وقعنا في الحب، ونشأت بيننا علاقة حب حميمة، لا أعرف كيف استطاع أن يخرجني من قوقعتي أنساني خيبتي الأولى، وزواجي الفاشل لأهيم في التفكير به الليل والنهار، حتى أخته على علم بعلاقتنا وفرحت بذلك، المشكل سيدتي أنني خائفة من رد فعل أهله، عندما يكتشفون حبنا لن يتقبلوا أبدا، بعدما استنتجته من مخالطتهم، أن يرتبط ولدهم بشابة مطلقة، أو من تكبره في السن، في الحقيقة لم يعرض علي الزواج بعد، أشعر بالخوف والقلق الشديد، ماذا لو شعر بالخجل بي، أحيانا أشعر بأني لا أناسبه فأفكر في الانسحاب من حياته، لكن حبي الكبير له يمنعني، أنا حائرة جدا وخائفة، بماذا تنصحيني؟
سهام نم بجابة
الرد :
أختي الكريمة، أتفهم خوفك وحيرتك وذلك أمر طبيعي، ومن حقك كأي فتاة على علاقة بشاب ما، أن تحتار على مصير هذه العلاقة، خاصة بعد التجربة الفاشلة التي تخطيتها، بفضل الأمل الذي أرجعه إليك الحبيب الثاني، عزيزتي أنصحك بضرورة التحدث إلى حبيبك، لمعرفة مدى اقتناعه بك، وما هو مصير هذه العلاقة، أو التحدث إلى أخته، التي من محاسن الصدف، أن تكون صديقتك المقربة، فهي تستطيع مساعدتك حتما، والوقوف إلى جانبك، اعلمي أن الحب لا يخشى الصعاب والعراقيل، ولا يعرف الفروق والاختلافات، فارق السن بينكما ليس شاسعا ولا مخيفا، وكونك مطلقة ليس ذنبك، لا أعرف لماذا للأسف لا تزال في مجتمعنا الذي يبدو وكأنه متقدم ومتفتح في أمور تمس عاداتنا وأخلاقنا، وفي نفس الوقت لا يزال منغلقا في مثل هذه الأمور، التي لا تستدعي أي اهتمام، حاولي قدر الإمكان الحفاظ على حبكما وعلاقتكما، ولا داعي للخجل أو تداعي الأمور في مخيلتك، لكن من حقك قطع الشك باليقين، ومعرفة ما ينتظرك، أدعو لك بالتوفيق .