محللون: استمرار الأحداث سيبعد المستثمرين ويضرّ بالسياحة
"ثورتا" تونس ومصر تلحقان خسائر مادية كبيرة بالبلدين
أيمن بن التهامي من الرباط
ألحقت "ثورة الغضب في مصر"، و"ثورة الياسمين" في تونس خسائر مالية كبيرة بالبلدين، بعدما انعكست أحداثهما على العديد من المجالات الاقتصادية، خصوصًا الاستثمارات الخارجية، والسياحة، والبورصة، وقطاع الطيران.
الرباط: عانت باقي دول المغرب العربي هذه الاحتجاجات التونسية الأخيرة، بعدما عمد عدد من المستثمرين الأجانب إلى تجميد نشاطاتهم المالية، أو على الأقل إبطاء حركتها.
وقال لحسن الداودي، أستاذ الاقتصاد في جامعة محمد الخامس الرباط، إن "هناك تأثيرات كبيرة، فالمستثمر دائمًا خجول، والسائح خجول، ما يعني أن ما يحدث سيؤثر على الاستثمارات الخارجية والسياحة". وذكر المحلل الاقتصادي المغربي، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "تونس يسهل عليها النهوض باقتصادها، وتجاوز خسائرها، في حين أن مصر يصعب عليها ذلك".
وأرجع لحسن الداودي السبب إلى "كون تونس بلد صغير، واقتصادها كان جيدًا، بينما مصر كانت تعيش ظروفًا صعبة"، مشيرًا إلى أن "الأزمة إذا استمرت لشهر أو شهرين، سيكون هذا مكلفًا جدًا بالنسبة إليها. فمصر دخلت في مسلسل خطر، إذ إن الرئيس حسني مبارك كان عليه الرحيل، وتجنيب بلده ما يتعرض له".
وأضاف أستاذ الاقتصاد في جامعة محمد الخامس الرباط "كأن مبارك ينتقم من المصريين"، مبرزًا أنه "إذا كان يحب شعبه فعليه الرحيل فورًا". وأوضح المحلل الاقتصادي أن "الثورة لا تتوقف، وأن العدوى تجاوزت العالم العربي، وبدأت تنتقل إلى أفريقيا بأسرها".
وأكد لحسن الداودي أن "المواطن في العالم العربي، أصبحت لديه نماذج، ما يجعل من الضروري القيام يإصلاحات في كل بلد، وإلا فإن الشعوب ستبقى ترى ما جرى في تونس ومصر، وتقتدي به"، لافتًا إلى أن "كل شخص يشعر بأنه مظلوم أو أنّه بدون عمل سيبدأ في السير في ذلك الاتجاه، الذي أضحى يفكر فيه حتى من لم يسبق له ذلك من قبل".
لهذا يجب على المغرب، يشرح المحلل الاقتصادي، أن "يقوم بإصلاحات سياسية واقتصادية من أجل المزيد من الانفتاح، والديمقراطية، وتحسين ظروف عيش المواطن المغربي".
من جهته، قال أديب عبد السلام، محلل اقتصادي، إن "هناك تأثيرًا كبيرًا على اقتصاد البلدين"، مشيرًا إلى أن "المستثمرين أوقفوا معاملاتهم، وهناك آخرون يستعدون للمغادرة، كما إن حركة الطيران تضررت بشكل كبير، إلى جانب أن عددًا من الدول بدأت في نقل رعاياها إلى خارج مصر".
أديب عبد السلام، وصف في تصريح لـ "إيلاف"، بأن "الأوضاع الاقتصادية صعبة، وهي رهينة بعودة الاستقرار"، موضحًا أن "التأثير امتد إلى باقي بلدان المنطقة". وأضاف المحلل الاقتصادي إن "هناك تأثيرًا كبيرًا على المدى القصير. أما بالنسبة إلى المدى المتوسط فهو رهين بالاستقرار في هذين البلدين، وهذا الأمر لا يمكن التكهن به. إذ لا يمكن معرفة ما إذا كان الوضع سيكون إيجابيًا أو أكثر سلبية في المستقبل، وهو ما سيؤدي إلى رحيل العديد من المستثمرين".
يشار إلى أن تقديرات خبراء اقتصاديين مصريين أكدت أن مظاهرات الغضب في القاهرة والعديد من المحافظات تسببت في إلحاق خسائر تقدر بنحو 15 مليار جنيه في مختلف القطاعات الإنتاجية.