ادب مترجم
الوجه المفقود لجاك لندن
علي سالم
الوجة المفقود
Lost Face
جاك لندن
ترجمة علي سالم
تلك هي النهاية إذن . لقد سار سوبيانكوف فوق طريق طويل من المرارة والألم والرعب ، مثل حمامة يسوقها الحنين لعواصم أوروبا ، وهنا ، على أقصى مايكون من البعد ، في روسية الأمريكية ، توقفت رحلتة. وجلس في الثلج ، موثق اليدين ، في إنتظار التعذيب . كان يحدق بفضول بقوزاقي ضخم ، يئن ألماً في الثلج أمامة . لقد انتهى الرجال من تعذيب ذلك العملاق وسلموة الى النساء . وأثبت لة بكاء الرجل إن وحشيتهن كانت أشد من وحشية رجالهن .
واصل سوبيانكوف النظر ، وأعترتة رعدة خفيفة من الخوف . لم يكن يخشى الموت . لقد حمل حياتة بين كفية طويلاً ، فوق ذلك الدرب الوعر الممتد من وارشو إلى نولاتو، ولايمكن لمجرد الموت أن يثير فية تلك الرعدة . لكنه كان يخشى التعذيب . أنه يسيء إلى روحه . وهذه الخشية، بدورها ، لم تكن بسبب الألم الذي سيتعين علية مكابدتة ، ولكن بسبب ذلك المشهد المخزي الذي سيجبرة الالم على الإنخراط بة . كان يعلم انه سيتوسل ، و يتضرع ، و يطلب الرحمة ، حتى بعد أن شهد تعذيب إيفان الضخم ومقتل الآخرين قبلة . لكن التوسل لن يكون مجدياً. المجدي هو أن يقضي نحبة بشجاعة كمحارب نظيف ، ترتسم على محياة ابتسامة ساخرة من الموت . آه! تلك هي الطريقة المثلى للموت . لكن أن يفقد زمام السيطرة ، وأن يدع آلام جسدة تنال من روحة السامية ، أن يصيح ويبربر كقرد ، أن يدع الألم يحيلة الى أشد البهائم إنحطاطاً ، هذا هو الشيء الأشد رهبة الذي كانت تخشاة روحة
لم تكن ثمة فرصة للهرب . لقد أصبح منذ البداية ، ومنذ أن أستقر ذلك الحلم الناري بإستقلال بولندا في رأسة ، ألعوبة في يد الأقدار . منذ البداية ، في وارسو ، في سانت بطرسبرغ ، في مناجم سيبيريا ، في كمشتكا ، وعلى القوارب المجنونة للصوص الفراء ، كان المصير يدفعة لهذة النهاية . لا شك إن القدر قد خط لة حروف هذة النهاية في عمق أساسات العالم - هو الجميل والمرهف ، وذو الحساسية المفرطة ، الحالم ، الشاعر ، الفنان . لقد تقرر منذ البدء ، قبل أن تحمل بة ذاكرة الوجود ، أن كتلة الحساسية الراجفة التي شكلت كيانة يجب أن تعيش في احضان وحشية فجة ، ومعولة كالذئاب ، وأن تموت في أرض الليل النائية هذة ، في هذا المكان المعتم ، الكامن خلف كل حدود العالم
وتنهد سوبيانكوف . إذن هاهو إيفان الكبير منبطح أمامة ، ايفان العملاق ، الرجل الذي بلاأعصاب ، الرجل الحديدي ، القرصان القوزاقي ، الرابط الجأش كثور ، ذو الجهاز العصبي المنخفض الإستجابة بحيث أن ما يحسبة الرجال العاديين ألماً مبرحاً لايكاد يكون بالنسبة الية الا مجرد دغدغة بسيطة . حسنا ، حسنا ، آمل أن يعثر هنود نولاتو هولاء على أعصاب إيفان لكي تقودهم الى جذور روحة الراعشة. كانوا بالتأكيد يقومون بذلك. لا يمكن للمرء أن يتصور كيف يمكن لرجل أن يعاني كل هذا العذاب ويظل على قيد الحياة. لقد دفع إيفان الكبير ثمناً غالياً بسبب إنخفاض مستوى الإستجابة في جهازة العصبي. لقد كان تحملة للتعذيب يفوق تحمل رجلين في آن واحد .
وشعر سوبيانكوف بأنة لم يعد قادراً على تحمل المزيد من عناء هذا القوزاقي . لماذا لم يمت ايفان ؟ سيصاب بالجنون لو لم يتوقف هذا الصراخ . ولكنة عندما يتوقف ، سيحين دوره هو . ونظر الى ياكاغا يقف هناك بإنتظارة ، أيضا ، وقد أخذ يبتسم الآن بترقب . لقد طرد ياكاغا هذا من الحصن قبل أسبوع واحد فقط ، وطبع على وجهة آثار سياط كلابة . ياكاغا هذا سيهتم بأمرة . لقد حضر لة ياكاغا ، بلا شك ،أصنافاً محسنة من التعذيب ، أصنافاً غريبة لايدركها الخيال ، أصنافاً مدمرة للأعصاب . آه ! لا بد أن مايعانية إيفان الآن رهيباً ، لقد أدرك ذلك من صرخاتة التي مزق بها صدر الفضاء . صرخاتة العني فة التي جعلت الهنديات اللواتي كن منحنيات فوقة ، يتراجعن الى الوراء ، وينفجرن في ضحك مرح ويصفقن بأيديهن . لقد شاهد سوبيانكوف ذلك التعذيب الرهيب الذي تم إرتكابة بحق إيفان وشرع يضحك بشكل هستيري . ونظر الية الهنود . لقد أدهشتهم ضحكتة ، لكن سوبيانكوف لم يكن قادراً على كبح جماحها .
لن يجدية الضحك نفعاً أبداً، وعلية أن يتمالك نفسة ، وشرعت التشنجات اللاإرادية التي ألمت بة تختفي بالتدريج . وحاول التفكير بأمور أخرى ، وترك ذاكرتة تسرح بة بعيداً في منعطفات حياتة الماضية . تذكر أمه وأبيه ، والمهر الصغير المرقط ، ومعلم الفرنسية الذي علمه الرقص وهرب الية نسخة بالية لأحد كتب فولتير . مرة أخرى رأى باريس ، ولندن الكئيبة ، وفيينا السعيدة وروما. مرة أخرى رأى تلك الثلة من الشبان ، وتذكر حلمهم المجنون ، حلمة هو أيضاً ، حلم إستقلال بولندا وتتويج ملكها وجلوسة على العرش في وارشو . آه ، من هناك كانت البداية ، بداية ذلك الطريق الطويل . لقد قضوا جميعاً ، ولم يبق الا هو . قضوا واحدا تلو الآخر ، بدءا بإعدام أول إثنين في سانت بطرسبرغ مروراً بال آخرين . منذ ذلك العهد وهو يعدهم واحداً واحداً ، يعد أرواحهم النبيلة الطاهرة ، وهي ترحل واحدة تلو الأخرى . واحد منهم ضربة سجانة ضرباً مبرحاً حتى مات ، وآخر مات في الطريق ، طريق المنافي الطويل الملطخ بالدماء ، الطريق الذي أجبروهم على السير فية لشهور عديدة تحت حراسة سجانيهم القوزاق ، الذين كانوا يسومونهم سوء العذاب . إنها الوحشية دائما .. الوحشية الهمجية الفجة . لقد ماتوا بالحمى ، ماتوا في حقول الإلغام ، ماتوا تحت قرع السياط . آخر إثنين ماتا بعد هروبهما ، قتلا في معركة مع القوزاق ، وفر هو وحده الى كمشتكا بالأوراق المسروقة وأموال المسافر التي تركها على الثلج .
لم تفارق الوحشية حياتة أبداً. لقد كانت تحف به وتطوقه كل هذه السنين ، وهو المسكون بالفن ، والمسارح ، والموسيقى . لقد إبتاع حياته بالدم ، ومارس القتل، مثل الجميع . لقد قام بقتل ذلك المسافر للإستحواذ على جواز سفرة. وأثبت كفاءتة أمام لصوص الفراء بمبارزتة لضابطين روسيين في يوم واحد حتى يفوز بمكانة لديهم. كان عليه أن يفوز بتلك المكانة، لأن خلفة يكمن ذلك الطريق الممتد لمسافة ألف عام عبر سيبيريا كلها وروسيا. ولامهرب لة من تلك الطريق ، سوى المضي قدماً عبر بحر بيرينغ الجليدي المعتم الى الاسكا. تلك الطريق الطويلة التي حملتة من وحشية الى أخرى أشد منها . لقد تحول الرجال الى بهائم على سفن لصوص الفراء الوضيعة ، بهائم تقارع بلا طعام أو شراب ، العواصف التي لا تنتهي لذلك البحر الهائج . لقد أبحروا من كمشت كا ثلاث مرات . وثلاث مرات ، عاد اليها الناجون منهم ، بعد معاناة ذاقوا فيها شتى المرارات . دون منفذ للهرب ، ولا أمل بالعودة الى الوراء ، حيث تكمن الألغام وسياط الجلادين .
مرة أخرى ، للمرة الرابعة والأخيرة ، كان قد أبحر شرقاً . وكان بصحبة أولئك الذين عثروا أول مرة على جزر سيل الاسطورية ؛ لكنه لم يعد معهم لإقتسام ثروة الفراء في عربدات كمشتكا المجنونة . وأقسم الا يعود . وكان يعلم إن الفوز بعواصم أوروبا الغالية ثانية يعني مواصلة المسير الى الأمام . لذا غير سفينتة ومكث في العالم الجديد المظلم. رفاقه كانوا من الصيادين السلافونيين والمغامرين الروس ، وأبناء بلد مغول وتتار وسيبيريين ؛ وعبر قرى المتوحشين في العالم الجديد كانوا قد شقوا طريقاً معمداً بالدم . لقد ذبحوا قرى بأكملها لأنها رفضت تزويدهم بالفراء ، وذُبحوا هم أنفسهم على يد شركات السفن . وكان هو وفنلندي ، آخر من نجوا من هذة الشركات حيث إضطرا الى قضاء فصل الشتاء ع لى جزيرة صغيرة مهجورة من جزر ألوشيا ، وسط العزلة والجوع ، موقنين بأن فرصة مرور سفينة فراء في الربيع القادم لإنقاذهم لاتعدو نسبة واحد بالألف .
ولكن الوحشية الفظيعة كانت لة بالمرصاد دوماً . لقد ظل يتنقل من سفينة الى أخرى ، رافضاً فكرة العودة ، حتى إنتهى بة المطاف الى سفينة راحت تجوب بة أصقاع الجنوب أسفل سواحل الاسكا حيث لم يجد هناك غير قطعان من المتوحشين . وكل مرة كانت ترسو فيها السفينة بين الجزر الناتئة أو تحت منحدرات البر الرئيسى كانت تعني معركة أو عاصفة. فإما أن تعصف الرياح ، مهددة بالدمار ، أو أن تهجم عليهم قوارب الحرب ، التي كانت تحمل على متنها أبناء البلاد الأصليين ، بوجوههم المطلية بدهان الحرب ، وصيحاتهم وعويلهم ، والذين كانوا يخرجون لمعرفة الفضائل الدموية لبارود قراصنة البحار . كانوا قد واصلوا المسير بمحاذاة السواحل الجنوبية ، حتى أقتربوا من أرض كاليفورنيا الأسطورية. وهنا ، كما قيل ، كان المغامرون الإسبان يشقون طريقهم من المكسيك نحو الشمال ، قتالاً . كان قد عقد الآمال على هولاء المغامرين الإسبان . وفكر باللجوء الى مناطقهم أولاً ، وكل شيء سيكون سهلاً بعد ذلك . ولا يهم كم سيمكث في المكسيك ، سنة أو سنتين ، لأنة سيغادرها على متن سفينة الى أوروبا ، التي ستكون طوع بنانة . لكنهم لم يصادفوا أي من هولاء الإسبان . وواجهوا نفس ذلك الجدار المنيع من المتوحشين . كل سكان حدود العالم ، المدهونين بطلاء الحرب ، كانوا قد تجمعوا ومنعوهم من الوصول الى الشواطيء . وقرر القبطان أخيراً، بعد مصرع كل الركاب في أحد قواربة ، الى التخلي عن سعية والإبحار عائداً بالسفينة الى الشمال .
ومرت السنين . وعمل في خدمة تيبينكوف عندما تم إنشاء بناية ميكلوفسكي ريداوت . وأمضى عامين في ريف كوسكوكويم . وبعد صيفين ، وتحديداً في شهر حزيران / يونيو ، تمكن من الإستقرار في بلدة كوتزبوساوند . وهنا ، في هذا الوقت ، تجمعت القبائل للمقايضة ؛ حيث يمكن للمرء العثور على جلود الأيل المرقطة القادمة من سيبيريا ، والعاج المجلوب من ديوميديس ، وجلود الفقمات القادمة من شواطئ المحيط المنجمد الشمالي ، ومصابيح الحجر الغريبة ، كل ذلك كانت تتبادلة القبائل فيما بينها ، ولا أحد يعرف من أين كانوا يأتون بهذة الأشياء ، ومرة واحدة ، حصل على سكين صيد انكليزية الصنع ؛ هنا ، تعرف سوبينكوف على المدرسة التي تعلم فيها فن الجغرافيا . لانه كان يقابل الأسكيمو القادمين من نورتون ساوند ، ومن جزيرة كنغ وسانت لورانس ، ومن كيب أمير ويلز ، وبارو بوينت . كانت لهذة الأماكن أسماء أخرى ، وكانت مسافات الوصول اليها تقاس بالأيام
لقد كان هولاء المتوحشون يأتون بشكل متكرر من مناطق نائية للتجارة بالمصابيح الحجرية وسكاكين الفولاذ . وكان سوبيانكوف يمارس البلطجة والتملق ، ويدفع الرشوة . وكانوا يعرضون بين يدية أولئك القادمين من الأصقاع البعيدة ، أو رجال القبائل الغرباء ، وكانت المخاطر بلا حصر ، والمفاجئات التي لايتصورها العقل واردة جداً ، إضافة الى مخاطر الحيوانات البرية ، والقبائل المعادية ، والغابات التي لا يمكن اختراقها ، وسلاسل الجبال العظيمة ؛ ولكن دوماً كانت تدور تلك الشائعات عن حكاية الرجال البيض البشرة ، ذوي العيون الزرقاء والشعر الأشقر ، الذين كانوا يقاتلون مثل الشياطين والساعين دوماً للحصول على للفراء . كانوا يأتون من ال شرق ، من أقصى الشرق البعيد . ولم يسبق لأحد أن شاهدهم . لكن حكايتهم كانت متداولة بين الجميع .
لقد كانت مدرسة الجغرافية تلك مدرسة صعبة ، إذ لايسع المرء أن يتعلم فيها بشكل حسن وسط ذلك الخضم المتلاطم من اللهجات الغريبة ، المنبعثة من تلك العقول المظلمة التي تختلط فيها الخرافة بالواقع والتي كانت تقيس المسافات بأساليب " النوم " التي يلجأ المرء اليها تبعاً لصعوبة الطريق . لكن في النهاية جاءت الهمسة التي منحت سوبيانكوف الشجاعة. في الشرق كان ثمة نهر عظيم ، يقيم على ضفافة أولئك الرجال ذوي العيون الزرقاء . وكان يسمى نهر يوكون. والى الجنوب من بناية ميكلوفسكي ريداوت كان ثمة نهر كبير آخر يسمية الروس نهر كويكباك. وكانت الهمسات تقول بأن هذين النهرين كانا في الواقع نهراً واحداً. وعاد سوبيانكوف الى ميكلوفسكي . وظل لمدة سنة يحث القوم على القيام برحلة إس تكشافية في أعالي نهر كويكباك . ثم ظهر مالاكوف ، ذلك الروسي الهجين ، ليقود أعنف وأشرس مجموعة من المغامري اللقطاء الذين عبروا من كمشتكا وكأنهم كانوا قادمين من قلب الجحيم . وكان سوبيانكوف هو ملازمة الأول . وتسللوا عبر متاهات دلتا كويكباك الكبيرة ، والتقطوا أولى التلال الخفيضة الواقعة على الضفة الشمالية ، وعلى مدى ألف ميل ونصف ، ابحروا ضد التيار بقوارب من الجلد محملة حتى النخاع بالسلع التجارية والذخائر ، في أنهار سريعة الجريان وعميقة الغور . وقرر مالاكوف بناء الحصن في نولاتو . وحثة سوبيانكوف على التوغل أبعد من ذلك. لكنه سرعان ما أسلم نفسة لأرض نولاتو. وكان الشتاء الطويل في الطريق. ومن الأفضل الانتظار. وفي أوائل الصيف التالي ، عندما كان الثلج قد رحل ، إختفى في مجاهل كويكباك وشق طريقه الى مواقع شركة خليج هدسون. ولم يتسنى لمالاكوف أن يسمع منة أو من غيرة بأن كويكباك و يوكون كانا نهراً واحداً
وجاء وقت بناءالحصن . وكان العمل فية قسرياً. وكانت جدرانة الخشبية المتدرجة تعلوا فوق تنهدات وآهات هنود نولاتو الذين كانت ظهورهم تئن من وقع السياط التي كانت تمسك بها القبضات الفولاذية للصوص البحار . كان بعض هولاء الهنود قد تمكن من الهروب ، وعندما القوا القبض عليهم وثقوا أيديهم وأرجلهم بأوتاد على الأرض أمام الحصن ، لكي يتعلموا هم وقبائلهم فضائل السوط . وتوفى اثنان منهم تحت التعذيب ؛ وأصيب آخرون إصابات بالغة عوقتهم مدى الحياة ؛ وتعلمت البقية الباقية منهم الدرس ، وأقلعت عن التفكير بالهروب الى الأبد. وشرعت الثلوج بالهطول حتى قبل إكتمال بناء الحصن ، وحان وقت جمع الفراء . وفُرضت على القبيلة ضريبة باهضة . وأستمر الضرب والجلد ، ولكي يضمنوا تعاون القبيل ة ، حجزوا نسائها وأطفالها رهائن ، وعاملوهم بهمجية لاتليق الا بلصوص الفراء .
حسناً، لقد زرعوا الدم ، وحان الآن موعد حصادهم . لقد ذهب الحصن . وعلى ضوء نيرانة المستعرة ، قضى نصف لصوص الفراء نحبهم ، ومات النصف الآخر تحت التعذيب . ولم يبق غير سوبيانكوف ، أو سوبيانكوف وإيفان العملاق ، هذا لو قيض لنا إعتبار ذلك الشيء الناحب ، الشاكي ، والممدد في الثلج هو إيفان العملاق نفسة . لمح سوبيانكوف بغتة إبتسامة ساخرة على وجة ياكاغا. لم يكن ثمة سبيل لنكران ياكاغا. فآثار السوط لا تزال على وجهه. ولايمكن لسوبيانكوف ، بعد كل ذلك ، إلقاء اللوم عليه ، لكنه كرة التفكير فيما يمكن لياكاغا فعلة بة. وفكر في إستعطاف ماكاموك زعيم القبيلة ؛ لكنة أدرك بأن ذلك لن يجدية نفعاً . ثم فكر بفك قيودة ومقارعتهم حتى الموت. لأن ذلك سيعجل بالنهاية. لكنه عجز عن فك قيودة . لقد كانت سيور الوعول التي ربطوة بها أقوى من إرادتة . ثم اشار الى ماكاموك ، وهو مايزال يفكر بطريقة للخلاص ، وطلب مترجماً يعرف لهجة السواحل .
قال " ياماكاموك ، لست مستعداً للموت ، أنا رجل عظيم ، و من الحماقة أن أموت. وفي الحقيقة ، فإنني لن أموت ، لأني لست واحداً من هذة الجيف."
و تطلع الى الشيء الذي كان يئن شاكياً والذي كان يدعى يوماً إيفان العملاق ، ولكزة باصبع قدمه بإزدراء .
" إن حكمتي تمنعني من أن اموت . ولدي دواء عظيم ، وبما إني لست مقبلاً على الموت ، فسوف اقايضك هذا الدواء بحياتي ".
"ما هو هذاالدواء؟" صاح ماكاموك .
"انه دواء غريب "
وناقش سوبيانكوف الفكرة مع نفسه للحظة ، كما لو إنة لم يكن راغباً في هتك سرة.
" لن أخبرك. إن دهن الجلد بقليل من هذا الدواء سي جعلة صلباً كالصخر ، ومنيعاً كالحديد ، ولن يخدشة أي نصل . ولن تؤثر فية أشد الأسلحة فتكاً. وإزاء صلابتة ستتحول سكاكين العظام الى قطع من الصلصال ، وإذا لامستة سكاكين الحديد التي جلبناها لكم ستنثلم ، فما ذا ستمنحني مقابل سر هذا الدواء؟ "
واجاب ماكاموك من خلال المترجم " سأمنحك حياتك " .
فضحك سوبيانكوف هازئاً .
واضاف ماكاموك "وستكون عبداً في بيتي حتى تموت."
فضحك البولوني بمزيد من السخرية والإستهزاء وقال .
" فك أسري ، ودعنا نتحدث".
وأشار الزعيم بذلك ، وعندما فكوا قيود سوبيانكوف عمل لفافة من التبغ وشرع يدخن .
"هذا كلام حمقى ،لا يوجد مثل هذا الدواء . إنة مستحيل . إن نصل السكين القاطع أشد مضاءاءً من أي دواء ."
خامر الزعيم الشك ، لكنة مع ذلك شعر بالتردد . لقد شهد نجاح الكثير من حيل لصوص الفراء الشيطانية ، التي لم يخامرة الشك ببطلانها كليا.
"سأقدم لك حياتك ، ولكنك لن تكون عبدا".
"أريد أكثر من ذلك."
وشرع سوبيانكوف يمارس لعبتة ببرود وكأنة كان يقايض جلود ثعالب مع الزعيم .
واضاف "انه دواء عظيم جدا ، وقد أنقذ حياتي عدة مرات. أريد زلاجة وكلاب ، وستة من الصيادين للسفر معي أسفل النهر وأريد أن تمنحني الأمان لمسافة يوم من "النوم" إبتداءاً من ميكلوفسكي ريداوت".
"يجب ان تعيش هنا ، وتعلمنا جميع حيلك ".
هز سوبيانكوف كتفيه وظل صامتاً. وراح ينفث دخان سجارتة في الهواء الجليدي ، ويعاين بفضول ماتبقى من ذلك القوزاقي العملاق.
قال ماكاموك بغتة مشيراً الى رقبة البولوني ، حيث كانت تستقر ندبة سكين كبيرة تلقاها في شجار عندما كان في كمشتكا "تلك الندبة تثبت لي بأن الدواء ليس جيداً !. لقد كان نصل السكين الحاد أقوى منة ".
قال سوبيانكوف " إن من دس بالنصل هناك كان قويا جداً ".
"أقوى منك ، أقوى من أقوى صياديك ، أقوى حتى من هذا."
ولكز مرة أخرى ، بقدمة النائمة داخل حذاء الموكاسين جسد القوزاقي المنبطح . كان منظرة رهيباً ، ورغم غيابة عن الوعي ، كانت روحة المعذبة تتشبث بجسدة المقطع الأوصال ، كارهة فراقة.
واضاف " كما إن الدواء كان ضع يفاً. لأن ذلك المكان كان يفتقر الى نوع معين من التوت ، الموجود بكثرة في هذا البلد. الدواء هنا سيكون قوياً".
قال ماكاموك "سأسمح لك في الذهاب أسفل النهر . وسأمنحك زلاجة وكلاباً وستة رجال لحمايتك ".
قال سوبينكوف ببرود "انت بطيء ، وقد ارتكبت جرماً بحق دوائي في عدم قبولك بشروطي على الفور . والآن أطالبك بالمزيد . أريد مائة قطعة من جلد القندس "وإبتسم ماكاموك ساخراً "وأريد مائة رطل من السمك المجفف". (أومأ ماكاموك برأسه موافقا ، لأن الأسماك كانت وفيرة ورخيصة الثمن .) " أريد زلاجتين - واحدة لي والثانية لأسماكي وفرائي ، ويجب أن تعيدوا لي بندقيتي ، وإذا لم يعجبك السعر ، فسيرتفع عما قليل ".
همس ياكاغا للزعيم .
سأل ماكاموك "ولكن كيف يمكنني أن أعرف إنة دواء حقيقي ؟ "
"الأمر بسيط جداً . سأذهب أولاً الى الغابة .."
ومرة أخرى همس ياكاغا لماكاموك ، الذي رفض بشكل مريب. وواصل سوبيانكوف الحديث "يمكنك ان ترسل معي عشرون صياداً ، لأني كما ترى ، يجب أن أقوم بجمع التوت والجذور لصنع الدواء ، وبعد ذلك ، عندما تكون قد حضرت الزلاجتين وحملتهما بالأسماك وجلود القندس والبندقية ، وخصصت ستة من الصيادون للسفر معي .. ثم ، عندما يجهز كل شيء ، سأفرك الدواء على رقبتي وأضعها على ذلك الجذع . ثم تأمر أقوى صياد لديك بأخذ الفأس وضربي ثلاث مرات على رقبتي . أنت نفسك تستطيع أن تفعل ذلك ثلاث مرات ".
وقف ماكاموك فاغر الفم ، ومستسلماً لهذا السحر العجيب والمدهش الذي يعرضة علية لص الفراء.
وأضاف البولوني على عجل "ولكن بين كل ضربة وضربة يجب أن أضع دواءاً جديداً. ويجب أن تكون الفأس ثقيلة وحادة ، لاأريد أي أخطاء."
وصاح ماكاموك وهو يتعجل بقبول العرض "ستنال كل ما طلبت ، والآن يجب أن تبدأ بصنع الدواء."
أخفى سوبيانكوف إحساسة بالغبطة. كان يلعب لعبة يائسة ، ويجب ألا تكون هناك أي أخطاء . تحدث بغطرسة.
"لقد كنت بطيئا. لقد أهنت دوائي . وللتكفير عن هذة الجريمة يجب أن تمنحني إبنتك ".
وأشار إلى الفتاة ، التي كانت ، بذلك الحول الخفيف في أحدى عينيها ، وأسنانها البارزة الشبيهة بأسنان ذئب ، تشبة كائنا خبيثاً. وغضب ماكاموك ، لكن البولوني ظل رابط الجأش ، وأعد لفافة أخرى وأرثها.
وقال مهدداً "عجل ، والا طالبتك بالمزيد" .
في الصمت الذي أعقب ذلك ، تلاشى مشهد البلاد الشمالية الكئيبة أمام ناظرية، وشاهد مرة أخرى وطنه ، وفرنسا ، ومرة، عندما كان يحملق في الفتاة ذات الأسنان الذئبية ، تذكر فتاة أخرى ، مغنية وراقصة ، كان قد تعرف عليها في شبابة عندما جاء الى باريس.
سألة ماكاموك "ماذا تريد من الفتاة؟"
وسدد اليها سوبيانكوف نظرة فاحصة وقال "لكي تذهب معي أسفل النهر ، وتكون لي زوجة صالحة ، وإنة لشرف يلي ق بدوائي أن يمتزج دمي بدمك ".
وتذكر مرة أخرى تلك المغنية الراقصة وشرع يترنم بصوت عال بأغنية كانت قد علمتها لة. وعاد الى حياتة السالفة مرة ثانية ، لكن بطريقة غير شخصية ومنفصلة ، وشرع ينظر الى صور حياتة السابقة المخزونة في الذاكرة كما لو كانت صوراً في كتاب يخص شخصاً آخر لايعرفة. وأفزعة صوت زعيم القبيلة الذي إنطلق فجأة ليمزق السكون .
قال ماكاموك " لك ذلك ، ستذهب الفتاة معك أسفل النهر ، لكن يجب أن تفهم بأني أنا نفسي من سيضربك بالفأس على رقبتك "
أجاب سوبينكوف محاولاً تصنع البرود ، لكنة فشل في إخفاء قلقة " لكني يجب أن أضع الدواء بنفسي في كل مرة ".
"ستضع الدواء بنفسك بين كل ضربة وضربة . وهؤلاء هم الصيادون الذين سيمنعونك من الهروب . إذهب الآن الى الغابة وأجمع الدواء ."
لقد إقتنع ماكاموك بقيمة الدواء بسبب جشع البولوني . ولاشيء بالتأكيد يمكن أن يجعل المرء يساوم على إمرأة وهو يقف على حافة الموت الا هذا الدواء العظيم .
همس ياكاغا عندما إختفى البولوني وحراسة وسط إشجار الصنوبر "علاوة على ذلك ، يمكنك القضاء علية بسهولة بعد أن تتعلم كيف تستخدم الدواء "
وأحتج ماكاموك قائلاً "لكن كيف يمكنني القضاء عليه؟ لن يسمح لي دوائة بذلك " .
وأجاب ياكاغا "سيكون ثمة جزء من جسمة لن يستطيع فركة بهذا الدواء ، وسوف نقضي علية من خلال ذلك الجزء ، قد يكون ذلك الجزء أذنيه . وعندها نستطيع أن نغرز رمحاً في أذ ن ونخرجة من الأذن الأخرى. وقد يكون ذلك الجزء عينية. من المؤكد إنة لن يفرك عينية بهذا الدواء القوي ".
أومأ الزعيم برأسه موافقا . "أنت حكيم ، ياياكاغا. سنقضي علية إن لم يكن في حوزتة حيل شيطانية أخرى."
ولم يضع سوبيانكوف الوقت سدى وشرع على الفور في البحث عن مكونات دوائه . وجمع ماتمكن من العثور علية مثل إبر الصنوبر ، واللحاء الداخلي للصفصاف ، وشريط من لحاء البتولا ، وكمية من الطحلب ، والتوت ، الذي أمر الصيادين بنبشة من تحت الثلج .
وأكمل عدتة ببعض الجذور المجمدة ، وقاد مجموعتة في طريق العودة الى المخيم .
وقرفص ياكاغا وماكاموك بجانبة ، وهما يتطلعان الى المكونات التي أسقطها في قدر من الماء المغلي .
قال موضحاً "يجب أن تنتبة الى وضع التوت الطحلبي في القدر قبل بقية المكونات "
واضاف " أوه ، ثمة شيء آخر ، نعم ، إصبع رجل ، دعني ياياكاغا أحتز إصبعك ".
لكن ياكاغا وضع يديه وراء ظهره وعبس .
توسل بة سوبينكوف "إصبع صغيرة فقط ،".
أمرة ماكاموك " إعطه إصبعك ياياكاغا ،".
قال ياكاغا متذمراً " ثمةالكثير من الأصابع في هذا المكان " وأشار الى الحطام البشري المبعثر في الثلج حيث كان يرقد عشرون رجلاً عُذبوا حتى الموت .
إعترض البولوني قائلاً "يجب أن تكون أصبع رجل حي ".
قال ياكاغا "وهو كذلك " ثم سار بخطى متسارعة وجز إصبعاً من أصابع القوزاقي .
وصاح " انه لم يمت بعد " ، وقذف بالإصبع الدامية في الثلج عند أقدام البولوني . ثم اضاف قائلاً " كما انه اصبع جيد ، لإنة كبير الحجم ."
أسقط سوبيانكوف الأصبع في النار تحت القدر وبدأ بالغناء . وكانت أغنية حب فرنسية إنطلق يترنم بها بجدية كبيرة فوق قدر النقيع الموضوع فوق النار.
وقال موضحاً "بدون هذه الكلمات التي أترنم بها الآن سيكون الدواء بلا قيمة . الكلمات هي قوام هذة الخلطة. أنظر لقد جهزت الآن ".
قال لة ماكاموك بصوت آمر " سمي هذة الكلمات ببطء ، حتى يتسنى لي حفظها ".
" ليس قبل أن ننتهي من التجربة ، عندما ترتد الفأس عن رقبتي ثلاث مرات ، سأعطيك سر الكلمات ".
وتسائل ماكاموك بلهفة " لكن ماذا لو كان الدواء غير جيد ؟".
والتفت الي ة سوبينكوف بغضب.
" دوائي جيد دوماً ، وإن لم يكن كذلك ، فإفعل بي مافعلت بالآخرين . قطعني إرباً ، تماماً مثلما فعلت بة " وأشار الى القوزاقي " لقد برد الدواء. والآن سأقوم بتدليك رقبتي به هكذا "
وبوقار شديد شرع يترنم ببيت من نشيد " المارسيليز " ، وهو يفرك رقبتة ببطء بتلك الخلطة الخبيثة .
في هذة الاثناء قاطعت صيحة عالية إنهماكة في تمثيل مسرحيتة الكاذبة ، عندما نهض القوزاقي العملاق على ركبتية ، بعد أن دبت في عروقة آخر دفقة من حيويتة الكبيرة الغائرة . وأنطلق النولاتيون يضحكون ، ويطلقون صيحات الدهشة ويصفقون عندما أخذ جسد إيفان العملاق الذي ألمت بة موجة من التشنجات العظيمة ، يتمرغ بالثلج .
شعر سوبيانكوف بالغثيان من بشاعة ذلك المنظر ، لكنه سيطر على إنفعالة ، وتظاهر بالغضب .
قال " لن تنجح هذة التجربة ، قبل القضاء علية. أنت ياياكاغا ، ضع حداً لصراخة."
وبينما كان ياكاغا يقوم بتنفيذ الأمر ، التفت سوبيانكوف الى ماكاموك وقال < SPAN style="mso-spacerun: yes">
" تذكر بانك يجب أن تضرب بقوة ، لسنا بصدد لعبة أطفال ، تناول الفأس وأضرب بها جذع الخشب ، لأرى إنك تستطيع الضرب كرجل ."
أطاعة ماكاموك ، وضرب مرتين ، بدقة ونشاط ، وأطار من الجذع شريحة كبيرة من الخشب.
"هذا حسن " ودارت نظرات سوبيانكوف على دائرة الوجوة المتوحشة التي كانت تمثل بشكل ما ذلك الجدار الهمجي الذي أحاط بة منذ أن ألقت القبض علية شرطة القيصر لأول مرة في وارشو . " تناول فأسك ياماكاموك وقف هكذا. سأتمدد أنا ، وعندما أرفع يدي ، أضرب ، أضرب بكل قوتك. وأحرص على الا يقف أحد خلفك . الدواء جيد ، وقد ترتد الفأس عن رقبتي وتطير من يديك. "
نظر الى الزلاجتين ، اللتين أُسرجت لهما الكلاب ، وحُملتا بالفراء والأسماك ، وكذلك بندقيته التي وُضعت فوق جلود القندس. ووقف الصيادون الستة الذين أختيروا كحراس لة على أهبة الإستعداد إلى جانب الزلاجتين .
قال البولوني "أين الفتاة؟ دعوها تقف الى جانب الزلاجتين قبل الشروع بالإختبار ".
وعندما تم ذلك ، تمدد سوبيانكوف في الثلج ، وأسند رأسه على الجذع مثل طفل متعب على وشك النوم . لقد وشحت الكآبة العديد من سنوات عمرة بحيث كان يشعر انه كان متعب حقاً.
قال مخاطباً ماكاموك " أنا أضحك عليك وعلى قوتك ، ياماكاموك ، والآن إضرب ، إضرب بيد من حديد ".
ثم رفع يدة . ورفع ماكاموك الفأس ذات النصل العريض ، الذي يستخدم لقطع الجذوع . وسرت في النصل الحديدي ا للامع ومضة من نور شعت في الهواء الجليدي ، وتوقفت البلطة للحظة محسوسة أعلى رأسه ، ثم نزلت على عنق سوبيانكوف العاري . وشقت طريقها بوضوح وسلاسة عبر اللحم والعظم ، وإنغرزت في الجذع الخشبي تحتة . وشاهد المتوحشون الذين عقدت الدهشة ألسنتهم كيف طار الرأس لمسافة ذراع بعيداً عن الجسد الفائر بالدم .
كان ثمة حيرة عظيمة ، وصمت ، وشرع الجميع يدرك ببطء حكاية الدواء الزائفة . لقد خدعهم لص الفراء . لقد نجى هو لوحده ، دون جميع الأسرى من وطأة تعذيبهم . لقد كانت تلك ورقتة الأخيرةالرابحة. وتعالت صيحات الضحك والإستهجان . وأحنى ماكاموك رأسه خجلاً . لقد خدعة لص الفراء ، وجعلة يفقد ماء وجهة أمام كل فرد من أفراد قبيلتة . وإستمرت القبيلة تطلق ضحكاتها الصاخبة . وإستدار ماكاموك ، وتحرك بعيداً محني الرأس من العار . لقد أدرك بأنة لن يُدعى ماكاموك من الآن . بل سيسمونة وجة العار " الوجة المفقود " ، وسيحمل على عاتقية عبء هذا العار حتى الممات ، وكلما تجمعت القبائل في الربيع لصيد السلمون ، أو في فصل الصيف للتجارة ، فإن القصة ستكون مادة للسمر على مواقد المخيمات ، وسيسرد الناس كيف إن لص الفراء قد مات بسلام بضربة واحدة على يد " الوجة المفقود "
وقد يسمع بترقب أحدهم يسأل بصفاقة " من هو هذا الوجة المفقود ؟ " ويجيبة محدثة قائلاً " أوه ، الوجة المفقود ، إنة الزعيم الذي كان يُدعى يوماً ماكاموك قبل أن يحتز رأس لص الفراء " .
جاك لندن
ترجمة علي سالم
عن الإنجليزية
ظهرت هذة القصة في مجموعة بنفس الإسم في أول طبعة لها عام 1910 عن دار ماكميلان
علي سالم