يا شباب الفيسبوك اتحدوا
إبراهيم أبو علي
بصراحة لم أكن أتوقع يوما من شبابنا الناعم الذي نما منذ نعومة رموشه على الدّلع وعلى التكنولوجيا التي لم نكن نحلم يوما بمدى التطور الذي وصلت إليه؛ فقد كنت متأكدا أن هذه المواقع الالكترونية، فيسبوك، تويتر، هوتميل، بلوتوث.. م.س.ن مسجنغ، شاتنغ..الخ، ليست إلا أماكن "لطقّ الحنك" والكلام الفارغ إلا أنني أقرّ وأعترف بأنني كنت وربما ما زلت مخطئا بحق هؤلاء الشباب الذين أثبتوا أنهم يستطيعون توظيف هذه التقنيات بطرق استطاعت أن تثبت جدارة فاقت كل التوقعات، بل إنهم أثبتوا أنها مجدية أكثر من استعمال أساليب العنف المعروفة. فلم تستطع لا القاعدة ولا غيرها من الحركات التكفيرية تغيير أي نظام عربي، بل بالعكس فقد أمدّتها بشرعية أمام أسيادها كي تستمرّ في القمع وسرقة مقدّرات وخيرات الشعوب تحت ذرائع هيّئتها لها تلك الحركات التي خرجت من جحور التاريخ في غفلة من الزمن.
لقد أثبت هؤلاء الشباب أنهم عنيدون في مطالبهم، فإذا ما أرادوا إسقاط أي نظام فإنهم لن يتنازلوا قبل تحقيق ما يرمون إليه.
قبل أيام وعندما كنا في نقاش عن مستوى الانحدار الذي وصلت إليه هذه الأمة مقارنة بماضيها انبرى أحد الفلاسفة ليصرّح بأنه في عهد خالد بن الوليد وأبو عبيدة وعمر وعلي كانت الحرب بين رجل ورجل، بين سيف وسيف، والآن نحن ما زلنا بنفس الأدوات، بينما أعداؤنا وصلوا إلى أعلى مراتب التقنيات.
ربما أتفق جزئيا مع هذا الطرح حيث إنّ خالد وعمر وعلي وأبو عبيدة كانوا يملكون بجانب السيف الإرادة والإيمان الذي حقّق لهم ما حقّق. والآن وبعد أن لاحت بوادر التغيير فلا بدّ من تكرار الآية الكريمة "إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّّروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.
المطلوب الآن من باقي الأنظمة الشبيهة بالأنظمة التي سقطت والتي تترنّح، أقول وعلى الله أجري فيما أقول: بأنّ عليكم الاتّعاظ وأخذ العبر قبل أن يدوسكم بلدوزر الشباب القادم؛ يومها لن ينفع الندم ولن ينفع الترقيع، فعلى الأنظمة الجمهو- ملكية أن تنظر بعين الاعتبار إلى ما جرى وإلا فالسقوط المدوي مآلهم..
أما الأنظمة الملكية فلها مخرج مشرّف ألا وهو أن تعطي الشعوب حق اختيار ممثليها وبكل حرية وبالأساليب الديموقراطية النظيفة وبدون تدخّل أجهزتها المشبوهة، فالشعوب ليست بلهاء كما تعتقدون، عندها تستطيعون أن تصبحوا ملوكا مثل ملكة بريطانيا مثلا؛ وكلوا وارتعوا هنيئا مريئا ودعوا الشعوب تقرر ما تريد وإلا.. فلن تجدوا من يؤويكم. والأمثلة أمامكم! فاتعظوا، إني ناصح لكم فلا تدعوا الفرصة تفوتكم فتندموا ولن ينفعكم الندم!!.