الاخوان المسلمون "بدأوا حوارا مع المسؤولين" المصريين
صبري حسنين
أعلن الاخوان المسلمون أنهم بدأوا حواراً مع المسؤولين المصريين لفحص مدى استعدادهم الاستجابة لمطالب المتظاهرين.
القاهرة، وكالات: أعلن الاخوان المسلمون في بيان ليل السبت الاحد انهم "بدأوا حوارا" مع المسؤولين المصريين "نتعرف فيه على جدية المسؤولين ازاء مطالب الشعب ومدى استعدادهم للاستجابة لها".
وقال مسؤول في جماعة الاخوان المسلمين فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس ان "اجتماعا عقد صباح السبت بين مسؤولين من الاخوان المسلمين ونائب الرئيس عمر سليمان".
وجاء في بيان لجماعة الاخوان المسلمين وقعه المرشد العام للجماعة محمد بديع "ان الاخوان المسلمين وانطلاقا من الحفاظ على مصالح الامة ومؤسساتها ومرافقها وحرصهم على استقلال وطننا ورفضهم اي تدخل دولي او اقليمي في شؤونه الداخلية ورغبة منهم في الحفاظ على مصالح الامة ومؤسساتها ومرافقها، فقد قررنا الدخول في جولة حوار نتعرف فيها على جدية المسؤولين ازاء مطالب الشعب ومدى استعدادهم للاستجابة لها".
واضاف "نحن نلتزم بأن يكون هذا الحوار شاملا يستوعب كل القوى الوطنية والجماعات السياسية والاحزاب وعلى رأسهم وفي مقدمتهم ممثلون حقيقيون للشباب، صاحب الفضل في هذه الثورة، حتى نسمع صوتنا وصوت الامة للمسؤولين ونحدِّد لهم مطالبنا المشروعة العادلة".
واكد البيان على ضرورة "احترام الحريات العامة والتنفيذ الفوري لاحكام القضاء المعطلة بواسطة السلطة ووقف الحملات الاعلامية الحكومية التي ترمي لتشويه ثورة الشعب واتاحة فرص متكافئة في جميع وسائل الاعلام القومية والافراج الفوري عن المسجونين السياسيين والمعتقلين ولا سيما الذين اعتقلوا في أحداث المظاهرات الاخيرة".
وجاء في البيان ايضا "يؤكد الاخوان المسلمون اصرارهم على التمسك بمطالب الشعب وعلى رأسها تنحي رئيس الدولة ومحاكمة المسؤولين عن اراقة الدماء في المظاهرات السلمية وحل المجالس النيابية المزورة والالغاء الفوري لحالة الطوارئ وتشكيل حكومة وطنية انتقالية تتولى السلطة التنفيذية حتى تتمَّ الانتخابات النيابية بطريقة نزيهة حرة تحت إشراف قضائي كامل وضرورة الفصل التام بين السلطات واطلاق حرية تشكيل الاحزاب السياسية والجمعيات وحرية اصدار الصحف والمجلات وضمان حرية الاعلام".
ونأى الاخوان المسلمون بنفسهم خصوصا عن ايران التي دعت الى اقامة نظام اسلامي في مصر.
والسبت اعلن التلفزيون المصري استقالة اعضاء هيئة المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الحاكم، الذي يشكل الهيئة التنفيذية للحزب ويضم جمال مبارك نجل الرئيس حسني مبارك. واضاف التلفزيون ان الرئيس حسني مبارك بصفته رئيس الحزب عين حسام بدراوي امينا عاما للحزب وللجنة السياسيات.
وبذلك يخلف بدراوي، وهو طبيب ورجل اعمال، كلا من صفوت الشريف الامين العام للحزب وجمال مبارك امين لجنة السياسات.
وكانت هيئة مكتب الحزب الوطني تضم اضافة الى صفوت الشريف وجمال مبارك كلا من علي الدين هلال امين الاعلام واحمد عز امين التنظيم الذي استقال قبل بضعة ايام، وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ومفيد شهاب وزير المجالس النيابية والشؤون الدستورية.
وكان حسام بدراوي عضوا في لجنة سياسات الحزب ولكنه كان يحتفظ بعلاقات جيدة مع العديد من شخصيات المعارضة على خلفية ما كان يبديه من اراء تؤيد انفتاحا سياسيا اكبر في البلاد.
وقد استبعد رجال الاعمال المقربون من جمال مبارك والذين كانوا موجودين بقوة في الحكومة السابقة بحيث اطلق عليها حكومة رجال الاعمال، من التشكيلة الحكومية الجديدة التي اعلنها رئيس الوزراء الفريق احمد شفيق في 31 كانون الثاني/يناير الحالي.
وكان جمال مبارك (47 سنة) يعتبر الى حد كبير الخليفة المحتمل لوالده الذي يتولى الحكم منذ عام 1981. الا ان حركة الاحتجاج الشعبي غير المسبوقة التي تشهدها مصر منذ 12 يوما قضت على كل طموحاته في هذا المنصب واعادت الى الواجهة المؤسسة العسكرية التي لم تنظر يوما بعين الرضى الى امكانية تولي هذا المصرفي الذي لم ينتم اليها يوما قيادة البلاد.
وقد إعتبر المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فيتور ان استقالة اعضاء هيئة المكتب السياسي في الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم تشكل "مرحلة ايجابية". وتنظر الولايات المتحدة، كما قال فيتور، الى هذه الاستقالة "على انها مرحلة ايجابية نحو تغيير سياسي ضروري". واضاف المتحدث "اننا ننتظر مبادرات اضافية".
من جهة اخرى، اعلن المتظاهرون في ميدان التحرير انهم يريدون منع الدبابات من الرحيل معبرين عن خشيتهم من هجمات محتملة لانصار الرئيس حسني مبارك.
وفي الصباح عندما سمعوا هدير محركات الدبابات والمدرعات، هرع عشرات المتظاهرين ليجلسوا حول المحركات وهم يتوسلون الى العسكريين البقاء في الساحة، حسبما ذكر صحافي من وكالة فرانس برس.
فالبنسبة لهم، يشكل وجود الجيش حماية في وجه انصار الرئيس المصري الذين حاولوا مرات عدة اقتحام حواجزهم ورشقوهم بالحجارة واطلقوا النار في بعض الاحيان.
وهم يخشون خصوصا ان يرفع العسكريون سيارات الشرطة والشاحنات المحترقة التي تغلق الميدان.
وقال محمد جمال (24 عاما) الذي يدرس المعلوماتية "نبقى هنا لمنع الجيش من تدمير حواجزنا. انهم يقولون انهم يريدون فتح الطريق والمباني الرسمية اعتبارا من غد" الاحد.
وفي مكان غير بعيد امام السياج المحاط بالحراسة للمتحف المصري يتابع ضباط ما يجري.
واستولى ضابط على مكبر للصوت وقال لهم "اقسم بالله اننا لن نزيل الحواجز! ارجوكم تراجعوا!". وبامر واحد توقفت المحركات. وحاليا سيبقون في المكان.
ويعبر المتظاهرون عن فرحهم وهم يرددون "الجيش والشعب يدا بيد".
وبما انهم مصرون على مواصلة حركتهم الاحتجاجية يقومون بتنظيف المكان ويفرغون سلات القمامة ويكنسون الميدان. وهم يطوون الخيام ويوزعون الشاي والمواد الغذائية.
وقد امضوا الليلة بالآلاف في الساحة تحت الخيمة على العشب او عند مداخل مبان.
ومثل كل صباح منذ 12 يوما يصطف عشرات الاشخاص صباح السبت امام نقاط المراقبة التي اقامها الجيش ليدخلوا الميدان الذي اصبح مركز الانتفاضة الشعبية التي تطالب برحيل الرئيس حسني مبارك.
وسمع اطلاق نار كثيف ليل الجمعة السبت في الميدان، كما افاد مراسل فرانس برس. لكنها كانت عيارات تحذيرية للجيش لم تسفر عن اصابات.
وعلى لافتة عملاقة كتب المتظاهرون مطالبهم: رحيل مبارك وحل مجلس الشعب واقامة حكومة انتقالية...
وكان بعضهم يغنون وآخرون يهتفون "ارحل ارحل".
واكد رئيس الوزراء المصري احمد شفيق امس انه لن يتم طرد المتظاهرين بالقوة.
ولليوم الثاني عشر على التوالي لا يزال المحتجون المناهضون للرئيس المصري معتصمين في ميدان التحرير، وهم يرفضون ترك الميدان قبل تنحي الرئيس المصري على الفور.
كلينتون تتحدث عن مخاطر "فوضى" و"عاصفة"
حذرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السبت من ان التوجه الذي تدعمه نحو الديموقراطية في الشرق الاوسط، ينطوي على "مخاطر فوضى"، لكنها رأت ان الظرف "ملائم" لهبوب "عاصفة" في المنطقة.
وقالت كلينتون خلال المؤتمر ال47 حول الامن في ميونيخ (جنوب المانيا) "في غياب تقدم نحو انظمة مفتوحة ومسؤولة فان الهوة بين الشعوب وحكوماتها ستتسع وستتفاقم حالة عدم الاستقرار".
واضافت "عبر منطقة الشرق الاوسط يجب ان يكون هناك تقدم واضح وحقيقي نحو انظمة شفافة ومسؤولة ونزيهة".
وتابعت انه "في الوقت الحالي العملية الانتقالية في بعض الدول تتقدم بسرعة وفي دول اخرى يحتاج الامر الى مزيد من الوقت" في اشارة الى الاطار المختلف لحركة الاحتجاج في تونس حيث تمت الاطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي ومصر حيث يرفض الرئيس حسني مبارك الرحيل فورا.
وقالت "بالطبع هناك مخاطر ناجمة عن هذه العملية للانتقال الى الديموقراطية".
واوضحت كلينتون "قد يؤدي ذلك الى فوضى وعدم استقرار على الاجل القصير بل اسوأ وشاهدنا ذلك في السابق فان العملية الانتقالية قد تفضي الى الانزلاق الى نظام اخر اكثر استبدادا" من النظام الذي اراد الشعب اطاحته.
ورأت ان الاجواء "مناسبة" لهبوب "عاصفة" في الشرق الاوسط.
أوباما: على مبارك الاستماع للمتظاهرين
من جهة ثانية قال الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة ان على الرئيس المصري حسني مبارك "الاستماع" الى المتظاهرين المنادين بتنحيه الفوري من منصبه، الا انه لم يدعه صراحة الى التنحي.
وقال اوباما ان على مبارك "الاستماع الى ما يقوله الشعب ويتخذ قرارا حول طريق مستقبلي يكون منظما وجديا وله معنى".
واضاف في التصريحات التي اختار كلماتها بعناية "اعتقد ان الرئيس مبارك يهمه شعبه. ويتحلى بعزة النفس، ولكنه كذلك محب لوطنه"، وذلك في تلميح الى ان على مبارك التنحي عاجلا وليس اجلا.
وعقب تقارير بان الولايات المتحدة تعمل على خطط لاقناع الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي عن منصبه وسط تظاهرات حاشدة، قال اوباما ان تفاصيل الانتقال السياسي سيضعها مصريون.
وقال اوباما انه علم بان "مناقشات" بدأت حول ترتيبات انتقال السلطة، محذرا من تعرض الصحافيين والمحتجين ونشطاء حقوق الانسان لهجمات.
وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر "نستمر في القول بوضوح باننا نعارض استخدام العنف في هذه الازمة".
ورفضت الولايات المتحدة الجمعة تحذير الرئيس المصري حسني مبارك بان الفوضى ستعم مصر في حال استقالته، وقالت ان الاضطرابات ستستمر وربما تزيد اذا لم يتم تطبيق اصلاحات سياسية "ملموسة".
ودعا المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس الرئيس المصري حسني مبارك وحكومته الى الجلوس مع ائتلاف عريض من المعارضة وجماعات المجتمع المدني في مصر لمناقشة ميثاق سياسي جديد.
والمح غيبس الى ان الطريقة الوحيدة للخروج من الازمة هي تنحي مبارك بسرعة. وكانت تقارير اشارت الى ان واشنطن تسعى الى دفع مبارك الى الخروج من السلطة.
وقال غيبس "هناك خطوات ملموسة يمكنه (مبارك) اتخاذها ويمكن لنائبه اتخاذها من اجل التحرك على طريق تحقيق التغيير الحقيقي الذي يمكن ان يقلل من حالة عدم الاستقرار ويمكن ان يضمن عدم دخولنا في حالة الفوضى التي يصفها".
وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء المصري احمد شفيق إنه "يستبعد" ان يقبل الرئيس المصري حسني مبارك تفويض صلاحياته لنائبه عمر سليمان.
واكد شفيق انه "يستبعد قبول الاقتراح"، مضيفا في مقابلة مع قناة العربية انه "لا داعي لتنحي الرئيس، اننا نحتاج لبقاء الرئيس لاسباب تشريعية ووجوده نوع من صمام الامان".
وكانت لجنة تضم عدة شخصيات عامة اطلق عليها اسم "لجنة الحكماء" التقت نائب الرئيس المصري عمر سليمان صباح الجمعة واقترحت عليه ان يقوم الرئيس المصري بتفويض صلاحياته لنائبه كمخرج للازمة المستمرة في البلاد منذ اطلاق الانتفاضة المطالبة باسقاط مبارك في 25 كانون الثاني/يناير، بحسب ما افادت مصادر سياسية مصرية.
وفي تصريحات بعد ظهر الجمعة لقناة الحرة، اعتبر رئيس الوزراء ان مبارك يجب ان يكمل ولايته التي تنتهي في ايلول/سبتمبر المقبل من اجل "تحقيق خروج مشرف" له مؤكدا ان الكثير من المصريين يؤيدون ذلك. واكد شفيق ان "الاغلبية ترى ان تنتهي الامور بتكريم طبيعي لرئيس ادى مدة سلطة طويلة" وان يتم ذلك "باسلوب متحضر يتناسب مع طبيعة الشعب المصري".
وقال "يمكن ان يكون هناك اضعاف عدد المحتجين لا يريدون تنحي الرئيس مبارك اليوم ويرفضون الخروج غير المحترم للرئيس".وتابع شفيق ردا على الدعوات الخارجية لتنحي مبارك "هناك شيء اسمه الكرامة، للخارج ان يعبر عن رأيه لكن عندما يطالبون بتنحي مبارك الان فهذا غير مقبول".
ويوم الجمعى، توجه الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى ميدان التحرير حيث التقى بعدد من الشباب المتظاهرين فى الميدان للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية وبرحيل الرئيس حسني مبارك.
واوضحت وكالة انباء الشرق الاوسط. ان موسى "طالب الشباب المتواجد في ميدان التحرير بالعودة الى منازلهم بعد أن وصلت رسالتهم الى كبار المسؤولين الذين تعرفوا على مطالبهم".
وكان موسى صرح في وقت سابق الجمعة انه لا يستبعد الترشح للرئاسة خلال الانتخابات المقبلة المفترض اجراؤها في ايلول/سبتمبر المقبل.
وقال موسى لاذاعة اوروبا 1 انه "لا يعتقد" ان مبارك سيغادر البلاد، مضيفا "اعتقد انه باق حتى نهاية اب/اغسطس". كما اكد الامين العام لجامعة الدول العربية ايضا انه مستعد للعب دور في المرحلة الانتقالية في مصر. وردا على سؤال حول امكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية اجاب "ولماذا اقول لا؟".وأضاف "انا في تصرف بلدي بالتاكيد. لكننا سنتابع التطورات السياسية. أنا على استعداد للخدمة بصفتي مواطنا له الحق في الترشح".
ولم يستبعد عمرو موسى ايضا امكانية المشاركة في حكومة انتقالية محتملة، معربا عن رغبته في حصول "اجماع وطني". وتابع "لا يمكننا تجاهل قوى سياسية، بمن فيهم الاخوان المسلمون"، ابرز الحركات المعارضة المنظمة في مصر.
واعتبر عمرو موسى ان اليوم الجمعة "سيكون حاسما" بالنسبة لمصر، مع قيام تظاهرات جديدة بدعوة من القوى المعارضة التي دعت الى جعل هذا اليوم "جمعة الرحيل" بالنسبة لمبارك، في اليوم الحادي عشر من التحركات الاحتجاجية واعمال العنف.
وكان التلفزيون المصري اعلن في وقت سابق الجمعة ان وزير الدفاع محمد حسين طنطاوي قام بتفقد الاوضاع في ميدان التحرير حيث يحتشد عشرات الالاف من المتظاهرين المطالبين برحيل الرئيس حسني مبارك.
وأقامت قوات الجيش أسلاكا شائكة عند مداخل ميدان التحرير خاصة من جهة ميدان عبد المنعم رياض المجاور ويحاول المتظاهرون في الميدان التصدى لهذه الخطوة. يذكر ان المتظاهرين ينوون تنظيم مظاهرة حاشدة اليوم الجمعة للمطالبة بتنحي مبارك تحت شعار"جمعة الرحيل" والتي يطلق عليها من يؤيد الرئيس المصري "جمعة الوفاء".
وأقيمت الأسلاك الشائكة أمام بعض المتاريس الموضوعة عند مداخل ميدان التحرير استعدادا لمواجهات جديدة متوقعة، وقال مراسلنا إن حالة من التوتر تسيطر على المتظاهرين المعارضين بينما دفع الجيش بتعزيزات. وأشارت وزارة الخارجية الاميركية الى انها تتوقع وقوع مواجهات واحتجاجات أكبر في مصر اليوم.
إلى ذلك، حضت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافي بيلاي الجمعة السلطات المصرية على اجراء تحقيقات "شفافة وحيادية" حول اعمال العنف الاخيرة في البلاد.
وقالت بيلاي في مؤتمر صحافي ان "اعمال عنف (...) حصلت الاربعاء وكنا امام مشاهد تثير الصدمة لمجموعات تتواجه بقذائف حارقة (مولوتوف)" وحجارة.
واضافت "مرة جديدة كان لافتا غياب الشرطة وقد فشل الجيش في الفصل بين المجموعتين وترتب عن ذلك عواقب وخيمة".
وتابعت "يجب اجراء تحقيقات لتحديد اذا ما كانت اعمال العنف هذه مدبرة واذا كان الامر كذلك معرفة المدبرين"، مشددة على شرورة اجراء هذه التحقيقات بشكل "شفاف وحيادي".
هذا وأعلن رئيس هيئة اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن ان قادة الجيش المصري "اكدوا له مجددا" انهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين، قبل ساعات من تظاهرة ضخمة جديدة مقررة في مصر بعد صلاة الجمعة. وقال مولن في مقابلة تلفزيونية انه "خلال المحادثات التي اجريتها مع قيادتهم العسكرية، اكد لي (العسكريون) مجددا انهم لا ينوون فتح النار على شعبهم".
قال الرئيس المصري حسني مبارك الخميس لشبكة "ايه بي سي" التلفزيونية الاميركية انه يود مغادرة السلطة لكنه لا يستطيع خشية ان تنتشر "الفوضى" عندئذ في البلاد.
وقال مبارك "ضاق ذرعي من الرئاسة وأرغب بمغادرة منصبي الان" لكن "لا يمكنني ذلك خوفا من غرق البلاد في الفوضى" على ما نقلت عنه مراسلة ايه بي سي كريستيان امانبور بعد مقابلة معه إستمرت 20 دقيقة في القاهرة.
وتابع "لا يهمني ما يقوله الناس عني. الان ما يهمني هو بلادي، مصر تهمني"، وذلك في اليوم العاشر من التظاهرات المتواصلة في بلاده ضد النظام.
واضاف مبارك "كنت مستاء جدا بخصوص احداث الامس. لا اريد ان ارى المصريين يتقاتلون في ما بينهم". وردا على سؤال حول الدعوات الاميركية الى انتقال سريع للسلطة قال مبارك انه صرح لنظيره الاميركي باراك اوباما "انكم لا تدركون الثقافة المصرية ولا ما سيحدث ان استقلت". وبخصوص قراره الامتناع عن الترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في ايلول/سبتمبر قال مبارك انه "لم يكن ينوي الترشح".
وأكد امام نجله جمال الذي كان موجودا اثناء المقابلة، انه لم يكن يخطط له ان يخلفه. كما أكد مبارك انه لن يغادر البلاد وانه "سيموت على الارض المصرية". وكان نائب الرئيس المصري عمر سليمان اعلن الخميس في مقابلة صحافية ان الدعوة وجهت الى المسؤولين في جماعة الاخوان المسلمين للمشاركة في الحوار الوطني "الا انهم لا يزالون مترددين".
وردا على سؤال حول ما اذا وجهت دعوة الى الاخوان المسلمين للمشاركة في الحوار قال "تمت دعوتهم وهم ما زالوا مترددين" في اشارة الى انهم لم يشاركوا في جلسة الحوار الخميس. واضاف "اقول انهم مترددون وليسوا رافضين ومن مصلحتهم الحوار الذي هو فرصة ثمينة لهم". وتنشط جماعة الاخوان المسلمين سياسيا الا انها حزب محظور ليس مرخص لها بالعمل السياسي في مصر.
واتهم سليمان مساء الخميس "اصحاب اجندات خاصة ليست وطنية للاسف باستغلال" الشباب الذي ما يزال موجودا في ميدان التحرير. واعتبر ان الاشتباكات التي جرت في ميدان التحرير بالقاهرة الليلة الماضية وصباح اليوم تقف وراءها "مؤامرة".
وقال في لقاء تلفزيوني "نريد ان نعرف من دفعهم الى هذا المكان وسنعرف من دفعهم الى ميدان التحرير"، مضيفا "نرى انها كانت مؤامرة ولا بد ان نعرف من وراءهم وان نحاسبهم". ورفض سليمان مطالبة الشباب المحتجين في ميدان التحرير برحيل الرئيس المصري حسني مبارك فورا معتبرا اياها "نداء للفوضى". ودعا سليمان الى "الافراج الفوري عن الشباب المعتقلين" في تصريحات نقلها التلفزيون المصري الرسمي الخميس. واوضح سليمان ان هذا الافراج يشمل "الذين لم يقوموا باعمال اجرامية".
وكانت السلطات المصرية اعتقلت خلال الفترة الاخيرة العديد من المدونين المعارضين، كما اعتقل الكثيرون من المشاركين في التظاهرات الاخيرة التي تطالب بتنحي مبارك. وقال سليمان ان الرئيس المصري لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة وكذلك نجله جمال.
بدوره، اعتذر رئيس الوزراء المصري أحمد شفيق عن المواجهات التي حثت أمس بين مؤيدين ومعارضين للرئيس المصري حسني مبارك في ميدان التحرير والتي أدت إلى مقتل 5 أشخاص ومئات الجرحى. وشدد شفيق انه ستتم محاسبة من تقع عليه المسؤولية في هذه الاعتداءات مؤكدا أنه لا يعرف ما حصل وان كان مخطط له مسبقاً. وقال أحمد شفيق إنه مستعد للذهاب الى ميدان التحرير للتحاور مع المحتجين.
واعتبر شفيق في مؤتمر صحافي انه لا يرى هدفا من وراء الهجوم على المناهضين للرئيس مبارك الثلاثاء في ميدان التحرير "سوى المشاغبة"، واعدا بالتحقيق في الامر.
وأعلن احمد شفيق انه "لا توجد شرطة كافية" في الوقت الحاضر لضبط الامن في مصر، بعد ان تشتت عناصر الشرطة و"ذهبوا الى قراهم" بسبب الاحداث الاخيرة. وقال إن بقاء المتظاهرين في ميدان التحرير "لن يجلب لهم جديدا" ملمحا بذلك الى انهم لن ينجحوا في تحقيق مطلبهم الرئيسي.
واعلن رئيس الحكومة المصرية الخميس بدء الحوار مع "الاحزاب المعارضة والقوى السياسية" اثر ليلة دامية في ميدان التحرير في القاهرة اوقعت سبعة قتلى على الاقل. ونقل التلفزيون الرسمي في شريط اخباري عن شفيق قوله "نجتمع اليوم مع ممثلي احزاب المعارضة والقوى الوطنية لايجاد مخرج للوضع الراهن".
من جانبه رفض رئيس البرلمان المصري فتحي سرور التدخل الخارجي في مصر وأكد أن عناصر دخيلة كان وراء مواجهات ميدان التحرير. وقال إنه ستم محاسبة المتسببين بالعنف والتخريب. هذا وسمع دوي طلقات نار كثيفة في ميدان التحرير بالقرب من مطلع جسر السادس من اكتوبر في القاهرة.
دبابات الجيش تدفع انصار مبارك لابعادهم عن ميدان التحرير
إلى ذلك، قام عناصر الجيش بعيد ظهر الخميس بالتحرك بدباباتهم لابعاد انصار مبارك عن ميدان التحرير في المنطقة الواقعة قرب المتحف. وعمل الجنود على ابعاد انصار مبارك الى ما وراء جسر 6 اكتوبر، لمنع اي احتكاك مع المناهضين للرئيس المصري المتجمعين في ميدان التحرير المجاور.
وكانت جرت مواجهات عنيفة جدا ليلة الاربعاء الخميس في هذه المنطقة على اطراف ميدان التحرير تمكن خلالها شبان ميدان التحرير من دفع انصار الرئيس مبارك الى الوراء حتى منطقة جسر 6 اكتوبر وميدان عبد المنعم رياض. وعاد الطرفان الى التمركز في هذه المنطقة ظهر الخميس وجها لوجها وبدأت المناوشات بينهما بالحجارة ما دفع الجيش الى التدخل لمنع الاحتكاكات.
وكان نائب الرئيس عمر سليمان اعلن مساء الاربعاء ان الحوار مع القوى السياسية الذي يضطلع به بناء على تكليف من الرئيس حسني مبارك "يتطلب الامتناع عن التظاهرات وعودة الشارع المصري للحياة الطبيعية بما يتيح الأجواء المواتية لاستمرار الحوار ونجاحه".
الا ان يوم الاربعاء وليل الاربعاء الخميس شهدا اشتباكات دامية بين الموالين للرئيس مبارك والمعارضين له في ميدان التحرير اوقعا سبعة قتلى اضافة الى مئات الجرحى. ولم يحدد شفيق الاحزاب والقوى المشاركة في هذا الحوار.
ومن جانبه، اكد احمد ابو الغار القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير، التي تشكلت حول المعارض محمد البرادعي وتضم عدة حركات سياسية من بينها الاخوان المسلمين، الخميس انه "لا تفاوض مع النظام قبل تنحي مبارك" . وقال ابو الغار لوكالة فرانس برس "القرار واضح، لا تفاوض مع النظام قبل تنحي الرئيس المصري".
واضاف "بعد ذلك يمكننا التفاوض مع (نائب الرئيس) اللواء عمر سليمان". واعلن رئيس الحكومة المصرية احمد شفيق ان حوارا مع المعارضة سيبدأ الخميس وسيشمل "ممثلين عن المتظاهرين في ميدان التحرير" في اشارة الى المناهضين للرئيس مبارك المتجمعين في هذا الميدان.
وجاء الاعلان في شريط اخباري على التلفزيون المصري الرسمي. ولم يكشف الخبر عن المنظمات او الهيئات التي ستشارك في هذا الحوار. ومن ابرز الهيئات المتواجدة في ميدان التحرير "مجموعة كلنا خالد سعيد" التي اطلقت حركة التظاهر، ثم حركة 6 ابريل وجمعية ترشيح البرادعي وحركة كفاية ثم انضم اليهم الاخوان المسلمون.
وأكد نائب الرئيس المصري مساء الاربعاء ان "الحوار مع القوى السياسية يتطلب وقف التظاهرات" مناشدا المواطنين "العودة الى منازلهم. واكد سليمان في "نداء الى جموع المواطنين"، بحسب وكالة انباء الشرق الاوسطة، أن "الحوار مع القوى السياسية الذي يضطلع به بناء على تكليف"الرئيس حسني مبارك "يتطلب الامتناع عن التظاهرات وعودة الشارع المصري للحياة الطبيعية بما يتيح الأجواء المواتية لاستمرار الحوار ونجاحه".
ودعا "جموع المواطنين الى الاستجابة لمناشدة القوات المسلحة بالعودة إلى مساكنهم، والالتزام بتعليمات حظر التجول دعما لجهود الدولة من أجل استعادة الهدوء والاستقرار". وتابع سليمان ان "المشاركين في هذه التظاهرات" تمكنوا بالفعل من "ايصال رسالتهم"، سواء المعارضين للرئيس المصري او المؤيدين له "ولما جاء في كلمته لابناء الشعب" الثلاثاء.
وكان المتظاهرون تمكنوا من تأمين مداخل ميدان التحرير بعد اشتباكات دامية مع مؤيدين للنظام المصري، كما سيطرت قوات الجيش المصري على حريق اندلع فرب متحف القاهرة بعد إلقاء متظاهرون غاضبون قنابل ملتوف على مبناه.
حمى الديمقراطيّة تجتاح العالم العربي
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية الاربعاء ان دعوات جهات اجنبية الى "مرحلة انتقالية تبدا الان" امر "مرفوض ويهدف الى تاجيج الوضع الداخلي" في مصر. وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اكد الثلاثاء انه قال للرئيس المصري حسني مبارك "ان عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي ان تكون ذات معنى وان تتم في شكل سلمي وان تبدأ الان. كما اكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الاربعاء ضرورة ان تكون "المرحلة الانتقالية (في مصر) سريعة" وان "تتسم بالمصداقية وتبدأ الان".
ودعا الجيش المصري المتظاهرين الذين يطالبون برحيل الرئيس حسني مبارك الى العودة الى بيوتهم. وقال الناطق باسم الجيش في بيان تلاه على التلفزيون الرسمي ان "القوات المسلحة تدعو المتظاهرين للعودة الى ديارهم من اجل توفير الامن واستعادة الاستقرار في الشارع".
برلين ترى ان مبارك "يفتح الطريق لتجديد سياسي"
عبر وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي الاربعاء عن ارتياحه لرغبة حسني مبارك في "فتح الطريق لتجديد سياسي"، غداة خطاب اكد فيه الرئيس المصري انه سيبقى في السلطة حتى الانتخابات لكنه لن يترشح لولاية جديدة. وقال الوزير الالماني لاذاعة بايريشر روندفونك انه "امر جيد ان يكون الرئيس مبارك يريد فتح الطريق لتجديد سياسي. علينا الآن ان نرى اي دور يريد ويستطيع ان يلعب".
واضاف "من الضروري ان تلي الاقوال افعال ملموسة جدا"، مؤكدا ان "الالمان والاوروبيين ليسوا الحكم بل الشعب المصري هو الذي ان يقرر من يجب ان يحكم". وتابع ان هذه القضية "يجب ان تبقى موضوع حوار بين كل الاطراف والقوى السياسية. وحول هذه النقطة سنقدم الدعم في اوروبا ومن قبل الولايات المتحدة ايضا".
وقال فسترفيلي "ان معرفة من سيحكم مصر شأن داخلي. لا نشارك من اجل شخص او حزب محدد بل من اجل قضية جيدة هي الديموقراطية والحرية". واعلن مبارك مساء الثلاثاء نيته البقاء في السلطة حتى الانتخابات الرئاسية المقبلة في ايلول/سبتمبر على رغم التظاهرات التي سارت في اليوم نفسه بمشاركة اكثر من مليون شخص للمطالبة بتنحيه.
وقال فسترفيلي انه "تحادث مطولا" مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى وهو وزير خارجية سابق و"شخصية تتمتع بخبرة سياسية كبيرة" على حد قوله. واضاف "نحاول الا نلعب دور الحكم في هذه العملية" لكننا "نسعى الى ان تواكب عملية سلمية الانتقال الى الديموقراطية".
وحول المخاطر على السياح في مصر قال الوزير الالماني ان برلين "لم تتلق الى هذا اليوم اي مؤشرات تدل على ان السياح في مصر معرضون للخطر". ومنذ الثلاثاء اوصت المانيا السياح "بعدم السفر الى مصر" ما حمل وكالات السفر على الغاء كافة الرحلات الى هذا البلد حتى منتصف شباط/فبراير.
تعليق جلسات مجلش الشعب والشورى
من جانبه، قرر مجلسي الشعب والشورى الاربعاء تعليق جلساتهما الى حين الفصل في الطعون الانتخابية، بحسب ما اكدت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. وأعلن التلفزيون الرسمي المصري تخفيف حظر التجول الساري منذ الجمعة في القاهرة والاسكندرية والسويس ليصبح من الساعة 17:00 الى الساعة 7:00.
ودعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ايضا مبارك الى التحرك "باسرع وقت ممكن" لتحقيق "الانتقال" السياسي الذي يطالب به المتظاهرون. وتدور حاليا مواجهات عنيفة بين المتظاهرين الذين يطالبون برحيل مبارك في ميدان التحرير وبين موالين لمبارك اقتحموا عليهم الميدان الذي يحتشدون فيه منذ تسعة ايام في حركة احتجاج شعبي غير مسبوقة ضد النظام.
وكان الجيش، وهو عماد النظام في مصر، اقر مساء الاثنين "بمشروعية مطالب الشعب" مؤكدا انه "لم ولن يلجأ الى استخدام القوة ضد الشعب". ولم يتضح في الحال اذا كان بيان الجيش المصري الجديد يعني انه سيقوم بالتدخل لتفريق المتظاهرين. وعقب هذا الاعلان نظمت في القاهرة تظاهرات مضادة مؤيدة للرئيس المصري.
من جانبه قال المعارض المصري محمد البرادعي إن الرئيس حسني مبارك أخفق في تلبية مطالب المحتجين، ووصف تعهده بعدم الترشح للرئاسة مرة أخرى بأنه خدعة. وأضاف البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام أنه إذا لم يستجبْ مبارك للدعوة كي يرحل حالا فلن "يكون رئيسا شكليا وحسب ولكنْ أيضا رئيس مسخ"، حسب تعبيره.
من جهته، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الثلاثاء إنه سيفكر بجدية في ما إذا كان سيسعى للترشح للرئاسة المصرية. وأشار موسى إلى أنه يملك هذا الحق كمواطن مصري. وموسى الذي سبق له شغلُ منصبِ وزير الخارجية في مصر، قال إن خطاب الرئيس مبارك تضمن شيئا جديدا لكنه أشار إلى أن بعض الناس لم يُصدّقوا أنه قدّم ما فيه الكفاية، وان النقاش في الايام المقبلة سيحدد ما اذا كان ما قدّمه كافيا.
الانترنت يعود جزئياً لمصر
وعادت خدمة الانترنت جزئيا الاربعاء الى مصر بعد قطعها لاكثر من خمسة ايام. وأكد مواطنون تم التمكن من استخدام الانترنت. لكن لم يتسن صباح الاربعاء الاتصال بمزودي خدمة الانترنت للتاكد من عودة الشبكة في جميع انحاء البلاد التي يوجد بها 23 مليون مستخدم للانترنت. واوضح خبراء انه كان اول قطع رسمي للانترنت بهذا الحجم موضحا ان حالات القطع السابقة في بورما عام 2007 او ايران عام 2009 خلال الاحتجاجات الشعبية كانت مؤقتة او محددة جدا.
هذا وكان مسؤول اميركي اعلن في وقت سابق ان الرئيس باراك اوباما تحدث هاتفيا مع نظيره المصري حسني مبارك إثر الخطاب الذي القاه الاخير عبر التلفزيون وقال فيه انه لن يترشح للانتخابات المقبلة في ايلول/سبتمبر لكنه مصمم على اكمال ولايته الرئاسية حتى نهايتها.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أوفد مبعوثًا خاصًا الى مصر، للتباحث مع الرئيس المصري حسني مبارك بشأن تطورات الأحداث على الساحة المصرية، وعلمت "إيلاف" من مصدر مطلع على مجريات اللقاء أنّ مبعوث أوباما، السفير الأميركي السابق في مصر فرانك ويزنر، بحث مع مبارك في الأوضاع والتطورات على الساحة المصريّة، ونقل إليه ثلاث نقاط وصفها المصدر بالرئيسيّة.
وقال المصدر لـ إيلاف إنّ الادارة الأميركية تحث الرئيس المصري على الرحيل وتسليم السلطة إلى نائبه عمر سليمان خلال الفترة الانتقالية إلى حين موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستكون في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2011.
ويلفت المصدر الذي تحدث الى "ايلاف" إلى أن اميركا قد شعرت بخطر حقيقي على الأمن الاسرائيلي وخصوصا بعدما تمكن معتقلين ينتمون لحركة حماس من الهرب من السجون ونجح ثلاثة منهم في العودة الى غزة. في المقابل، علمت "ايلاف" ان مبارك رفض طلب مبعوث أوباما، إلا أن المبعوث الأميركي لا يزال متواجدا في القاهرة وسيستمر في مساعيه ومتابعة الوضع عن قرب والاتصال بباقي التيارات الأساسية المتحكمة بثورة الشباب.
وتطلب الإدارة الأميركية وفق المصدر الذي نقل أجواء لقاء ويزنر ومبارك أن يضمن عمر سليمان للمصريين أنه لن يصادر اموال او يجري محاكمات عشوائية في حق الشعب. وتشترط اميركا ان يتم تعديل الدستور بحيث يسمح لشخصيات قيادية سياسية مستقلة بالترشح لانتخابات الرئاسة (لان الدستور الحالي لا يسمح سوى لأعضاء الهيئات العليا في الأحزاب الممثلة في البرلمان منذ خميس سنين وهي ست احزاب فقط يحق لهم دخول انتخابات الرئاسة والاحزاب هذه هي اجمالا ضعيفة).
على الخط الآخر وفي اطار الاتفاق الذي حمله ويزنر، اجرت السفيرة الأميركية اتصالا مع الدكتور محمد البرادعي لدراسة امكانية ان يتدخل لتهدئة الجماهير والاتصال بالتيارات المعارضة الرئيسية في مصر، وخصوصًا أن البرادعي يحظى بشعبية واسعة في صفوف التيارات الشبابية التي دعت وقادت مظاهرات 25 يناير، وبينها حركة "ستة ابريل" وحركة "كلنا خالد سعيد" في اشارة الى الشاب الذي توفي نتيجة التعذيب في مدينة الاسكندرية.
وتريد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من البرادعي ان يجري اتصالات مع الشباب لتهدئة الأوضاع وابلاغهم بأن الرئيس سيتنحى وأنه سيتم تعديل الدستور على اساس ان تجري انتخابات نزيهة في نوفمبر المقبل. واشارت كلينتون الى ان الحكومة تستمر بتشكيلها الحالي الى حين موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة.
هذا وقد احتشد مئات الآلاف من المصريين بعد ظهر الثلاثاء في ميدان التحرير وسط القاهرة للمطالبة باسقاط الرئيس حسني مبارك استجابة للدعوة الى تظاهرة "مليونية" التي اطلقها "شباب الانتفاضة" في ما اعلنت قوى المعارضة الرئيسية رفضها التفاوض مع الدولة قبل تنحى الرئيس المصري الذي يحكم البلاد منذ 30 عاما.
300 قتيل
تشكيلة الحكومة المصرية الجديدة
التشكيلة الجديدة للحكومة المصرية التي اعلن التلفزيون الرسمي انه ينقصها وزيرا السياحة والتعليم اللذان لم يتم اختيارهما بعد:
- احمد محمد شفيق: رئيسا لمجلس الوزراء (جديد)
- المشير محمد حسين طنطاوي سليمان: نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع والانتاج الحربي (لم يتغير).
- امين سامح سمير فهمي: وزيرا بترول (لم يتغير).
- حسن احمد يونس: وزير الكهرباء والطاقة (لم يتغير).
- فايزة ابو النجا: وزيرة التعاون الدولي (لم تتغير).
- احمد ابو الغيط: وزير خارجية (لم يتغير).
- ماجد جورج الياس غطاس: وزير دولة لشؤون البيئة (لم يتغير).
- انس أحمد نبيه الفقيه: وزير اعلام (لم يتغير).
- فتحي عبد العزيز البرادعي: وزير الاسكان والمرافق والتنمية العمرانية (جديد).
- محمود وجدي محمد: وزير الداخلية (جديد).
- سميحة السيد فوزي ابراهيم: وزيرة للتجارة والصناعة (جديد).
- سمير محمد رضوان: وزير المالية (جديد).
- إبراهيم احمد مناع: وزير الطيران المدني (جديد).
- عاطف عبد الحميد مصطفى: وزير النقل (جديد).
- جابر احمد السيد عصفور: وزير ثقافة (جديد).
- احمد سامح حسني فريد: وزير الصحة (جديد).
- حسين احسان العاطفي: وزير الموارد المائية والري (جديد).
- ايمن فريد ابو حديد: وزير الزراعة واستصلاح الاراضي (جديد).
- طارق محمد كامل محمود: وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (لم يتغير).
- على السيد على المصليحي: وزير التضامن الاجتماعي (لم يتغير).
- هاني محفوظ هلال: وزير التعليم العالي ووزير دولة للبحث العلمي (لم يتغير).
- عائشة عبد الهادي: وزيرة القوى العاملة والهجرة (لم تتغير) .
- ممدوح محي الدين مرعي: وزير العدل (لم يتغير).
- عبد الله الحسيني أحمد هلال: وزير اوقاف (جديد).
- مشيرة محمود خطاب عبد الله: وزيرة دولة للاسرة والسكان (لم تتغير).
- يحيي أحمد عبد المجيد مصطفى: وزير دولة لشئون مجلس الشورى (جديد).
- محسن النعماني محمد حافظ: وزير دولة للتنمية المحلية (جديد).
- زاهي عباس عبد الوهاب حواس: وزير دولة لشئون الآثار (جديد)
- مفيد محمود محمد شهاب: وزير دولة للشئون القانونية وشؤون مجلس الشعب (لم يتغير)
- عبده مصطفى مشعل: وزير دولة للانتاج الحربي (لم يتغير).
واعلن المفوض الاعلى للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الثلاثاء ان 300 شخص قتلوا منذ بدء التظاهرات في مصر ولكنه اوضح انها "تقارير غير مؤكدة". وكان المتظاهرون يرفعون الاعلام المصرية ويرددون هتافات تدعو الى رحيل الرئيس المصري من نوع "يا مبارك صح النوم النهاردة اخر يوم" او "يا سوزان خافي عليه واسحبيه من رجليه".
ودعا البرادعي أمس الثلاثاء الرئيس المصري الى ان يترك السلطة قبل يوم الجمعة المقبل الذي اطلق عليه المتظاهرون "جمعة الرحيل". واكد في تصريحات اخرى لقناة الحرة انه "مع خروج آمن" للرئيس المصري مؤكدا ان المعارضة تريد ان تطوي صفحة الماضي ولا تريد محاسبة مبارك عما حدث في عهده مشيرا الى انها ستقول "عفا الله عما سلف".
واعلنت قوى المعارضة الرئيسية ومن بينها البرادعي والاخوان المسلمون رفض التفاوض مع الدولة "قبل ان يرحل رئيس الجمهورية عن منصبه". اما الحركات الاحتجاجية الشبابية التي اطلقت انتفاضة الخامس والعشرين من كانون الثاني يناير فأكدت على لسان احد قيادييها انها ستختار ممثلها للحوار مع الدولة "ولكن بعد تنحي الرئيس".
وقال شادي الغزالي حرب (32 سنة)، وهو طبيب جراح تخرج من جامعة القاهرة ثم نال درجة الدكتوراه في زراعة الكبد من احدى الجامعات البريطانية، لوكالة فرانس برس ان "الشباب الليبرالي سيكون له الاثر الاكبر في مسيرة مصر ما بعد مبارك".
واوضح ان شباب الحركات الاحتجاجية "سيختارون ممثليهم من بين عدة شخصيات مطروحة ابرزها محمد البرادعي وحائز جائزة نويل في الكيمياء احمد زويل". وامتدت التظاهرات خارج القاهرة حيث تظاهر اكثر من مائة الف في الاسكندرية وعشرات الالاف في ثلاث مدن في دلتا النيل هي المنصورة وطنطا والمحلة الكبرى.
وكان شباب الانتفاضة دعوا الى تظاهرة مليونية الثلاثاء في ميدان التحرير الذي اصبح مركز انتفاضتهم التي بدأت قبل اسبوع انقلبت خلاله الامور رأسا على عقب في اكبر دولة عربية ما اثار المخاوف من التداعيات المحتملة لما يحدث في مصر على الاوضاع الاقليمية.
وأعلن نائب الرئيس المصري عمر سليمان مساء الاثنين ان الرئيس المصري حسني مبارك كلفه إجراء حوار فوري مع المعارضة حول الاصلاح الدستوري والتشريعي "وتوقيتاته المحددة"، وذلك عشية تظاهرات مليونية دعت اليها الحركات الشبابية التي اطلقت الانتفاضة المصرية.
وقال سليمان في بيان تلاه عبر التلفزيون المصري "كلفني الرئيس اليوم باجراء الاتصالات على الفور بجميع القوى السياسية لبدء حوار حول كافة القضايا المثارة المتصلة بالاصلاح الدستوري والتشريعي على نحو يخلص بتحديد واضح للتعديلات الدستورية والتشريعية والتوقيتات المحددة" لهذه التعديلات.
واضاف ان الرئيس "شدد" على ان "قرارات محكمة النقض في الطعون الانتخابية لا بد ان تحظى بالتنفيذ الامين على نحو عاجل ودون ابطاء بما يكفل اعادة الانتخابات في الدوائر التي تم قبول الطعن فيها في الاسابيع المقبلة". وكان الجيش المصري أعلن في بيان أصدره مساء الاثنين انه يدرك "مشروعية مطالب الشعب" وأكد انه "لن يلجأ لاستخدام القوة" ضده عشية تظاهرتين مليونيتين دعا اليهما المتظاهرون المطالبون باسقاط الرئيس حسني مبارك.
وقال الجيش في بيان بثه التلفزيون المصري ان "حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع" مؤكدا ان القوات المسلحة "لم ولن تلجأ إلى استخدام القوة ضد الشعب المصري".
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الذي تلا البيان: "إلى شعب مصر العظيم، إن قواتكم المسلحة إدراكا منها بمشروعية مطالب الشعب وحرصا منها على القيام بمسئوليتها في حماية الوطن والمواطنين، كما عهدتموها دائما، تؤكد ان حرية التعبير بالطرق السلمية مكفولة للجميع".
وشدد البيان على ان "القوات المسلحة على وعي ودراية بالمطالب المشروعة للمواطنين الشرفاء". ودعا الجيش المواطنين الى "عدم الإقدام على أي عمل من شأنه الاخلال بأمن وسلامة الوطن وتخريب المصالح العامة والخاصة".
وقال البيان ان "إقدام فئة من الخارجين على القانون بترهيب وترويع المواطنين الآمنين أمر غير مقبول، ولن تسمح القوات المسلحة به أو بالاخلال بأمن وسلامة الوطن". ووجه نداء الى المصريين بالمحافظة على "مقدرات وممتلكات شعبكم العظيم، وقاوموا أعمال تخريبها سواء كانت عامة أو خاصة".
وتابع البيان ان "تواجد القوات المسلحة في الشارع المصري من أجلكم وحرصا على أمنكم وسلامتكم وقواتكم المسلحة وهي لم ولن تلجأ الى استخدام القوة ضد هذا الشعب العظيم الذي لم يبخل على دعمها في جميع مراحل تاريخه المجيد". وختم البيان ان وزارة الدفاع "تؤكد على أن قواتكم المسلحة هي الدرع الواقي والحصن الأمين لهذا الشعب العظيم وحمايته من الأخطار المحيطة به، وأن تراب هذا البلد ممزوج بدماء المصريين على مر التاريخ فحافظوا عليه".
وأعلن الاخوان المسلمون في بيان الاثنين "رفضهم التام لتشكيل الحكومة الجديدة" ودعوا الى استمرار التظاهر "حتى يترك النظام كله السلطة برئيسه ووزرائه وبرلمانه". وقال الاخوان، انه يقدرون "الموقف الجليل للجيش المصري الذي وقف مع شعبه واكدوا انهم "على ثقة من انه سيظل منحازا الى الشعب الذي يضفي الشرعية على اي شخص او برلمان او وزارة" في اشارة على ما يبدو الى نائب رئيس الجمهورية المعين حديثا اللواء عمر سليمان.
وشدد الاخوان في بيان على "رفضهم التام تشكيل الحكومة الجديدة التي تعد التفافا على ارادة الشعب ويدعونه الى الاستمرار في فعالياته وان يتحرك في مسيرات حاشدة في كافة انحاء القطر المصري حتى يترك هذا النظام كله السلطة برئيسه وحزبه ووزرائه وبرلمانه ويهيبون بهذا الشعب العظيم ان يتحلى بالصبر والمثابرة.
واضاف البيان "اذا كان النظام لا يزال مصرا على عناده ومحاولاته الالتفاف على هذه الانتفاضة المباركة من اجل اجهاضها، فلابد من اليقظة والحذر وعدم الانخداع بهذه العروض الماكرة". ومساء الاربعاء، أعلن وزير الصحة المصري أحمد سامح فريد مقتل ثلاثة اشخاص في الاشتباكات التي جرت الاربعاء بين المتظاهرين واشخاص موالين للرئيس حسني مبارك في ميدان التحرير بوسط القاهرة، كما افاد التلفزيون المصري.واوضح الوزير ان الاشتباكات اسفرت ايضا عن اصابة 639 شخصا، مؤكدا انه "لا توجد اي اصابة بالاعيرة النارية". وأضاف ان غالبية الاصابات كانت في الرأس والاعين وانها ناجمة عن التراشق بالحجارة.
نجيب ساويرس: التطورات الاخيرة "خير لمصر"
من جانبه اعتبر رجل الاعمال المصري الكبير نجيب ساويرس الاثنين في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية ان التطورات الاخيرة في البلاد التي تشهد حركة احتجاج شعبي لا سابق لها "خير لمصر". وقال ساويرس رئيس شركة اوراسكوم العملاقة للاتصالات لفرانس برس "انه خير لمصر فالجميع يريد الديموقراطية".
واضاف "لا شيء افضل للمستثمرين من الديموقراطية. فكل المشاكل التي واجهتها كرجل اعمال كانت مع حكومات غير حكومية". ويعتبر ساويرس، الذي تقدر ثروته بنحو 2.5 مليار دولار من اقوى رجال الاعمال في مصر.
تشكيل حكومة جديدة في مصر
وبعد عدة مشاكل واجهت تشكيل الحكومة المصرية الجديدة ادى الوزراء الجدد الاثنين اليمين الدستورية أمام الرئيس حسني مبارك. وأعلن التلفزيون المصري الاثنين ان مبارك اصدر قرارا جمهوريا بتشكيل الحكومة برئاسة الفريق احمد شفيق وخلت التشكيلة من أي رجل أعمال.
وفي الحكومة الجديدة تم إقصاء حبيب العادلي من مصبه كوزير للداخلية وتعيين محمود وجدي مكانه.
واحتفظ حسين طنطاوي بمصنبه وزيراً للدفاع كمان كانت مصادر خاصة أكدت لـ "إيلاف" أمس. كما استمر أنس الفقي في منصبه كوزير للإعلام واحمد أبو الغيظ كوزير للخارجية. ورفض وزير التجارة السابق رشيد محمد رشيد الانضمام للحكومة الجديدة.
وتم تغيير وزير الثقافة فاروق حسني الذي تم استبداله بجابر عصفور. وتم تعيين سمير رضوان وزيراً للمالية، ورفض وزير المالية السابق يوسف غالي رفض الانضمام إلى الحكومة الجديدة. واستمر زاهي حواس وزيرا للآثار.
وكانت المعلومات الخاصة بـ "إيلاف" أفادت أن جميع الاستعدادات باتت جاهزة لاطلاق الحكومة الجديدة، وجاري تلين بعض المشاكل التي تقف في طريق تشكيلها. وتشير المصادر التي تحدثت إليها إيلاف إلى أن الحكومة الجديدة التي سترى النور قريبًا تخلو من اللواء نائب مدير جهاز أمن الدولة اللواء عادل لبيب الذي رفض تولي حقيبة وزارة الداخلية.
وتوقعت مصادر إيلاف الخاصة ان يستمر وزير الاعلام بمنصبه، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المشير طنطاوي الذي يتولى وزارة الدفاع.
إلى ذلك، دعا المحتجون المصريون الى اضراب عام مفتوح اليوم الاثنين و"مسيرة مليون" الثلاثاء، حسبما ذكر المنظمون في اليوم السابع من اكبر حركة معارضة لنظام حسني مبارك في ثلاثة عقود. وقال عيد محمد احد المحتجين ومنظمي التظاهرات لوكالة الانباء الفرنسية "قررنا في الليل ان نقوم بمسيرة مليون الثلاثاء".
واضاف "قررنا ايضا ان نبدأ اضرابا مفتوحا". وكان عمال قناة السويس دعوا الاحد الى هذا