الإخوان المسلمون مستعدون للحوار بعد رحيل مبارك
إيلاف
سجل تغير في خطاب الإدارة الأميركية حول حركة الاخوان المسلمين لكن واشنطن تظل منقسمة حول الكيفية التي يتم فيها التعامل مع الحركة.
لؤي محمد من لندن، وكالات، القاهرة: أكد محمد بديع مرشد جماعة الاخوان المسلمين اكبر قوة معارضة في مصر، لقناة الجزيرة الفضائية الجمعة انه مستعد للحوار مع اللواء عمر سليمان لكن بعد رحيل الرئيس المصري حسني مبارك.
وردا على سؤال عن مدى استعداد الجماعة للحوار مع عمر سليمان، قال بديع "نحن مع كل القوى السياسية نتحاور مع من يريد اصلاحا لهذا البلد بعد زوال هذا الظالم الفاسد المستبد". واضاف "مطلب واحد يتحقق ونجلس بعدها ليتم الحوار (...) مطلب واحد لكل الشعب اليوم وليس بعد اليوم بساعة".
ونقلت وكالة رويترز عن محمد البلتاجي، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين في مصر قوله إن الجماعة لن ترشح ممثلها للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في سبتمبر القادم. وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين من أقوى الحركات المعارضة في البلاد. وقد عرضت السلطات المصرية ولأول مرة الحوار على الجماعة، إلا أنها لم تبدِ موافقتها على ذلك.
واشنطن تعيد النظر بعلاقتها بحركة الأخوان المسلمين
مع تقبلها لفكرة قدوم حاكم جديد لمصر بدأت الإدارة الأميركية بإعادة النظر في علاقتها بحركة الأخوان المسلمين المصرية التي اعترف المسؤولون الأميركيون أنها ستحصل على الأقل على موقع في السلطة في حالة إجراء انتخابات نزيهة بمصر خلال الأشهر القليلة القادمة.
ويوم الاثنين الماضي، قال محللون سياسيون إن الإدارة الأميركية في تلميحها إلى "ضرورة اشراك لاعبين غير علمانيين في الحكومة الجديدة" كانت تقصد "الأخوان المسلمين".
وترى صحيفة واشنطن بوست أن هذه المبادرة جاءت لتعبر عن تغير في خطاب الإدارة الأميركية حين عبرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومسؤولون آخرون قبل أيام قليلة من التصريح الأخير عن قلقهم من أن الانتفاضة في مصر قد تزيح موازين القوى لصالح حكومة إسلامية شبيهة بتلك الموجودة في إيران والتي جاءت بعد أن تمكنت المنظمات الدينية بقيادة آية الله الخميني أن تقصي الأطراف الأخرى المشاركة في الثورة والسيطرة على الحكم عام 1979.
وكان بعض المسؤولين والمحللين الأميركيين قد ظلوا يحثون وزارة الخارجية الأميركية على بناء آصرة مع الحركة. وضمن هذا السياق قال اميل نخلة احد المسؤولين السابقين في وكالة الاستخبارات المركزية والمشرف سابقا على برنامج تحليل الإسلام السياسي في الوكالة : " إذا كنا سنتعامل مع 99% من المسلمين الذين لا يدعمون الإرهاب والعنف فإن علينا أن نتعامل مع فئات أهلية أصلية بما فيها الأحزاب السياسية الإسلامية".
لكن أعضاء الحركة ظلوا غالبا غامضين في تحديد أهدافهم السياسية. وفي مقابلة مع كمال الهباوي زعيم الأخوان المسلمين في المنفى ببريطانيا مع الـ بي بي سي قال الاخير إن الحركة تريد "الحرية والمشورة والمساواة وحرية كل شيء".
مع ذلك فإن تجنب الإجابة عن أسئلة كتلك التي ما إذا كانت حكومة تقودها حركة الأخوان المسلمين في مصر ستضمن حقوقا متساوية للجماعات المنتمية إلى ديانات أخرى مثل المسيحيين الأقباط في مصر والنساء. لكنه حين سئل إن كانت النساء ستجبر على ارتداء الحجاب قال إن ذلك "ليس ضروريا".
وقال محللون إن الحركة تناضل من أجل التقليل أمام الجمهور من شأن تلك المخاوف المتعلقة بأجندتها وهذا يعود بالدرجة الأولى كوسيلة لحماية نفسها. وهي عن طريق تقديم نفسها كحركة معتدلة ستتبنى الديمقراطية التعددية فهي تسعى لقطع الطريق على المخاوف من أهدافها. وقال عماد شاهين الاكاديمي المصري الأميركي في جامعة نوتردام إنهم "لا يريدون أن يشتركوا في انتفاضة تسعى إلى إنشاء حكومة مشابهة للنمط الإيراني. فهم يريدون أن يحموا أنفسهم وراء جبهة معارضة أوسع".
وعلى الرغم من قرار الولايات المتحدة الأخير بمد غصن زيتون لحركة الأخوان المسلمين المصرية فإن المحللين قالوا إن إدارة أوباما تبقى منقسمة حول ما إذا يجب التعامل مع الحركة وحول الكيفية التي يتم فيها ذلك على المدى القصير والبعيد.
وقال سكوت كاربنتر المسؤول في وزارة الخارجية من عهد الرئيس السابق جورج بوش لمراسل الواشنطن بوست إن محاولات اقتراب الإدارة الأميركية من "الأخوان المسلمين" يمكن أن ينفر القادة العسكريين المصريين الذين يبقون مسيطرين على السلطة حتى لو أجبر مبارك التخلي عن الرئاسة.